أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن توصله إلى اتفاق مع شركة “أسترازينيكا” البريطانية يقضي بخفض أسعار عدد من أدويتها في السوق الأميركية، في ثاني اتفاق من نوعه بين البيت الأبيض وشركة أدوية كبرى، في إطار مساعيه لخفض تكاليف الرعاية الصحية على الأميركيين.
قال ترمب في تصريحات من المكتب البيضاوي، حيث رافقه الرئيس التنفيذي لـ”أسترازينيكا” باسكال سوريو، إن “أسترازينيكا، أكبر شركة أدوية في المملكة المتحدة، التزمت بتقديم خصومات كبيرة للأميركيين على مجموعة واسعة من أدويتها المبيعة بوصفة طبية”.
مطالب دونالد ترمب
يعد هذا الاتفاق الأحدث ضمن سلسلة من الخطوات التي تقول إدارة ترمب إن شركات الأدوية تتخذها طواعية لتجنب إجراءات حكومية أشد صرامة. كان الرئيس الأميركي قد وجه الصيف الماضي رسائل إلى 17 من أكبر شركات الأدوية في العالم تتضمن قائمة مطالب، شملت خفض أسعار الأدوية ضمن برنامج “ميديكيد” الخاص بذوي الدخل المنخفض وذوي الإعاقة وبيع الأدوية المخفضة مباشرة للمرضى وتوحيد أسعار الأدوية الجديدة المعتمدة حديثاً بين الولايات المتحدة الأميركية والدول المتقدمة الأخرى.
طالع المزيد: شركات الأدوية تنجو من مقصلة رسوم ترمب “مؤقتاً”
يمثل الاتفاق مع شركة الأدوية البريطانية العملاقة تقدماً في جهود إدارة ترمب وقد يشجع شركات أخرى على الدخول في مفاوضات مشابهة. كان سوريو قد خرج عن موقف نظرائه في القطاع خلال يوليو الماضي، حين دعا إلى أن تدفع الولايات المتحدة الأميركية أسعاراً مماثلة لما تدفعه الدول الغنية الأخرى مقابل الأدوية الجديدة.
تهديد الرسوم الجمركية
وما تزال الآثار المالية للاتفاق غير واضحة، فيما يُعتقد أن تهديد الرسوم الجمركية على “أسترازينيكا” يبقى محدوداً، لأنها تنتج معظم أدويتها المبيعة في الولايات المتحدة الأميركية داخل البلاد. في سبتمبر الماضي، أطلقت الشركة منصة جديدة للبيع المباشر للمستهلكين تتيح الحصول على دواء السكري “فارزيغا” (Farxiga) وبخاخ الربو “إيرسوبرا” (Airsupra) بخصومات تصل إلى 70% من أسعارها المسجلة.
لماذا يصوب ترمب نيران الرسوم الجمركية نحو الأدوية؟ الإجابة هنا
تتضمن الأدوية المتوقع أن يشملها خفض الأسعار بموجب اتفاق ترمب: “إيرسوبرا” و”فارزيغا” علاوة على دواء الجهاز التنفسي المزمن “بيڤسبي” (Bevespi)، وفقاً لجدول عُرض خلال الفعالية.
وكان سوريو قد ظهر أمس الأول برفقة مدير “مراكز خدمات الرعاية الطبية وميديكيد” محمد أوز في ولاية فيرجينيا، حيث توسع الشركة عمليات تصنيعها ضمن استثمار بقيمة 50 مليار دولار في الولايات المتحدة الأميركية. يحث ترمب شركات الأدوية على زيادة إنتاجها داخل البلاد، كما أطلقت إدارته تحقيقاً في ما إذا كان نقص التصنيع المحلي يمثل تهديداً للأمن القومي.
الأسعار المرتفعة
لطالما دفع الأميركيون أعلى أسعار في العالم مقابل الأدوية، ما جعل الولايات المتحدة الأميركية مركزاً لسوق بمليارات الدولارات أنتجت العديد من الأدوية المبتكرة. لكن هذا النظام سمح للدول الغنية الأخرى، لا سيما في أوروبا، بالاستفادة من ثمار الاستثمار الأميركي دون تحمل التكلفة نفسها.
اقرأ أيضاً: ترمب لشركات الأدوية: نقل التصنيع إلى أميركا أو مواجهة الرسوم الجمركية
تعهدت إدارة ترمب بتغيير هذه المعادلة من خلال مبدأ تسعير الدولة الأكثر تفضيلاً الذي يُلزم الشركات بتسعير أدويتها في الولايات المتحدة الأميركية بأسعار مساوية أو أدنى من تلك المعروضة في دول أخرى.
رغم أن المستثمرين كانوا يخشون في البداية أن تُحدث الرسوم الجمركية وقواعد التسعير ضربة قوية لأرباح شركات الأدوية، إلا أن “وول ستريت” باتت ترى في هذه الاتفاقات التزاماً رمزياً ذا تأثير مالي أقل مقارنة بما كان متوقعاً في البداية.