Site icon السعودية برس

تجارة أفريقيا مع الصين وأوروبا مرشحة للنمو بسبب الرسوم الأميركية

قال رئيس المكتب الإقليمي لبنك “سيتي غروب” إن تدفقات التجارة الأفريقية ربما تبتعد أكثر عن الولايات المتحدة الأميركية، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية.

كشف ترمب أمس عن خطة معدلة للتجارة العالمية تفرض رسوماً تصل إلى 30% على الواردات الآتية من عدة دول من بينها جنوب أفريقيا -أكبر اقتصاد في القارة – والجزائر. كما ستخضع بضائع اقتصادات كبرى أخرى مثل نيجيريا وغانا لرسوم جمركية أميركية 15%.

أفريقيا تبحث عن بدائل

أوضح أكين داوودو، مدير “سيتي غروب” في أفريقيا، في مقابلة، إن هذه الرسوم ستدفع الحكومات الأفريقية للبحث عن شركاء تجاريين بديلين.

اقرأ المزيد: القائمة الكاملة لرسوم ترمب الجديدة بعد التحديث الأخير

أضاف داوودو من جوهانسبرغ: “الصين تُعد بالفعل الشريك التجاري الأكبر لأفريقيا، ويليها الاتحاد الأوروبي كمجموعة، وهذا الاتجاه قد يتسارع. هناك أيضاً منطقة الشرق الأوسط التي بدأت تلعب دوراً متزايداً، لا سيما فيما يتعلق بالأمن الغذائي”.

وأوضح داوودو أن أفريقيا تملك نحو 60% من الأراضي الصالحة للزراعة المتبقية في العالم، إلى جانب ثلث المعادن على مستوى العالم، وهو ما يجعلها عنصراً أساسياً في إنتاج الغذاء وتوفير المواد الأولية اللازمة لتقنيات متسارعة التطور مثل الذكاء الاصطناعي، رغم أن حصة القارة من التجارة مع الولايات المتحدة الأميركية تقل عن 2%، وأضاف قائلاً: “هناك أسواق عالمية لتلك البضائع، وبالتالي يمكن تحويلها إلى وجهات أخرى”.

قال داوودو إنه من الضروري أن تُعزز الدول الأفريقية التبادل التجاري فيما بينها، من أجل تعديل صافي الميزان التجاري للقارة مع بقية دول العالم.

وأشار أن على الدول مُعالجة أسباب العجز التجاري غير المرتبطة بالرسوم الجمركية، مثل الالتزام بسيادة القانون وتفعيل الاتحادات الجمركية وتحسين كفاءة القضاء، علاوةً على تيسير السفر وتنقل الأيدي العاملة وتحسين الخدمات اللوجستية.

اتفاقية التجارة الحرة في أفريقيا

أشار داوودو إلى أن اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية يمكن أن تُعزز التجارة البينية، ومن المتوقع أن ترفع حصة أفريقيا من الصادرات العالمية إلى 4.4% بحلول 2043، مُقارنةً بـ3.5% فقط في حال استمرار الأوضاع كما هي عليه.

اقرأ أيضاً: WTO: التجارة البينية في الشرق الأوسط وأفريقيا مكلفة وصعبة

رغم أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب قد تسبب اضطرابات على المدى القصير، فإن “سيتي غروب” تتبنى رؤية طويلةً الأمد تجاه النشاط الاقتصادي في أفريقيا، بحسب داوودو.

واختتم قائلاً: “سنتجاوز أي دورة تمر بها هذه الرسوم الجمركية. ونؤمن بأن هناك إمكانات نمو كبيرة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، وأن الكثير من هذا النمو سيكون مدفوعاً بالعوامل الديموغرافية والطلب المحلي. ونعتقد أن تأثير هذه العوامل سيكون لها الغلبة على الرسوم الجمركية”.

Exit mobile version