دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى “تولي الإدارة” إذا لم يُخفض رئيس البنك جيروم باول أسعار الفائدة، في تصعيد للخلاف المستمر بين ترمب ورئيس البنك المركزي.
وكتب ترمب في منشور على منصات التواصل الاجتماعي الجمعة، استخدم فيه أحرفاً إنجليزية كبيرة ما ينم عن غضبه، أن “جيروم باول البطيء جداً، أحمق عنيد، ولا بد أن يخفض أسعار الفائدة بمعدل كبير حالاً. إذا واصل رفضه، يجب على المجلس تولي الإدارة وفعل ما يعرف الجميع أنه يلزم فعله”.
لم يرد البيت الأبيض مباشرةً على طلب للتعليق على تصريحات الرئيس.
ترمب يواصل الانتقادات بعد الإبقاء على أسعار الفائدة
جاء منشور ترمب بعدما أبقى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير الأربعاء. ولم يُقدم باول في المؤتمر الصحفي الذي انعقد بعد الاجتماع أي إشارة واضحة على احتمال اتجاه صناع السياسة إلى خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل في سبتمبر. وبات المستثمرون حالياً يتوقعون خفضاً واحداً لأسعار الفائدة بحلول نهاية العام.
تتخذ اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي يترأسها باول قرارات أسعار الفائدة، ويتضمن أصحاب حق التصويت في اللجنة سبعة من أعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن، وخمسة رؤساء لبنوك الاحتياطي الإقليمية. وتنتخب اللجنة رئيسها ونائبه مرة واحدة كل عام.
بعد القرار الذي صدر الأربعاء، استأنف ترمب انتقاده اللاذع لباول بعد انفراجة مؤقتة، وكال انتقادات حادة لرئيس البنك المركزي بسبب إجراءات تحديد أسعار الفائدة، وتجديد مقر الاحتياطي الفيدرالي الذي اتهم معارضوه باول بسوء إدارته. وقد سأل ترمب المُشرعين عما إذا كان يجب عليه إقالة باول، ثم قال للصحفيين إنه لا يعتزم فعل ذلك، ما يشير إلى استعداده للانتظار لحين انتهاء ولاية رئيس البنك المركزي في مايو.
قائمة مرشحين لتولي رئاسة الاحتياطي الفيدرالي
توقع وزير الخزانة الأميركية سكوت بيسنت الخميس أن يتمكن ترمب من الإعلان عن بديل باول بنهاية العام. وقال لشبكة “سي إن بي سي”: “نعد معاً قائمة قوية جداً من المرشحين. وأتوقع أنه قد يمكننا الإعلان بنهاية العام”.
كما أشار بيسنت إلى آراء اعترضت على قرار الأربعاء، واحتمال شغور مقعدين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي مطلع العام المقبل، في إشارة إلى أن المجلس قد يحظى “بأغلبية” من مؤيدي خفض أسعار الفائدة. سيُصبح منصب المحافظة أدريانا كوغلر شاغراً في يناير، أما الثاني، فسيكون مقعد باول في المجلس، إذا قرر مغادرة البنك المركزي نهائياً بعد انتهاء فترة رئاسته.
معارضة داخل الفيدرالي لأول مرة منذ 1993
صوّت محافظا بنكي احتياط، كريستوفر والر وميشيل بومان، ضد القرار، وهي أول مرة يعترض فيها عضوان بالمجلس منذ 1993.
يميل باول للرأي القائل بأن الاحتياطي الفيدرالي في وضع مناسب في الفترة الحالية، بالنظر إلى استمرار حالة الضبابية المحيطة بالتأثير الاقتصادي الناجم عن رسوم ترمب. وكانت رسالته يوم الأربعاء متوازنة بشكل دقيق، فرغم أنها قلصت توقعات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، لم تستبعد احتمال الخفض تماماً.