جمع نادي “توتنهام هوتسبير” (Tottenham Hotspur) الإنجليزي نحو 90 مليون جنيه إسترليني (122 مليون دولار) عبر صفقة تمويل قائمة على اتفاقية تمويل الديون المستحقة مقدماً (receivables financing deal) أبرمها مع بنك”ماكواري غروب” الاستثماري، في وقت يعيد فيه النادي هيكلة إدارته ضمن أحدث محاولاته للفوز بالبطولات.
وافق “توتنهام”، الذي تكبد خسائر بعد تشييد ملعبه الجديد، على منح البنك الأسترالي جزء من عوائد حقوق البث المستقبلية مقابل مبلغ نقدي مقدم، بحسب أشخاص مطلعين على الصفقة. أوضحوا أن الحقوق مرتبطة بالأموال المستحقة للنادي من الدوري الإنجليزي الممتاز بين ديسمبر 2025 ومايو 2026، طالبين عدم الكشف عن هوياتهم لأن التفاصيل خاصة.
توتنهام يعزز سيولته
يُعد توتنهام أحدث ناد أوروبي يلجأ إلى تعزيز سيولته قصيرة الأجل عبر تحويل إيرادات مستقبلية إلى سيولة نقدية فوري. أشار الأشخاص المطلعون إلى أن “ماكواري”، الذي نظم صفقات مشابهة مع أندية أخرى، سيحصل أيضاً على رسوم وفوائد، رغم أن تفاصيل الصفقة لم تُحدد. امتنع ممثلا “ماكواري” و”توتنهام” المملوك لعائلة الملياردير جو لويس، عن التعليق على الموضوع.
بعد فشل صفقة قطر.. لماذا لم يستحوذ أحد على نادي توتنهام حتى الآن؟
تقوم فكرة صفقات تمويل الديون المستحقة مقدماً على الحصول على سيولة فورية عبر تحويل الإيرادات المستقبلية لأصول ذات قيمة عالية بخصم معين – سواء كانت حقوق بث أو رسوم انتقال لاعب. يحقق البنك عادة أرباحاً من خلال الفرق بين حجم القرض والإيرادات الفعلية المحصلة. وكان “ماكواري” قد منح نادي “نوتنغهام فورست” قرضاً بقيمة 28 مليون جنيه إسترليني في 2023 مقابل رسوم انتقال لاعب.
تعد حقوق البث في الدوري الإنجليزي الممتاز مصدر دخل ضخم، إذ تكسب الأندية أكثر من 110 ملايين جنيه إسترليني سنوياً منها حتى لو أنهت الموسم في النصف الأدنى من الترتيب، مع زيادة الإيرادات كلما ارتفع ترتيب الفريق.
مستقبل توتنهام تحت إدارة عائلة لويس
تأتي صفقة التمويل وسط تساؤلات بشأن مستقبل “توتنهام” تحت إدارة عائلة لويس. فقد أعلنت العائلة الأسبوع الجاري أنها رفضت عرضين للاستحواذ، وذلك بعد رحيل دانيال ليفي، رئيس النادي التنفيذي منذ فترة طويلة، ما أثار شائعات حول صفقة استحواذ. كما شهد النادي تغييرات إدارية أخرى منذ مغادرة ليفي، منها تعيين بيتر تشارينغتون رئيساً غير تنفيذي.
أكدت عائلة لويس، التي تملك “توتنهام” عبر شركة “إنيك سبورتس”، أن النادي الواقع في شمال لندن ليس للبيع. وجاء في بيان للنادي: “التغييرات الأخيرة كلها جزء من طموح النادي لضمان تهيئته لتحقيق نجاح رياضي طويل الأمد”.
الدوري الإنجليزي يواجه صعوبات
على غرار العديد من أندية الدوري الإنجليزي، عانى “توتنهام” من صعوبات في تحقيق الأرباح، رغم إشادة الجماهير وقطاع الأعمال بملعبه الحديث متعدد الأغراض الذي يستضيف الحفلات الغنائية ومباريات الملاكمة ودوري كرة القدم الأميركية. تكبد النادي خسائر في السنة المنتهية في يونيو 2024.
سجل النادي مؤخراً عجزاً بقيمة 169.1 مليون يورو في سوق الانتقالات، وفقاً لموقع “ترانسفير ماركت.كو. يو كيه” (transfermarkt.co.uk)، بعد أن دعم مدرب الفريق الأول الجديد توماس فرانك بعدد من الصفقات، منها التعاقد مع تشافي سيمونز ومحمد قدوس. أنهى الفريق الموسم الماضي في المركز السابع عشر بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه فاز بلقب الدوري الأوروبي، ثاني أهم بطولة للأندية في القارة.
اقرأ أيضاً: توتنهام يتعاقد مع قدوس “المراوغ الأخطر” في الدوري الإنجليزي
يُعد “توتنهام” تاسع أكبر ناد من حيث الإيرادات في كرة القدم الأوروبية، بحسب تقرير صادر عن شركة “ديلويت” في يناير الماضي. وكانت آخر مرة ضخت فيها العائلة المالكة للنادي رأس مال جديد في 2022.