شهدت قمة شرم الشيخ للسلام توقيع قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، وثيقة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة،تمهيداً لانطلاق المرحلة الثانية التي تشمل التفاوض على تفاصيل باقي بنود خطة السلام والإعمار في القطاع.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصف، في كلمته أمام القمة، الاتفاق بأنه شامل وواضح وسيصمد طويلاً وقال: “شرف أن أكون جزءاً من هذا الحدث.. سنوقّع وثيقة ستوضح الكثير من القواعد، والأنظمة والعديد من الأمور الأخرى.. إنها وثيقة شاملة للغاية، وقد وقّعنا بالفعل وثائق في الشرق الأوسط تتعلق بإسرائيل وحماس، وبكل ما يخص هذا الشأن تقريباً”.
ووصل ترمب شرم الشيخ قادماً من إسرائيل، حيث أجرى لقاء مغلقاً مع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ثم ألقى خطاباً أمام الكنيست.
إقرأ أيضاً: ترمب أمام الكنيست: انتهى “الكابوس الطويل” ويجب نزع سلاح “حماس”
وأشاد ترمب بالدور المصري في التوصل إلى الاتفاق قائلاً إن مصر “لعبت دوراً مهماً في اتفاق غزة لأن حماس تحترمها”. بينما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء ثنائي مع نظيره الأميركي ، الاثنين، على هامش المؤتمر إنه “كان متأكداً أن ترمب هو الوحيد القادر على إنهاء الحرب في غزة”.
وأضاف السيسي: “أريد تثبيت وقف إطلاق النار والتأكد من استمراره، وإدخال المساعدات للقطاع”.
تم خلال صباح اليوم تنفيذ بنود المرحلة الأولى من الاتفاق ومن أهمها تبادل الأسرى، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خطوط خلفية داخل القطاع وفق المبادرة الأميركية.
المرحلة الثانية
عبارات الإشادة المتبادلة بين الرئيسين المصري والأميركي، والأجواء الدافئة التي سادت المؤتمر رغم تأخر انطلاقه عن موعده بسبب تمديد مدة بقاء ترمب في إسرائيل، والصور التذكارية الثنائية والجماعية التي شغلت وقتاً طويلاً قبل بدء الأعمال الرسمية، كل هذا لم يخف القلق على مصير المفاوضات حول القضايا الخلافية التي تم تأجيلها كلها إلى المرحلة الثانية التي تلي تبادل الأسرى، والتي من المفترض أن تبدأ على الفور.
بل إن الرئيس الأميركي قال إن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد بدأت بالفعل، لكن مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أقرَّ بأن المرحلة المقبلة هي أهم المراحل في العملية.
حسب خطة ترمب فمن المفترض أن يتم نزع سلاح حركة “حماس”، وتشكيل إدارة دولية لقطاع غزة، إلا أن الحركة التي قبلت المبادرة تحفظت على معظم النقاط التي سيجري عليها التفاوض.
الرئيس الأميركي، في خطابه أمام الكنيست اليوم، قال إنه يجب نزع سلاح “حماس، كما أعاد الإشارة إلى اقتراحه داعياً نظيره المصري للانضمام لما يعرف بـ”مجلس السلام لإدارة قطاع غزة”، بينما قال الرئيس السيسي إنه يرغب في دعم ترمب لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة المنتظر في نوفمبر المقبل. ويعتبر ملف الإعمار إحدى النقاط التي قد تثير تعقيدات خلال المرحلة المقبلة.
المساعدات وإعادة الإعمار
وتصدرت قضية المساعدات الإنسانية وملف إعاد إعمار غزة جدول أعمال اجتماع عقد قبيل وصول ترمب إلى المدينة المصرية الواقعة على خليج العقبة، وشارك فيه الرئيس المصري و ملك الأردن، ورئيسي فرنسا، وتركيا، وأمير دولة قطر، والمستشار الألماني، ورؤساء وزراء إيطاليا، والمملكة المتحدة، وكندا، ووزير خارجية المملكة العربية السعودية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير محمد الشناوي، بأن الاجتماع عُقد بهدف التنسيق بين الدول المشاركة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، بما في ذلك جهود إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن السيسي أكد على أهمية عقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في نوفمبر 2025، والبناء في هذا الصدد على الزخم الذي ولدته قمة شرم الشيخ للسلام.
وأكد السيسي أهمية قيام الدول الأوروبية بتشجيع كافة الأطراف المعنية على تنفيذ اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، مشيراً إلى أن مصر والأردن يدربان عدداً من أفراد الشرطة الفلسطينية، وأنه من المهم قيام الدول الأوروبية بتقديم الدعم لمصر والأردن في هذا الصدد لمواصلة التدريب وتوسيع نطاقه.