Site icon السعودية برس

بداية أسبوع هادئة لمؤشرات وول ستريت وسط ترقب لاجتماع الفيدرالي

شهدت مؤشرات “وول ستريت” بداية هادئة لأسبوع بالغ الأهمية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مع تأثرها بالأوضاع الجيوسياسية بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يأمل في عقد اجتماع ثلاثي مع روسيا وأوكرانيا، بينما استقبل البيت الأبيض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة اتفاق سلام محتمل.

وبعد سلسلة من الأرقام القياسية لمؤشر “إس آند بي 500″، تذبذب المؤشر. وترددت أنباء عن أن إدارة ترمب تبحث شراء حصة تقارب 10% في شركة “إنتل”. ومن المقرر أن يحصل المتداولون هذا الأسبوع على صورة أوضح عن أداء المستهلك الأميركي في الأيام الأولى لنظام الرسوم الجمركية الذي فرضه ترمب، حين تعلن شركات تجزئة كبرى مثل “وول مارت” و”تارغت” نتائجها.

ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطتي أساس إلى 4.34%، وزاد مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري 0.2%، كما سجلت عوائد السندات البريطانية لأجل 30 عاماً، والمرتبطة بالتضخم، أعلى مستوياتها منذ 1998. صعدت أسعار النفط بشكل طفيف بينما تذبذب الذهب.

ترقب لخطاب باول في جاكسون هول

يترقب المستثمرون حدثاً رئيسياً هذا الأسبوع مع انطلاق ندوة السياسة الاقتصادية السنوية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي يوم الخميس في “جاكسون هول” بولاية وايومنغ. وغالباً ما استُخدم هذا المؤتمر المرموق في جبال “غراند تيتون”، كمنصة لإطلاق إعلانات سياسية نقدية محورية.

من المتوقع أن يكشف جيروم باول يوم الجمعة عن الإطار الاستراتيجي الجديد للبنك المركزي، وهو الاستراتيجية التي ستُستخدم لتحقيق أهداف التضخم والتوظيف. وقد يُلمّح أيضاً إلى توجهات الفيدرالي قبيل اجتماعه في سبتمبر.

وقال كريس لاركن من “إي تريد” التابعة لـ”مورغان ستانلي”: “يبدو أن السوق تراهن حالياً على أن إشارات ضعف سوق العمل ستتغلب على مخاطر التضخم في نقاش الفيدرالي حول خفض الفائدة”.

بحسب جيسون برايد ومايكل رينولدز في “غلينميد”، فإن خطاب باول في جاكسون هول سيكون محور الأسبوع، مع تحوّل النقاش من “هل” سيخفض الفيدرالي الفائدة إلى “كم” و”بأي سرعة”. وأوضحا: “الإشارات تفيد بخفض في سبتمبر؛ التضخم يبقى مضبوطاً نسبياً وسوق العمل بدأت تظهر إشارات مبكرة على الضعف”.

رهانات السوق على خفض الفائدة

شهدت عوائد السندات قصيرة الأجل تراجعاً حاداً هذا الشهر مع ميل المتداولين لتسعير خفض بواقع ربع نقطة مئوية في سبتمبر. ودعمت هذه الرهانات بيانات التوظيف المخيبة لشهر يوليو، التي تضمنت مراجعة هبوطية لأشهر سابقة، ولم تتراجع سوى قليلاً بعد مفاجأة التضخم الأخيرة.

وقال سكوت ورين من “ويلز فاغو إنفستمنت إنستيتيوت”: “إذا كان الفيدرالي سيخفض الشهر المقبل أسعار الفائدة، نتوقع تلميحات خلال ندوة جاكسون هول”. وتُظهر عقود مبادلات أسعار الفائدة احتمالية تقارب 80% لخفض الفائدة في سبتمبر بواقع 25 نقطة أساس، مع تسعير كامل لخفضين بحلول نهاية العام.

لكن مات مالي من “ميلر تاباك” حذر قائلاً: “سيكون من غير المسؤول أن يخفض الفيدرالي الفائدة بطريقة عدوانية. ذلك سيجعل الفقاعة أكبر مما هي عليه الآن، وسيخلق مشكلات أعظم عندما تنفجر حتماً”.

