نفذت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة -ممثلة في إدارة أداء التعليم “قسم التوجيه الطلابيّ”- لقاءً حضره أكثر من 1200 موجه طلابي وموجهة طلابية، برعاية المدير العام للتعليم بمنطقة مكة المكرمة عبدالله بن سعد الغنام، وذلك عبر منصة “تيمز” لمناقشة خطة الاستعداد للعام الدراسي الجديد ١٤٤٦هـ.
وافتتح اللقاء بكلمة للمساعد الشؤون التعلمية الدكتور علي بن محمد الجالوق الذي نقل شكر المدير العام وشكره الخاص لكل موجه وموجهة على عطائهم وأدائهم الكبير والعظيم في الميدان.
وأكد أهمية أن تحظى برامج التوجيه الطلابي داخل المدارس بالجد والجدية والتجديد في التخطط والتنفيذ وأن يكون العمل بشغف وهمة عالية وحكمة، والحرص على عمل كل ما يكفل أن تكون برامج الاستعداد والتهيئة قوية وفاعلة وانطلاقة عام دراسي مميز.
وأشار “الجالوق” إلى ضرورة قيام الموجه الطلابي بدور الأب، والموجهة الطلابية بدور الأم، والقرب من أبنائهم للاستماع لهم والجلوس معهم والأخذ على أيديهم؛ بما يحقق مصلحتهم ومساعدتهم في تخطيط حياتهم الشخصية والدراسية وإدارة الوقت فالموجه الطلابي صوته مسموع لأنه يمثلهم وهو مَن يُساهم في بناء شخصية الطالب وتكوينها؛ مؤكدًا ضرورة أن نتشارك جميعًا في ذلك لنصل لدرجة أداء عالية ونتائج مأمولة تحقق الأهداف المرجوة .
وتناول اللقاء عدة محاور مهمة حيث بدأ غازي الجهني بمحور خطة المدرسة التعليمية بنوعيها الفصلية والأسبوعية، وضرورة مشاركتها مع ولي الأمر؛ إيمانًا بدور الأسرة الكبير مع المدرسة، لافتًا إلى أهمية مشاركة ولي الأمر في الأنشطة المدرسية وتعزيز القيم وأنماط السلوك الإيجابية.
وتناول الجهني الإجراءات المهمة التي يقوم بها الموجه الطلابي والموجهة الطلابية داخل المدرسة منذ بداية العام الدراسي وإعداد برامج الاستعداد والتهيئة الإرشادية للطلبة المستجدين والطلبة الملتحقين بالصفوف الانتقالية وإعداد خطة تعزيز الانضباط المدرسي على مدار العام الدراسي وإعداد خطة تنفيذ إطار توثيق العلاقة بين الأسرة والمدرسة، إضافة إلى استلام نتائج الاختبارات الوطنية (نافس، القدرات، التحصيلي) وتحليلها.
واستعرض الدكتور حسين فلمبان الدليلَ الاسترشادي لبرامج التوجيه، والذي تناول فيه مؤشرات وأساليب وإجراءات تحقيق أهداف التوجيه الطلابي؛ في ضوء تمكين المدرسة للوصول إلى بيئة تربوية آمنة ومحفزة لأبنائنا الطلبة من خلال بناء خطتها في ضوء واقعها الفعلي وبما يتوافق مع احتياجاتها وبما يحقق الأهداف المرجوة.
بدوره، تحدث ثامر الثبيتي عن ضرورة استثمار اللجان والمجالس المدرسية في تعزيز الانضباط المدرسي ونشر قواعد السلوك والمواظبة بحيث تكون القواعد واضحة ومعلنة بين منسوبي المدرسة والطلبة وأولياء الأمور، وتعزيز الفهم وتنظيم لقاءات تعريفية للطلبة وأولياء الأمور لشرح القواعد وكيفية الالتزام بها، وتطبيق قواعد السلوك والمواظبة على الطلبة المتغيبين ومتكرري التأخر الصباحي، بالتكامل مع برنامج تعزيز القيم والسلوك الإيجابي وتنفيذ برامج التوجيه الطلابي المعززة للقيم والسلوك الإيجابي والمهارات النفسية والاجتماعية.
