تستمر سوق الأسهم السعودية في التداول دون مستوى 11 ألف نقطة، والذي لم تنجح في استعادته على مدى ما يزيد عن أسبوع، مع استمرار تجاهل المتعاملين لإعلانات النتائج المالية وتوزيعات الأرباح التي كان من المتوقع أن تعزز النشاط، بينما يترقبون قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة.
استهل مؤشر “تاسي” التعاملات منخفضاً 0.25% عند 10928 نقطة، تحت وطأة تراجع قطاعات البنوك والاتصالات والمواد الأساسية. وعلى صعيد الأسهم، تراجعت “أرامكو” و”أكوا باور” و”البنك الأهلي” و”الاتصالات السعودية” (stc) رغم إعلانها أرباحاً أعلى من متوسط التوقعات للربع الثاني.
أعلنت معظم الشركات المدرجة التي أعلنت نتائجها عن توزيعات أرباح على المساهمين، لكن ذلك لم يؤثر إيجاباً على أداء المؤشر حتى الآن.
يرى ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية” أن التوزيعات المعلنة أعلى مما كانت عليه في فترات سابقة، متوقعاً أن يزيد ذلك جاذبيتها في مواجهة البدائل الاستثمارية الأخرى ذات العائد الأعلى خاصة وأن “بعض الأسهم القيادية عند مكررات مرتفعة مما يقلل الزخم في السوق”.
وأشار، خلال مداخلة مع “الشرق”، إلى أن السوق “تشهد عودة لعمليات المضاربة في أسهم الشركات الصغيرة وهو ما يعطي حافزاً جيداً للمستثمرين للعودة إلى السوق”، لكنه أضاف أن تكلفة التمويل المرتفعة لا تزال تؤثر على المعنويات.
“هناك ترقب لاجتماع الفيدرالي بنهاية الأسبوع والذي بالتأكيد سيكون له تأثيراً كبيراً إذا حدث خفض للفائدة. تكاليف التمويل تؤثر بشكل كبير على نتائج الشركات” على حد قوله.
يتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء المقبل، لكن المستثمرين سيمعنون النظر في تعليقاته بحثاً عن مؤشرات على مسار السياسة النقدية في المستقبل، وهو ما سيكون له تأثير على السوق السعودية نظراً لربط السياسة النقدية للمملكة بنظيرتها في الولايات المتحدة.
أسهم الاتصالات تنخفض رغم النتائج
تراجُع قطاع الاتصالات بنسبة 0.2% يأتي على الرغم من إعلان الشركات الثلاث الرئيسية في السوق، “stc” و”زين” و”موبايلي” عن أرباح أعلى من المتوقع في الربع الثاني من العام. وكانت “الاتصالات السعودية” (stc) أحدث المعلنين عن نمو الأرباح وإن كانت إيراداتها جاءت دون المتوقع.
لفت محمد الميموني، المستشار المالي لدى “المتداول العربي”، إلى أن الشركة تواجه ضغوطاً بسبب خسائر متكررة نتيجة إعادة تقييم صفقة الاستحواذ الأخيرة المرتبطة بشركة “تليفونيكا”.
لكنه أشار إلى أن الشركة، على الجانب الإيجابي، تمكنت من ضبط التكاليف وتحسين هوامش الربحية وكذلك أعلنت زيادة في التوزيعات وهو ما يعكس قدرة الشركة على تنمية إيراداتها وتحقيق أرباح للمساهمين.