من جهتها، ترى آنا وونغ من “بلومبرغ إيكونوميكس” أن “اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ستخفض على الأرجح الفائدة في سبتمبر لإدارة مخاطر التدهور المحتمل في سوق العمل، لكن باول لن يتمكن من قول ذلك صراحة في جاكسون هول، بسبب عدم اليقين حيال تقرير وظائف أغسطس المقبل”.

أما كريشنا جوها من “إيفركور” فقال إن أمام باول مرونة كبيرة بشأن مدى تحديد رسالته يوم الجمعة، مرجحاً أن “يكون حذراً، وألا يكشف أوراقه بالكامل قبل الاجتماع المقبل”، لكنه توقع أن تكون الرسالة متسقة مع “خفض حذر” بواقع 25 نقطة أساس في سبتمبر.

موسم أرباح قوي وتوقعات للأسهم

رأى جو كاليش من “نيد ديفيس ريسيرش” أن المستثمرين الباحثين عن إرشادات تخص اجتماع سبتمبر قد يصابون بخيبة أمل، مضيفاً أن “باول سيرغب في الحفاظ على مرونته”. وتوقع أوسكار مونيوز من “تي دي سيكيوريتيز” أن يبدأ باول في إظهار ميل الفيدرالي نحو التيسير خلال خطابه، مشيراً إلى أن شركته عدّلت توقعاتها لتبدأ التخفيضات في سبتمبر بعد بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأضعف من المتوقع.

وقال ريتشارد سابيرستين من “تريجري بارتنرز” إن الفيدرالي قد يستغل جاكسون هول لتهيئة الأسواق وإرسال إشارة على تبني موقف أكثر تيسيراً حتى نهاية العام، مضيفاً: “نتوقع خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، استجابة لضعف التوظيف المفاجئ في الأشهر الماضية”.

وأشار إلى أن “مزيج التضخم المستقر، والنمو الاقتصادي المستمر، وتوقعات تراجع الفائدة يبرر مستويات التقييم الحالية للأسهم”. وأكد أن الاقتصاد “يواصل إظهار مرونة رغم ثلاث سنوات من أسعار الفائدة المرتفعة، ومؤخراً، صدمات الرسوم الجمركية”.

ويرى محللو “أوبنهايمر” بقيادة جون ستولتزفوس أن أسهم الشركات الصغيرة الأميركية تملك مجالاً للمزيد من الصعود مع تسعير الأسواق لخفض الفائدة الشهر المقبل. وأضافوا أن “أداء الأسهم على المدى القريب يشير إلى أن السوق تدرك أن الأساسيات لا تزال سليمة إلى حد كبير”.

وفي “غولدمان ساكس”، أشار الاستراتيجي ديفيد كوستين إلى أن الشركات المدرجة في “إس آند بي 500” فاقت التوقعات هذا الموسم بعدما وجدت طرقاً للتخفيف من أثر الرسوم الجمركية، واستفادت من ضعف الدولار، لافتاً إلى أن “هذا الربع شهد واحداً من أعلى معدلات مفاجآت الأرباح الإيجابية على الإطلاق”.

وقال جيفري بوشبندر في “إل بي إل فايننشال” إن “ارتفاع معدلات التفوق في الأرباح، والمفاجآت الكبيرة، وزيادة التقديرات خلال الأسابيع الأربعة الماضية، كانت سمات رئيسية منحت المستثمرين القليل جداً ليشتكوا منه. وهذا يمثل تحولاً كبيراً عن موسم الأرباح في الربع الأول”.

وأضاف مارك هاكيت من “نايشنوايد” أن “مزيج الأساسيات القوية والزخم الفني المستمر دفع الأسواق إلى الصعود، حتى مع تحدي المستثمرين الأفراد للقواعد التقليدية”، مشيراً إلى أن المؤسسات اضطرت للتحرك عكس نماذجها الخاصة، ما قد يعني أن فترة الضعف المعتادة للأسواق ربما لا تتحقق هذا العام.

Exit mobile version