وأشار إلى أهمية تفعيل الأنشطة المدرسية المحفزة والجاذبة للطلبة، وتكثيفها في الأسابيع التي تسبق الاختبارات أو الإجازات الدراسية، وتقديم الدعم النفسي والتربوي للطلبة الذين يواجهون أي تحديات أو صعوبات من خلال برنامج رعاية أو برامج ذات العلاقة ومتابعة حالات الطلبة متكرري الغياب والتأخر الصباحي، واتخاذ الإجراءات التصحيحية، وتفعيل الإطار العام لتوثيق العلاقة بين المدرسة والأسر ودعوة أولياء الأمور في أسبوع عودة الكادر التعليمي.
وأكد دور الأسرة في تعزيز القيم والسلوك الإيجابي لدى الأبناء، وتزويدهم بخطة التعلم الأسبوعية وخطة الأنشطة والفعاليات، وإرسال الرسائل التحفيزية لأولياء الأمور، والتي تؤكد أهمية الحضور اليومي والمواظبة مع استثمار المنصات الرقمية المعتمدة ورصد غياب وحضور الطلبة بشكل يومي، وإدراجه في نظام نور وتفعيل البرامج الوقائية للحد من انتشار المشكلات السلوكية لدى الطلبة ومتابعة وتقويم غياب الطلبة، والتأكد من تطبيق اللوائح المنظمة لذلك، وتقييم مدى فاعلية إجراءات الانضباط المدرسي بشكل دوري وتعديل الإجراءات لتعزيز فعالية الخطة وإعداد التقارير اللازمة لتعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة وإدارة المدرسة، ومتابعة توقيع ولي الأمر والطالب إلكترونيًّا على الالتزام المدرسي والاطلاع على قواعد السلوك والمواظبة ومتابعة توزيع وتطبيق الخطة الدراسية من أول يوم دراسي والمتابعة والتقييم.
وفي سياق متصل، تحدثت بدور العصيمي عن محور دور الأسرة في دعم رحلة الطالب التعلمية؛ حيث تناولت دور الأسرة في تهيئة الأبناء مع بداية العام الدراسي على الانفصال التدريجي عن المنزل والأجهزة الذكية، وتقديم الدعم المناسب لهم وإشراكهم في اختيار المستلزمات والأدوات المدرسة وتدريبهم على النوم المبكر وتشجيعهم على المشاركة في البرامج العلمية والترفيهية والبرامج التطوعية، وتوفير البيئة الآمنة والداعمة والمناسبة لهم؛ مؤكدة أهمية مشاركة ولي الأمر في ذلك كونه الموجه الأول والمحفز لتطبيق أنظمة العملية التعليمية بنجاح.
وأكدت “بدور” ضرورة مراعاة الاحتياجات والخصائص العمرية عند التعامل مع الطلبة، وتشجيعهم على ممارسة السلوك الإيجابي داخل المدرسة وخارجها، والحرص على انضباطهم وحضورهم للمدرسة والمتابعة والحرص على التحصيل التعليمي لهم، ومساعدتهم في تطوير مهاراتهم وتوجيههم للمجالات التعليمية المناسبة لهم، وتعويدهم على العادات الصحية السليمة، وتوفير بيئة منزلية آمنة ومحفزة للتعليم يسودها التسامح والاحترام، وتوجيههم لاستخدام التقنية بطريقة صحيحة وآمنة وإيجابية، والحرص على متابعة مستجدات القنوات التعليمية والمشاركة في الأنشطة والفعاليات.
وفي ختام اللقاء، قدّم رئيس قسم التوجيه الطلابيّ سليمان الفيفي شكره وتقديره للمدير العام؛ لرعايته هذا اللقاء وحرصه الدائم على جودة العمل في الميدان وخاصة فيما يتعلق بعمل التوجيه الطلابيّ، كما شكر المساعد للشؤون التعليمية على اهتمامه وحرصه وعلى كلمته الضافية في اللقاء والتي كان لها الأثر الكبير في التشجيع والتحفيز.
وثمّن في الوقت نفسه جهود الزملاء والزميلات من الموجهين والموجهات الطلابيين وما يقدمونه من عطاء مميز خدمةً لأبنائهم في الميدان؛ سائلًا الله أن يُكلل الجهود بالنجاح والتوفيق، وأن يكون العام الدراسي عامًا مميزًا مليئًا بالإنجازات والعطاءات محققًا للأهداف والأمنيات.