وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم يوم الأحد اتفاقاً تجارياً وآخر بشأن المعادن الحيوية، في الوقت الذي يتطلع فيه ترمب إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية في منطقة جنوب شرق آسيا، والرد على قيود الصين على الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة.
قال الممثل التجاري للولايات المتحدة جيميسون غرير خلال مراسم التوقيع في العاصمة كوالالمبور إن ماليزيا ستقوم “بتعديل الرسوم الجمركية والحواجز غير الجمركية، نعتزم زيادة حجم التجارة بشكل كبير”، مشيراً إلى أن قطاعات الزراعة والتكنولوجيا والخدمات ستستفيد من هذا الاتفاق.
وأكد غرير أن اتفاق المعادن النادرة يضمن أن يكون الاستثمار والتجارة في هذا المجال “حراً قدر الإمكان وقادراً على الصمود”.
دعم العلاقات الثنائية بين البلدين
من جانبه، وصف أنور إبراهيم هذه الاتفاقات بأنها “محطة مهمة” من شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين إلى ما يتجاوز التجارة.
وقال دان كريتنبرينك، الشريك في “مجموعة آسيا” والمساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، إن “الاتفاق التجاري مع ماليزيا سيُستخدم على الأرجح لتشجيع وممارسة الضغط على دول أخرى في المنطقة لإبرام اتفاقات مماثلة”.
تعكس ظروف التوقيع على الاتفاق مع أنور يوم الأحد مدى اعتماد ترمب على الرسوم الجمركية والتجارة كأداة رئيسية في ولايته الثانية.
صفقات موازية مع تايلندا وكمبوديا
في وقت سابق من اليوم ذاته، شارك ترمب في مراسم توقيع اتفاق بين تايلندا وكمبوديا يركز على خفض التصعيد بعد مواجهات حدودية دامية مؤخراً أسفرت عن مقتل العشرات. وتوقفت المواجهات التي جرت في وقت سابق من العام الجاري بعد تهديد ترمب بإلغاء اتفاقات تجارية مع البلدين.
كما أعلن ترمب عن اتفاق تجاري واسع مع كمبوديا واتفاق للمعادن النادرة مع تايلندا، رغم أن الأخير كان في معظمه تعهداً طموحاً بالعمل معاً. وينص اتفاق كمبوديا على إعفاء مئات السلع من الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترمب على الصادرات في وقت سابق من العام.
جولة آسيوية لترمب تشمل اليابان وكوريا الجنوبية
يقوم ترمب بجولة آسيوية تشمل ثلاث دول، هي الأولى له منذ عودته إلى البيت الأبيض. وستكون محطته التالية في اليابان، ثم كوريا الجنوبية، حيث يُتوقع أن يلتقي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في ختام جولته.
في الوقت نفسه، كان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يجري محادثات في كوالالمبور مع نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفينغ، ضمن التحضيرات النهائية لاجتماع القادة المرتقب.
تخفيف الرسوم الجمركية وطمأنة الأسواق
من المنتظر أن يخفف الاتفاق مع ماليزيا المخاوف المرتبطة بصادراتها إلى الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم. وكان ترمب قد فرض رسوماً بنسبة 19% على الواردات الماليزية في أغسطس، وهي أقل من نسبة 25% التي هدد بها في يوليو.
وبلغ حجم التجارة بين البلدين إجمالاً نحو 87 مليار دولار العام الماضي، بحسب الممثل التجاري الأميركي. يشكل تجارة السلع القدر الأكبر من التبادل التجاري بين البلدين، حيث تسجل الولايات المتحدة عجزاً مع ماليزيا بمقدار 25 مليار دولار، وفائضاً بلغ 1.7 مليار دولار في الخدمات.
ماليزيا تفاوض لإعفاء صادرات الرقائق من الرسوم الأميركية
كانت ماليزيا تسعى منذ أشهر لتخفيف شروط التجارة الأميركية، وتعهدت بالتصدي لتهريب أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين. وقال وزير التجارة زافرول عزيز يوم السبت إن بلاده تتفاوض لإعفائها من الرسوم الجمركية على صادرات الرقائق الإلكترونية إلى الولايات المتحدة، التي تُعدّ ثالث أكبر سوق لها في هذا المجال.
سجّل اقتصاد ماليزيا نمواً بنسبة 5.2% خلال الربع الثالث، متجاوزاً توقعات المحللين. غير أن الحكومة تتوقع تباطؤ النمو إلى ما بين 4% و4.5% العام المقبل، مقابل 4.8% متوقعة في عام 2025.

