Site icon السعودية برس

تيبلي جوهرة التراث البوركينية المهددة بتقلبات المناخ

|

تتعرض منازل مدينة “تيبلي” أحد مواقع التراث العالمي في دولة بوركينا فاسو لخطر الاندثار، مع تغير أنماط الطقس بفعل أزمة المناخ التي تمر بها منطقة الصحراء والساحل بغرب أفريقيا.

ويعود تاريخ هذه البيوت، الواقعة في مدينة تيبلي في جنوب بوركينا فاسو، إلى القرن السادس عشر، وهي معروفة عالميا بزخارفها التي تمثل أفكار وثقافة ومعتقدات شعب الكاسانا.

وتصنف مدينة “تيبلي” واحدة من 4 مواقع تراثية في بوركينا فاسو أدرجتها اليونسكو على قائمة التراث العالمي، وهي تقع على الحدود مع غانا، ويتميز سكانها بحب العزلة والابتعاد عن الغرباء.

لطالما كانت تيبلي وجهة سياحية بارزة، لكن العنف المسلّح الذي يضرب بوركينا فاسو ودول الجوار (مالي والنيجر) منذ 2015، أدى، إضافة إلى الانقلابات، لتراجع السياحة بشدة، حتى أن الوصول إلى البلدة بات يتطلب عبور جسر نازينون، الذي سبق أن تعرض لهجوم ويخضع الآن لرقابة عسكرية مشددة.

النساء حافظات التراث

في ثقافة الكاسانا، النساء وحدهن مسؤولات عن زخرفة الجدران ويستخدمن أصباغا طبيعية من الحجر اللاتيريتي والطين وروث الأبقار، ويثبتنها على الجدران بطلاء يُستخرج من ثمار الأشجار المحلية المستخدمة في تلك الصناعات.

وتحمل كايا تينتيما، البالغة من العمر 80 عاما والمصنفة من اليونسكو كـ”كنز بشري حي”، هذا العلم، وتنقله للأجيال الجديدة لتبقى الرسومات ومعانيها حية بين سكان هذه المدينة الأثرية.

وقد ألهمت طريقة بناء بيوت مجتمع الكاسانا بعض المهندسين المعماريين في العصر الحديث، إذ يقول المعماري البوركيني فرنسيس كيري الحائز على جائزة بريتزكر إنه استلهم منهم استخدام المواد المحلية لمواجهة الحرارة الشديدة والأمطار الغزيرة.

المرأة في مجتمع الكاسانا تتولى زخرفة البيوت (مواقع التواصل)

وفي مجتمع الكاسانا الذي يسكن مدينة تيبلي يتولى الرجال البناء، فيما تختص النساء بأعمال الزخرفة التي تعبر عن ثقافة المجتمع وتاريخه الذي يرجع إلى 5 قرون من الزمن.

تحديات المناخ

ورغم أن دول الساحل ومنها بوركينا فاسو، لا تسهم إلا بنسبة 1% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فإنها بين الأكثر تضررا، إذ ارتفعت درجات الحرارة بمعدل أسرع بـ1.5 من المتوسط العالمي.

ويقول مسؤول محليون إن الخطر الأكبر الذي يهدد المباني العتيقة في المدينة هو المناخ، حتى إن الأشجار التي كانت تستخدم خشبها في الأسقف لم تعد موجودة، كما أن الأمطار الكثيفة تهدد سقوف المباني وطلاءها.

Exit mobile version