Site icon السعودية برس

انسحاب وزراء الشيعة يشعل الخلاف بسبب ورقة براك

جلسة مجلس الوزراء اللبناني: تحديات سياسية ومواقف متباينة

عقد مجلس الوزراء اللبناني جلسته الثانية اليوم في قصر بعبدا، حيث كان الهدف من الاجتماع استكمال البحث في الورقة التي قدمها الوسيط الأمريكي توم براك. تأتي هذه الجلسة وسط أجواء سياسية مشحونة، سرعان ما تحولت إلى مواجهة مفتوحة بين وزراء الثنائي الشيعي وزملائهم في الحكومة.

موقف الثنائي الشيعي: رفض مطلق للورقة الأمريكية

منذ اللحظات الأولى للجلسة، أعرب وزراء الثنائي الشيعي عن رفضهم القاطع لمناقشة الورقة المقدمة من الوسيط الأمريكي. وأشاروا إلى أن الورقة تتجاهل الوقائع الميدانية والسياسية وتحتوي على بنود تمس السيادة الوطنية دون تقديم أي ضمانات فعلية. كما أكدوا أن الوثيقة لا تتضمن التزامًا إسرائيليًا بوقف الاعتداءات أو الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، ولا تعالج ملف الأسرى أو تقدم ضمانات دولية جدية.

كان الوزير محمد حيدر الأكثر صراحة في التعبير عن هذا الموقف خلال الجلسة، حيث شدد على أن البحث في موضوع سلاح حزب الله غير وارد قبل انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة ووقف الاعتداءات وعودة الأسرى. واعتبر أن سحب الورقة الأمنية من يد حزب الله قبل تحقيق هذه الشروط أمر غير مقبول.

محاولات لاحتواء الخلاف واستمرار المناقشات

رغم محاولات رئيس الحكومة نواف سلام لاحتواء النقاش وإبقاء الوزراء المعترضين داخل الجلسة، غادر الوزراء الأربعة الممثلون للثنائي قاعة الاجتماع بهدوء. تركت مغادرتهم إشارات واضحة إلى أن أي قرار يُتخذ دون مشاركتهم لن يحظى بغطاء ميثاقي.

ومع ذلك، مضى رئيس الحكومة في مناقشة الورقة مع باقي الوزراء، مؤكدًا على ضرورة استكمال المشاورات لاحقًا بهدف بلورة موقف حكومي موحد. يأتي هذا رغم تعمق الانقسام حول كيفية مقاربة الملف الأمني والوطني.

التحديات المستقبلية أمام الحكومة اللبنانية

تواجه الحكومة اللبنانية تحديات كبيرة في ظل الانقسامات السياسية الحالية والتوتر المتزايد بشأن القضايا الأمنية والوطنية الحساسة. إن إيجاد توافق داخلي حول هذه القضايا يتطلب جهدًا دبلوماسيًا كبيرًا وقدرة على الحوار البناء بين مختلف الأطراف السياسية.

في هذا السياق، تلعب المملكة العربية السعودية دورًا مهمًا كداعم للاستقرار الإقليمي والدولي. إذ تسعى دائمًا لتعزيز الحوار والمفاوضات السلمية لحل النزاعات وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة.

الخلاصة

تبقى الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان معقدة وحساسة، وتتطلب معالجة حكيمة ومتوازنة تأخذ بعين الاعتبار جميع وجهات النظر والمصالح الوطنية والإقليمية والدولية. إن نجاح الحكومة اللبنانية في تجاوز هذه التحديات يعتمد بشكل كبير على قدرتها على توحيد الصفوف والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف المشتركة والاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.

The post انسحاب وزراء الشيعة يشعل الخلاف بسبب ورقة براك appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

Exit mobile version