Site icon السعودية برس

الهند تعلق شراء النفط الروسي وتتجه إلى أسواق بديلة

قررت شركات التكرير الحكومية في الهند تعليق مشترياتها من النفط الخام الروسي في الوقت الحالي، في ظل تكثيف واشنطن ضغوطها على نيودلهي عبر فرض موجة من الرسوم الجمركية المشددة، بحسب أشخاص مطلعون بشكل مباشر على خطط شراء الشركات.

تعتزم شركات مثل “إنديان أويل” (Indian Oil) و”بهارات بتروليوم” (Bharat Petroleum) و”هندوستان بتروليوم” (Hindustan Petroleum) تجنب شراء شحنات فورية من الخام الروسي خلال دورة الشراء المقبلة، لحين صدور توجيهات واضحة من الحكومة، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالحديث علناً.

في المقابل، اشترت شركة “إنديان أويل”، يوم الخميس، خمسة ملايين برميل من النفط من الولايات المتحدة والبرازيل وليبيا، في أحدث صفقة ضمن سلسلة مشتريات تستهدف تأمين إمدادت سريعة نسبياً.

ترمب يشعل أزمة واردات النفط الهندية

تحولت أنظار سوق النفط العالمية إلى نيودلهي، بعدما ضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على جميع الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة، في خطوة عقابية مباشرة ضد مشتريات الهند من الخام الروسي.

هذا التصعيد، الذي لم يُقابل حتى الآن بإجراء مماثل ضد الصين التي تُعد مشتري رئيسي آخر، يهدف إلى الضغط على موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: عقوبات ترمب “الثانوية”: تهديد لروسيا أم ضغط على الحلفاء؟

وقد أدّت هذه التوترات إلى تقلبات ملحوظة في أسواق العقود الآجلة للنفط هذا الأسبوع، بينما يقيم المتداولون احتمالات تعطل الإمدادات، ومدى قدرة موسكو على إيجاد مشترين بديلين، في حال خفضت شركات التكرير الهندية حجم وارداتها. واستقرت أسعار خام برنت قرب مستوى 67 دولاراً للبرميل يوم الخميس، بعد تراجع استمر خمسة أيام.

نيودلهي لم تُصدر بشكل رسمي أي تعليمات لشركات التكرير بوقف استيراد الخام الروسي، في ظل رفض حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لرسوم ترمب الجمركية. وكانت “بلومبرغ” قد أفادت سابقاً بأن شركات التكرير طُلِب منها إعداد خطط بديلة لاستيراد نفط خام من مصادر غير روسية.

لم يُجب متحدث باسم وزارة النفط فوراً على رسالة بريد إلكتروني تطلب التعليق. كما لم ترد كل من شركة “إنديان أويل” و”بهارات بتروليوم” و”هندوستان بتروليوم” على طلب “بلومبرغ” للتعليق على الأمر.

بدائل من أميركا والشرق الأوسط

خارج إطار العقود طويلة الأجل، عادةً ما تعتمد عمليات شراء النفط بين المنتجين وشركات التكرير على دورات قصيرة المدى، حيث تُحجز الشحنات قبل موعد التحميل بنحو شهر ونصف إلى شهرين. ويُتيح هذا الأسلوب المخطط سلفاً للمشترين تأمين الكميات اللازمة لتغطية احتياجاتهم.

أضاف الأشخاص المطلعون أن هذا التوقف المؤقت سيؤثر على شراء شحنات خام الأورال الروسي تحميل أكتوبر.

رغم أن مشتريات مصافي الهند من شحنات الأورال تحميل أكتوبر لن تتراجع على الأرجح إلى الصفر، إلا أن أي تراجع قد يدفع نحو زيادة الطلب على أنواع خام بديلة، في ظل وجود بدائل قادمة من الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأفريقيا، وفقاً لتجار يعملون في جميع أنحاء المنطقة.

لم تنطلق بعد مناقشات الشحنات الخاصة بأكتوبر، لكن التجار يتوقعون أن تقدم روسيا خصومات وعروضاً أكبر إلى الصين، التي لا تستورد عادةً كميات كبيرة من خام الأورال.

في أواخر يوليو، شهدت عمليات شراء شحنات خام الأورال تحميل سبتمبر تقليصاً في مشتريات الهند بسبب ارتفاع الأسعار. ومنذ ذلك الحين، أصدرت شركات التكرير الحكومية عدداً من المناقصات لتأمين شحنات فورية من مناطق أخرى.

في المقابل، حافظت شركات التكرير الخاصة مثل “ريلاينس إندستريز” (Reliance Industries) و”نايارا إنرجي” (Nayara Energy) على صمتها، في وقت تواجه فيه “نايارا”انخفاضاً حاداً في معدلات التشغيل عقب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي.

الهند تواصل استلام شحنات الأورال

من المرجح تسليم شحنات خام الأورال، وهو الخام المرجعي المستخرج من غرب روسيا، تحميل أغسطس وسبتمبر وفقاً للجدول الزمني المحدد، ما لم تصدر نيودلهي توجيهات مغايرة، بحسب الأشخاص المطلعون.

في الأيام الأخيرة، أفرغت ناقلات النفط بعض شحناتها في الموانئ الهندية، رغم تسجيل بعض التأخيرات الطفيفة.

اقرأ أيضاً: الهند تواصل شراء النفط الروسي رغم انتقادات ترمب

بلغت واردات الهند من النفط الروسي ذروتها عند أكثر من مليوني برميل يومياً، بعدما كانت تكاد تكون معدومة قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وفي هذا السياق، قال آر. راماشاندران، المدير السابق لمصافي “بهارات بتروليوم”، إن “بعض الاضطرابات التشغيلية قد تحدث لفترة من الوقت، إلا أن توازن العرض والطلب في سوق الخام سيعود تدريجياً”.

قال آر. راماشاندران، المدير السابق لمصافي شركة “بهارات بتروليوم”: “ستكون هناك بعض الاضطرابات التشغيلية لفترة من الوقت، لكن سوق العرض والطلب على الخام ستعود إلى التوازن”.

وأضاف أنه في حال أصبحت الإمدادات الروسية أكثر تعقيداً، فإن “خامات الشرق الأوسط، بمزاياها الجغرافية وتنوعها الكبير في درجات الجودة، ستكون بديلاً رئيسياً، لا سيما من السعودية والعراق”.

Exit mobile version