ضغط الرئيس جو بايدن على الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماع خاص يوم السبت حول السياسات التجارية غير العادلة لجمهورية الصين بعد أن جعل الرئيس المنتخب دونالد ترامب وقف الممارسات التجارية للبلاد جزءًا أساسيًا من برنامجه الفائز.
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن المنتهية ولايته (81 عاما) شدد على الكيفية التي سيتخذ بها المسؤولون الفيدراليون الإجراءات اللازمة لاعتراض أي استخدام للتكنولوجيا المتقدمة الذي يقوض الأمن القومي للولايات المتحدة أو حلفائها.
والتقى بايدن مع شي في فندق الزعيم الصيني للمرة الثالثة والأخيرة في رئاسته قرب نهاية قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية.
وجاءت المناقشة الخاصة بعد أن ارتكب بايدن خطأً كبيراً في تعليقاته العلنية لشي، واصفاً العلاقة بين البلدين بـ “التحالف”، قبل أن يصحح نفسه بسرعة.
وقال بايدن، بحسب وسائل إعلام متعددة: “نحن التحالف الأكثر أهمية – أو العلاقة الأكثر أهمية في العالم بأسره، والطريقة التي نتفق بها معًا يمكن أن تؤثر على بقية العالم”.
“وبالتالي لا يمكن لبلدينا أن يسمحا لأي من هذه المنافسة بالتحول إلى صراع. هذه هي مسؤوليتنا، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية أعتقد أننا أثبتنا أنه من الممكن أن تكون لدينا هذه العلاقة.
ويبدو أن شي يشير إلى القلق من أن الرئيس الجمهوري المنتخب قد يخلق انقسامًا في علاقة الصين مع الولايات المتحدة عندما يستعيد السيطرة على البيت الأبيض، وفقًا لوسائل إعلام متعددة.
وقال شي عبر مترجم: “إن الصين مستعدة للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة للحفاظ على الاتصالات وتوسيع التعاون وإدارة الخلافات من أجل السعي لتحقيق تحول مطرد في العلاقات الصينية الأمريكية لصالح الشعبين”.
وهدد ترامب (78 عاما) بتجديد حربه التجارية مع الصين، والتي فرضتها الرسوم الجمركية، والتي شنها خلال فترة ولايته الأولى، في محاولة للتوسط في اتفاق اقتصادي جديد من شأنه أن يفيد الشركات الأمريكية.
وهو الآن يدعو إلى فرض تعريفة جمركية عالمية بنسبة 10% إلى 20% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة من جميع البلدان وتعريفة إضافية بنسبة 60% على جميع الواردات من الصين.
ودعا ترامب أيضًا إلى عقد مؤتمر عالمي للتعويضات بشأن فيروس كورونا (COVID-19)، حيث يمكن منح الحكومة الصينية مشروع قانون بقيمة تريليونات الدولارات لدورها في أصول الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون أمريكي.
كما أعلن ترامب العام الماضي عن إجبار الصين على دفع 50 تريليون دولار كتعويضات عن الفيروس، الذي تعتقد أجزاء من الحكومة الأمريكية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، أنه نشأ مع تسرب في مختبر في ووهان.
خلف الأبواب المغلقة، ناقش بايدن وشي مجموعة من القضايا الخلافية بما في ذلك الاقتصاد والأمن السيبراني وتايوان وأوكرانيا، والتي أدان بايدن بسببها كوريا الشمالية لنشرها آلاف القوات العسكرية في روسيا، وفقًا للبيت الأبيض.
واتفق الزعيمان أيضًا على تقييم مخاطر الذكاء الاصطناعي، والحفاظ على السيطرة البشرية على قرار استخدام الأسلحة النووية، والحفاظ على خط اتصال مفتوح، وخفض إنتاج الفنتانيل في الصين.
وتوفي ما يقدر بنحو 223 ألف أمريكي بسبب الدواء الذي مصدره الصين في السنوات الثلاث الأولى لبايدن في منصبه وانتقده الجمهوريون لعدم بذل المزيد من الجهد في وقت سابق لوقف التدفق.
بدأ بايدن وشي يومهما في القمة التي تضم 21 دولة في ليما، بيرو، حيث ارتدى كبار الشخصيات الأوشحة البنية، كجزء من طقوس القمة التي يرتدي فيها زعماء العالم الملابس التقليدية للدولة المضيفة، لالتقاط الصور التذكارية.
تم وضع بايدن في الزاوية الخلفية من الصورة العائلية السنوية للمؤتمر حيث كان شي يتمتع بموقع في المقدمة والوسط بجوار رئيسة بيرو دينا بولوارت.
ومن المتوقع أن يصل الرئيس المتقاعد، الذي يترك منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، إلى ريو دي جانيرو يوم الأحد لحضور القمة السنوية لمجموعة العشرين لزعماء الدول الأكثر نجاحًا اقتصاديًا في العالم.