تُظهر موجة من رهانات عقود الغاز الطبيعي الأوروبية أن بعض التجار بدؤوا بالفعل في التحوط لموسم التخزين المقبل، حتى مع توقع دخول مزيد من الإمدادات إلى السوق العام المقبل.
أشارت تداولات عقود الخيارات أمس أن أسعار الغاز الأوروبية قد تصل إلى 50 يورو الصيف المقبل، وهي فترة يعكف خلالها التجار عادة على تعزيز المخزونات الضخمة في المنطقة استعداداً لفصل الشتاء.
هذا الرهان المعاكس للاتجاه السائد يعني قفزة تقارب 60% من مستويات الأسعار الحالية، التي استقرت حول 32 يورو لكل ميغاواط في الساعة خلال الأسابيع الماضية.
فائض معروض الغاز
رغم أن أسعار الغاز في أوروبا تراجعت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، مع استمرار ضخ الإمدادات إلى مواقع التخزين -مما هدّأ المخاوف بشأن جاهزية المنطقة للشتاء- إلا أن التجار ما زالوا يقيمون آفاق الإمدادات في السنوات المقبلة.
ومن المقرر أن تدخل مشاريع جديدة للغاز الطبيعي المسال الخدمة في 2026 و2027، ما يدعم توافقاً متزايداً بين التجار على أن الأسعار ستتراجع مع تحول السوق من حالة شح إلى فائض في المعروض.
اقرأ المزيد: سوق الغاز العالمية على موعد مع تخمة إمدادات بعد سنوات من الشح
في المقابل، انخفضت تقلبات أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية إلى مستويات لم تُسجل منذ ما قبل أزمة الطاقة في 2022. وبينما قد يوفر فرصة جيدة لدخول التجار الساعين للاستفادة من التحركات المفاجئة للأسعار إلى السوق، إلا أن تقلبات العقود المستقبلية الفعلية ظلت محدودة.
شكوك ومخاوف في سوق الغاز
مع ذلك، تواجه سوق الغاز الأوروبية مجموعة شكوك خلال الأشهر المقبلة قد تؤثر على جهود تخزين الوقود للعام المقبل. قد يستنزف الشتاء شديد البرودة المخزون، ما يجعل نشاط التخزين في 2026 أكثر صعوبة.
يراقب التجار أيضاً تأثير أي عقوبات إضافية على قطاع الطاقة الروسي في الأسواق. وحتى الآن، تخطط أوروبا لحظر واردات الشحنات البحرية من روسيا بدءاً من 2027. كما أن أي تأخير في دخول إنتاج إضافي من الولايات المتحدة الأميركية وقطر قد يزيد من الضغوط على السوق.
وتضمنت تداولات أمس الاثنين شراء 2050 عقداً شهرياً من عقود خيارات الشراء عند 50 يورو للفترة من أبريل إلى سبتمبر 2026 بسعر 0.81 يورو، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.