من المتوقع أن ينمو عدد سكان العالم بأكثر من ملياري شخص في العقود المقبلة، ويصل إلى ذروته في ثمانينيات القرن الحادي والعشرين عند حوالي 10.3 مليار نسمة، بحسب تقرير جديد أصدرته الأمم المتحدة اليوم الخميس.
ويقول التقرير – الذي صدر في اليوم العالمي للسكان – إن من المتوقع أن ينخفض عدد سكان العالم إلى حوالي 10.2 مليار بحلول نهاية القرن.
وبحسب تقرير توقعات سكان العالم لعام 2024، فإن ذروة السكان التي جاءت قبل الموعد المتوقع ترجع إلى عدة عوامل، بما في ذلك انخفاض مستويات الخصوبة في بعض أكبر بلدان العالم، وخاصة الصين، التي من المتوقع أن ينخفض عدد سكانها بشكل كبير من 1.4 مليار نسمة في عام 2024 إلى 633 مليون نسمة في عام 2100.
من المتوقع أن ينخفض عدد سكان كاليفورنيا مع ارتفاع عدد سكان فلوريدا وكارولينا في عام 2024: مسح
وعلى مستوى العالم، انخفض متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم النساء بمقدار طفل واحد مقارنة بعام 1990، وفي أكثر من نصف البلدان والأقاليم، انخفض متوسط عدد المواليد الأحياء لكل امرأة إلى أقل من 2.1. وهذا هو المستوى المطلوب للحفاظ على حجم سكان أي بلد دون هجرة.
وذكر التقرير الذي أصدرته شعبة السكان التابعة للأمم المتحدة أن ما يقرب من 20% من سكان العالم ــ بما في ذلك الصين وإيطاليا وكوريا الجنوبية وإسبانيا ــ لديها معدلات خصوبة “منخفضة للغاية”، حيث تنجب النساء أقل من 1.4 ولادة حية.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية لي جون هوا “إن بلوغ الذروة في وقت أبكر وأدنى مستوياتها يعد علامة تبعث على الأمل. وقد يعني هذا انخفاض الضغوط البيئية الناجمة عن التأثيرات البشرية نتيجة لانخفاض الاستهلاك الكلي”.
وأكد لي، مع ذلك، أنه حتى مع تباطؤ النمو السكاني، سيظل الناس بحاجة إلى تقليل تأثير أنشطتهم بشكل فردي للحفاظ على البيئة.
وبحسب التقرير، فإن عدد السكان قد بلغ ذروته في 63 دولة ومنطقة بحلول عام 2024، بما في ذلك الصين وألمانيا واليابان وروسيا. ومن المتوقع أن ينخفض إجمالي عدد السكان في هذه المجموعة بنسبة 14% على مدى الثلاثين عامًا القادمة.
وفي 48 دولة ومنطقة أخرى ــ بما في ذلك البرازيل وإيران وتركيا وفيتنام ــ من المتوقع أن يصل عدد السكان إلى ذروته بين عامي 2025 و2054، حسب التقرير.
أما بالنسبة للدول والمناطق الـ 126 المتبقية، بما في ذلك الولايات المتحدة والهند وإندونيسيا ونيجيريا وباكستان، فمن المتوقع أن يزداد عدد السكان بحلول عام 2054، “ومن المحتمل أن يصل إلى ذروته في النصف الثاني من القرن أو بعد ذلك”.
بالنسبة لتسعة من هذه البلدان ــ بما في ذلك أنغولا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والكونغو، ونيجيريا، والصومال ــ تتوقع الأمم المتحدة نمواً سريعاً للغاية، مع تضاعف عدد سكانها بين عامي 2024 و2054.
لقد شهد عدد سكان العالم نمواً هائلاً خلال السنوات الخمس والسبعين الماضية، من نحو 2.6 مليار نسمة في عام 1950 إلى 8 مليارات نسمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022. ومنذ ذلك الحين، زاد عدد سكان العالم بنحو 2.5% ليصل إلى 8.2 مليار نسمة.
قالت كاثلين موجيلجارد، رئيسة معهد السكان ومقره واشنطن والمديرة التنفيذية له، إن التقديرات الجديدة الصادرة يوم الخميس تؤكد “وجود فجوة ديموغرافية متزايدة في جميع أنحاء العالم”.
ورغم أن التقرير حدد أكثر من 100 دولة ومنطقة وصل عدد سكانها بالفعل إلى ذروته أو سيصل إلى ذروته خلال الثلاثين عاما المقبلة، إلا أنه يظهر المزيد من الأماكن التي سيستمر فيها النمو السكاني، وكثير منها من بين أفقر دول العالم.