أكّد النائب سامي سوس، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، أن الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في القمة الاستثنائية لتجمع “البريكس”، عكست بوضوح ثقل مصر الدولي ورؤيتها المتوازنة في التعامل مع الأزمات العالمية، مضيفاً أن حديث الرئيس جاء في توقيت بالغ الحساسية يشهد فيه العالم تصاعد النزاعات وتراجع الثقة في منظومة الأمم المتحدة، الأمر الذي أبرز الحاجة الماسة إلى صوت عقلاني ومسؤول يضع مبادئ العدالة والقانون الدولي في صدارة الأولويات، وهو ما عبّر عنه الرئيس بوضوح أمام القمة.
وأشار سوس في بيان اليوم، إلى أن الرئيس السيسي تناول في كلمته مظاهر الخلل في النظام الدولي، وعلى رأسها ازدواجية المعايير وتراجع فاعلية مجلس الأمن، مؤكداً أن استمرار حق النقض “الفيتو” بصورته الحالية أصبح عائقًا أمام أداء المجلس لمهامه الجوهرية في حفظ السلم والأمن الدوليين، موضحاً أن دعوة الرئيس لإصلاح شامل لآليات عمل المجلس تعكس إدراكًا عميقًا لضرورة تطوير النظام الأممي، بما يجعله أكثر عدلاً وإنصافًا ويعيد للدول النامية ثقتها في مؤسساته.
وشدّد عضو مجلس النواب على أن الرئيس استعرض بدقة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، من تباطؤ معدلات النمو وتراجع التجارة الدولية إلى اتساع فجوات التمويل والديون في الدول النامية، وقدّم الرئيس رؤية متكاملة تقوم على تعزيز التعاون بين دول البريكس عبر إطلاق مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والصناعات التحويلية، بجانب توسيع نطاق استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية والمالية، بما يساهم في دعم الاقتصادات الناشئة وتقليل اعتمادها على النظام المالي التقليدي غير العادل.
ونوّه سوس إلى أن الرئيس أولى اهتمامًا واضحًا بملف التغير المناخي، مؤكداً على ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها تجاه الدول النامية من حيث التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، بما يمكّنها من مواجهة تداعيات الظاهرة وتحقيق أهدافها التنموية، مشيراً إلى أن كلمة الرئيس جاءت متسقة مع ما طرحته مصر في مؤتمرات المناخ السابقة، حيث تواصل القاهرة دورها كجسر يربط بين مصالح الشمال والجنوب في هذا الملف الحيوي.
واختتم النائب سامي سوس بيانه، بالتأكيد على أن تناول الرئيس السيسي للقضية الفلسطينية جاء ليجدد الموقف المصري الثابت في رفض التهجير القسري والتمسك بحل الدولتين، باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، مضيفاً أن الجهود المصرية المستمرة لوقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة تعكس التزام مصر التاريخي بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، موضحاً أن كلمة الرئيس في القمة لم تقتصر على تشخيص الأزمات، بل قدّمت رؤية عملية لبناء نظام دولي أكثر توازناً وعدلاً، يضع مصالح الشعوب النامية في قلب أجندة العمل المشترك.