Site icon السعودية برس

ترمب يأمر بإقالة رئيسة مكتب إحصاءات العمل بعد بيانات توظيف ضعيفة

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب المسؤولين بإقالة إريكا ماكنتارفر، المفوضة في “مكتب إحصاءات العمل” (Bureau of Labor Statistics)، بعد ساعات من صدور تقرير أظهر تباطؤاً حاداً في نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

ترمب كتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة: “لقد وجّهت فريقي لإقالة هذه المُعيّنة سياسياً من قِبل بايدن، فوراً”. وأضاف، من دون تقديم أدلة، أنها قامت بتسييس تقرير الوظائف. وقال: “سيتم استبدالها بشخص أكثر كفاءة ومؤهلاً. يجب أن تكون الأرقام المهمة مثل هذه عادلة ودقيقة، ولا يمكن التلاعب بها لأغراض سياسية”.

أظهر تقرير الوظائف الصادر عن المكتب يوم الجمعة أن عدد الوظائف زاد بمقدار 73.000 وظيفة في يوليو، بعد أن تم خفض بيانات الشهرين السابقين بما يقارب 260.000 وظيفة. وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، بلغ متوسط نمو التوظيف 35.000 وظيفة فقط، وهو الأضعف منذ الجائحة. ولم يرد المكتب فوراً على طلب للتعليق.

اقرأ التفاصيل: تباطؤ حاد في التوظيف الأميركي مع تزايد إشارات ضعف الاقتصاد

جو بايدن عين ماكنتارفر في عام انتخابي

كان الرئيس السابق جو بايدن قد رشّح ماكنتارفر لقيادة الوكالة الإحصائية في عام 2023، وتم تأكيد تعيينها في يناير 2024، وهو عام انتخابي، بموافقة 86 صوتاً مقابل 8 في مجلس الشيوخ، حيث صوّت السيناتور حينها جي دي فانس بـ”نعم”.

وقالت وزيرة العمل لوري تشافيز-دي ريمر إن ويليام وياتروفسكي، نائب مفوض المكتب، سيتولى حالياً مهام القائم بأعمال رئيس المكتب. وتشرف وزارة العمل على “مكتب إحصاءات العمل”.

اقرأ أيضاً: قبل أن تتوحش البطالة وتلتهم الاقتصاد الأميركي

ورغم أن تعيين المفوض يتم من قبل الرئيس، فإن المكتب يصف عمله بأنه “مستقل” و”غير حزبي”.

ويؤكد اقتصاديون وإحصائيون أن هذا الحياد أساسي للحفاظ على ثقة العموم والأسواق في البيانات، إذ يمكن أن تُتداول تريليونات الدولارات استناداً إلى تلك الأرقام في أي وقت. وغالباً ما يُشاد بالولايات المتحدة في هذا السياق، وتُوصَف بأنها “المعيار الذهبي” للإحصاءات الاقتصادية.

نزاهة البيانات في المستقبل

قالت جوليا كورونادو، مؤسسة شركة البحوث “ماكرو بوليسي برسبكتيفز” (MacroPolicy Perspectives LLC): “إذا تم تنفيذ هذا القرار، وأعتقد أنه سيتم، فسيكون ذلك أمراً بالغ الأهمية. لن نتمكن من الوثوق كثيراً في نزاهة البيانات في المستقبل”. وأضافت أن “هذه البيانات تُعد خدمة عامة ذات قيمة هائلة، ونزاهتها ضرورية”.

لم تكن ماكنتارفر الوحيدة التي تعرضت لهجوم ترمب هذا الأسبوع. فقد كثّف الرئيس الضغط أيضاً على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لخفض أسعار الفائدة. وكان البنك المركزي قد أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الخامسة على التوالي خلال اجتماعه يوم الأربعاء.

اقرأ التفاصيل: ترمب يدعو مجلس الفيدرالي إلى “تولي الإدارة” حال عدم خفض الفائدة

في تطور مُنفصل، أعلنت الحاكمة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوجلر أنها ستتنحى عن منصبها في مجلس إدارة البنك المركزي اعتباراً من 8 أغسطس، ما يمنح ترمب فرصة فورية لاختيار مرشح لشغل مقعدها.

مراجعات مرتبطة بقطاعات التعليم

قال “مكتب إحصاءات العمل” في تعليقات سابقة لـ”بلومبرغ” إن التعديل الهبوطي لبيانات الشهرين السابقين جاء في معظمه نتيجة التعديلات الموسمية في قطاعات التعليم الحكومية والمحلية. إذ ساهمت هذه القطاعات في زيادة كبيرة في التوظيف خلال يونيو، ليتم لاحقاً مراجعة هذه الزيادة وخفضها بشكل كبير بعد شهر واحد.

لكن اقتصاديين يشيرون أيضاً إلى وجود مشكلة أعمق وأكثر إثارة للقلق تتعلق بانخفاض معدلات الاستجابة.

اقرأ أيضاً: أول تباطؤ منذ عامين.. القطاع الخاص الأميركي يفقد 33 ألف وظيفة في يونيو

يقوم المكتب بمسح الشركات ضمن مسح الوظائف على مدى ثلاثة أشهر، للحصول على صورة أكثر اكتمالاً مع زيادة عدد الاستجابات. إلا أن نسبة الشركات التي تستجيب في الجولة الأولى من المسح قد انخفضت بشكل ملحوظ. ففي الأشهر الأخيرة، تراجعت معدلات الجمع الأولية إلى أقل من 60%، بعد أن كانت تصل إلى نحو 70% أو أكثر قبل الجائحة.

وبالإضافة إلى المراجعات الدورية التي يجريها المكتب على بيانات الوظائف، هناك أيضاً مراجعة سنوية أكبر تصدر كل شهر فبراير، تُستخدم فيها مصادر بيانات أكثر دقة ولكنها أقل آنية. وينشر المكتب تقديراً أولياً لتلك المراجعة قبل عدة أشهر من صدورها، وقد كانت تقديرات العام الماضي هي الأكبر منذ عام 2009.

وقد ألمح ترمب إلى تلك المراجعات في منشوره يوم الجمعة، والذي قوبل آنذاك بإدانة من عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين البارزين.

الديمقراطيون يهاجمون ترمب

جاءت توجيهات ترمب بإقالة ماكنتارفر وسط انتقادات سريعة من الديمقراطيين. وهاجمت السيناتورة إليزابيث وارن الرئيس قائلةً إنه فشل في “مساعدة الناس للحصول على وظائف جيدة”، واختار بدلاً من ذلك “إقالة الإحصائية التي أصدرت بيانات وظائف سيئة لا تعجب الملك الطامح”.

أما إيرني تيديسكي، الذي شغل منصب كبير الاقتصاديين في “مجلس المستشارين الاقتصاديين” في إدارة بايدن، فقد أشاد بالتزام ماكنتارفر بالبيانات والخدمة العامة.

وكتب تيديسكي على منصة “X”: “عملت عن كثب مع إريكا.. لا أعرف أي اقتصادي أكثر التزاماً بالبيانات وصدقاً في الإحصاءات منها”، وأضاف: “لم تتردد أبداً في قول الحقيقة للسلطة عندما كانت البيانات مخيبة للآمال، لا شيء سيكون أسوأ لمصداقية الولايات المتحدة من التدخل السياسي في بياناتنا الاقتصادية”.

Exit mobile version