Site icon السعودية برس

انفجارات في كييف وبلينكن في بروكسل لتسريع الدعم قبل تولي ترامب

قال شهود عيان إنهم سمعوا دوي انفجارات في العاصمة كييف بعدما وضعت القوات الجوية سائر البلاد في حالة تأهب تحسبا لغارات جوية عقب شن روسيا هجمات صاروخية، في وقت تجري فيه مفاوضات أميركية أوروبية في بروكسل للتسريع بدعم أوكرانيا قبل تولّي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه رسميا.

وحذر سلاح الجو الأوكراني من أن صاروخا دخل المجال الجوي للبلاد باتجاه العاصمة كييف، وكتب عبر تليغرام “انتباه! صاروخ في منطقة شيرنيهيف في طريقه إلى منطقة كييف”.

وقال الجيش الأوكراني إن روسيا استخدمت صواريخ كروز أطلقتها من قاذفات إستراتيجية بالإضافة إلى صواريخ باليستية، وذلك في أول هجوم صاروخي كبير خلال أكثر من شهرين.

وذكرت إدارة مدينة كييف عبر تطبيق تليغرام “انفجارات في المدينة. قوات الدفاع الجوي تقوم بعمليات. ابقوا في الملاجئ”. ولم تبلغ السلطات عن وقوع إصابات أو أضرار.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أطلقت السلطات الأوكرانية إنذارا جويا في جميع أرجاء البلاد محذرة من هجوم صاروخي على العاصمة التي سمع فيها دوي انفجارات.

وكتب أندريي يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تليغرام أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يشن هجوما صاورخيا على كييف”.

ويأتي الهجوم بعد هجمات متواصلة منذ أسبوع شملت مسقط رأس الرئيس الأوكراني وأدت إلى مقتل امرأة وأطفالها الثلاثة. كما تبادلت موسكو وكييف هجمات ليلية متبادلة بمسيرات ليلتي السبت والأحد الماضيين.

زيلينسكي (يسار) لدى استقباله بلينكن قبل اجتماعهما في كييف قبل 5 أشهر (رويترز)

تسريع الدعم

في غضون ذلك، توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بروكسل حيث يجري اليوم الأربعاء محادثات طارئة مع الحلفاء الأوروبيين لتسريع المساعدات الموجهة لأوكرانيا على خلفية انتخاب دونالد ترامب رئيسا.

وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن بلينكن سيلتقي اليوم مسؤولي حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي “للبحث في دعم أوكرانيا في دفاعها بوجه العدوان الروسي”.

وغادر بلينكن “قاعدة أندروز” الجوية قرب واشنطن، أمس، بعد تأخير دام أكثر من ساعتين بسبب مشكلة تقنية في الطائرة.

ولم تكن زيارة بلينكن معلنة مسبقا، لكنها تأتي عقب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الذي لوح خلال حملته بوقف المساعدات لكييف، علما بأن الولايات المتحدة هي أكبر داعمي أوكرانيا بالعتاد العسكري.

القلق من ترامب

تثير عودة ترامب إلى البيت الأبيض قلقا في أوكرانيا التي تعتمد على المساعدات العسكرية الخارجية، ولا سيما الأميركية، لمواجهة الغزو الروسي الذي بدأ قبل نحو 3 سنوات.

وأعرب ترامب في السابق عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسخر من تقديم 175 مليار دولار من المساعدات الأميركية لكييف منذ الغزو.

ولطالما شدّد ترامب الذي سيعود إلى البيت الأبيض، في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، على أنه قادر على وضع حد للحرب في أوكرانيا “في يوم واحد”.

وبينما لم يوضح ترامب كيف السبيل إلى ذلك، يخشى من أن يسعى إلى إرغام أوكرانيا على تقديم تنازلات لروسيا، كما أصر مايك والتز -الذي يرجح أن يكون مستشار الأمن القومي في الإدارة الجديدة- على أن ترامب قد يضغط أيضا على بوتين.

وأفادت صحيفة واشنطن بوست بحصول اتصال بين ترامب وبوتين بعد يومين من الانتخابات، وهو ما نفاه الكرملين. وأكدت إدارة جو بايدن أنها تعتزم في المرحلة المقبلة إنفاق ما تبقى من التمويل المخصص لدعم أوكرانيا، والبالغ أكثر من 9 مليارات دولار التي خصصها الكونغرس للأسلحة وغيرها من المساعدات الأمنية لأوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان- في تصريحات تلفزيونية- إن الهدف الرئيسي لإدارة بايدن في أشهرها الأخيرة يتمثل في “وضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن بساحة المعركة حتى تكون في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات”.

ويتوقع مارك كانسيان، المستشار البارز في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أن تركز الولايات المتحدة بشكل خاص على إرسال المركبات والإمدادات الطبية وذخائر الأسلحة الصغيرة التي تحتاجها أوكرانيا ويمكن للولايات المتحدة أن توفرها.

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حذرت الاثنين الماضي من أن بوتين قد يستغل الفترة الانتقالية بعد الانتخابات الأميركية لدفع تقدم موسكو في أوكرانيا، داعية لزيادة المساعدات، وأصرّت “ليس لدينا وقت للانتظار حتى الربيع”.

وخلال ولايته الأولى، دفع ترامب أوروبا بقوة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، ووجه انتقادات إلى حلف شمال الأطلسي.

ماكرون (يمين) ومارك روته يدليان بتصريحات خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس (الأوروبية)

أولوية أوروبية

من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، أمس الثلاثاء من باريس، أهمية أن يبقى الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا “أولوية مطلقة”.

واعتبر ماكرون أن نشر الجنود الكوريين الشماليين على خط الجبهة أخيرا يعدّ “تصعيدا خطيرا”، متعهدا “بمواصلة الدفع من أجل أن يوفر الناتو وحلفاؤه كل دعمهم للجيش الأوكراني طالما استلزم الأمر”. وشدد ماكرون على أن ذلك هو “السبيل الوحيد نحو المفاوضات.

بدوره، شدد روته على ضرورة أن يكون دعم الحلفاء الغربيين لأوكرانيا “أكبر من مجرد تزويدها بما يتيح لها القتال”. وقال “علينا الحفاظ على قوة تحالفنا عبر الأطلسي. والتحدي المباشر الذي نواجهه هو دعم أوكرانيا”، معتبرا أن البلاد تستعد “للشتاء الأقسى” منذ بدء الغزو الروسي مطلع عام 2022.

ورأى أن الدعم الكوري الشمالي المباشر لروسيا يظهر أهمية أن يتواصل دعم أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة لأن المسألة باتت ترتبط بأمنها أيضا.

وأشار المستشار الألماني إلى أن روسيا من خلال التعاون مع دول مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية “لا تهدد أوروبا فقط، بل تهدد أيضا السلام والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وأيضا في أميركا الشمالية”.

Exit mobile version