في مشهد يعكس تعمّق الأزمة في قطاع غزة وتصاعد الخطاب الإسرائيلي المتطرف، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى “احتلال قطاع غزة بالكامل”، معتبراً أن الوقت قد حان “لفتح أبواب الجحيم على حماس وتدميرها بالكامل”، داعيًا كذلك إلى تنفيذ ما وصفه بـ”خطة ترامب” في القطاع.
وفي نفس السياق التصعيدي، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن رد حماس الأخير “يتيح لإسرائيل تحقيق أحلامها”، مضيفاً أن “الوقت قد حان لتحقيق النصر المطلق”، وموجهاً حديثه لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالقول: “تحقيق أحلامنا بات بين يديك الآن”.
ميدانياً، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بنسف مبانٍ سكنية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في إطار التصعيد المستمر الذي تشهده المدينة وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية.
من جانبه، أعلن خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، استعداد الحركة الفوري للدخول في “مفاوضات الرزمة الشاملة”، التي تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب الاحتلال من القطاع.
وأكد الحية أن حماس “أوفت بالتزاماتها كاملة خلال مفاوضات استمرت لأكثر من عام ونصف”، وأن حكومة نتنياهو “انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار قبل انتهاء المرحلة الأولى منه”.
وأضاف أن الحركة وافقت على المقترح الذي قدمه الوسطاء في نهاية شهر رمضان، رغم قناعتها بأن “نتنياهو يستخدم استمرار الحرب لحماية مستقبله السياسي”. واعتبر أن المقترح الإسرائيلي المضاد يحمل “شروطًا تعجيزية” لا تقود إلى وقف الحرب أو انسحاب الاحتلال.
ورحب الحية بتصريحات المبعوث الأمريكي آدم بولر، الذي دعا إلى إنهاء ملف الأسرى والحرب معًا، واعتبر أن هذا الموقف “يتقاطع مع رؤية حركة حماس”.
وفي ختام تصريحاته، شدد الحية على أن سلاح المقاومة “مرتبط بوجود الاحتلال وهو حق طبيعي للشعب الفلسطيني”، رافضًا سياسة “الاتفاقات الجزئية” التي يسعى نتنياهو إلى تمريرها، مؤكداً أن الحركة “لن تكون جزءاً من تلك الأجندة التي تشرعن استمرار الإبادة مقابل مكاسب سياسية داخلية”.