Site icon السعودية برس

تبرئة تاكسين: المحكمة التايلندية تبرئ رئيس الوزراء السابق

تبرئة تاكسين شيناواترا: انتصار سياسي في سياق تاريخي معقد

أصدرت المحكمة الجنائية في تايلند حكماً بتبرئة رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا من تهمة التشهير بالمؤسسة الملكية، وهي قضية أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية التايلندية. تأتي هذه التبرئة بعد جلسات مغلقة تتعلق بتصريحات أدلى بها تاكسين في عام 2015 خلال مقابلة في كوريا الجنوبية، والتي اعتُبرت من قبل السلطات تشهيراً بالملك وعائلته بموجب قانون الإساءة إلى الذات الملكية (المادة 112).

خلفية تاريخية وسياسية

تاكسين شيناواترا، البالغ من العمر 76 عاماً، هو رجل أعمال وسياسي بارز تولى رئاسة الوزراء التايلندية من 2001 إلى 2006. اشتهر بسياساته الشعبوية التي جذبت دعماً واسعاً من الطبقات الريفية والفقيرة، لكنه واجه انتقادات حادة من النخب الحضرية والمؤسسة العسكرية والملكية بتهم الفساد وسوء استخدام السلطة. أُطيح به بانقلاب عسكري وقضى 15 عاماً في المنفى الطوعي لتجنب أحكام بالسجن بتهم فساد.

عاد تاكسين إلى تايلند في أغسطس 2023 وحُكم عليه بالسجن ثماني سنوات، لكن العقوبة خُفضت لاحقاً إلى سنة واحدة بموجب عفو ملكي. قضى معظم فترة سجنه في مستشفى السجن بسبب حالته الصحية حتى أُطلق سراحه مشروطاً في فبراير 2024.

القانون المثير للجدل: المادة 112

تعتبر تهمة الإساءة إلى الذات الملكية، المعروفة باسم المادة 112، واحدة من أكثر القوانين صرامة في تايلند. يمكن أن تصل العقوبة إلى 15 عاماً لكل تهمة، ومنذ عام 2020 تمت محاكمة العديد بموجب هذا القانون الذي يفسر بشكل واسع.

ردود الفعل والتحليل السياسي

عند مغادرته المحكمة، ظهر تاكسين مبتسماً وهو يرتدي ربطة عنق صفراء، رمز النظام الملكي في البلاد. أعلن للصحفيين بإيجاز: القضية صُرفت، مكرراً العبارة عدة مرات أمام حشد من مؤيديه. يُعد القرار انتصاراً كبيراً لتاكسين الذي يعتبر أحد أكثر الشخصيات نفوذاً وانقساماً في تاريخ تايلند الحديث.

من جهة أخرى، يعكس الحكم بالتبرئة تعقيدات المشهد السياسي التايلندي حيث تتداخل المصالح السياسية مع المؤسسة الملكية والنخب العسكرية والحضرية التي لطالما كانت لها اليد العليا منذ عقود.

وجهات نظر مختلفة

يرى بعض المحللين أن هذه التبرئة قد تسهم في تهدئة الأوضاع السياسية المتوترة وتفتح الباب أمام مصالحة وطنية محتملة. بينما يشكك آخرون في مدى تأثيرها على الإصلاحات الديمقراطية المطلوبة بشدة والتي يطالب بها الشباب والنشطاء السياسيون.

ختامًا, يبقى السؤال حول مستقبل السياسة التايلندية مفتوحًا على مصراعيه وسط تحديات داخلية وخارجية تتطلب حلولًا دبلوماسية واستراتيجية متوازنة لضمان الاستقرار والتنمية المستدامة للبلاد.

Exit mobile version