Site icon السعودية برس

الهند تسجل أكبر عدد من الأثرياء الجدد في السنوات الأخيرة

في تحول لافت على الساحة الاقتصادية العالمية، سجلت الهند أعلى زيادة في عدد الأثرياء الجدد خلال السنوات الأخيرة، مما يعكس الازدهار الاقتصادي والنمو السريع في البلاد. وتشير البيانات الأخيرة الصادرة عن مؤسسة “نايت فرانك” إلى أن الهند قدّمت أكبر عدد من المليارديرات الجدد مقارنةً بأي دولة أخرى في السنوات القليلة الماضية، مما يعزز من مكانتها كمركز اقتصادي عالمي وآسيوي بارز، كما يُتوقع أن تشهد البلاد أسرع نمو في عدد الأفراد ذوي الثروات الصافية العالية على مستوى العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، وفق ما أوردته شبكة إن بي سي لوس أنجلوس الأمريكية نقلاً عن المؤسسة البحثية.

نمو ملحوظ في عدد الأثرياء الجدد

على مدار السنوات الماضية، شهدت الهند زيادة ملحوظة في عدد الأثرياء الجدد، وهذه الزيادة تعكس التحسن الكبير في بيئة الأعمال والاستثمار في الهند.
ويقول راجيف شارما، الخبير الاقتصادي في شركة “ديلويت”: “الهند تحقق نمواً غير مسبوق في عدد الأثرياء الجدد بفضل البيئة الاقتصادية المحفزة والاستثمارات الكبيرة في القطاعات الحيوية. وهذا النمو يعزز من مكانة الهند كمركز عالمي للثروات”.
اقرأ أيضاً: أين ينفق أثرياء الصين ثرواتهم وسط تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد عالمي؟
وارتفع عدد كبار الأثرياء في الهند -الأشخاص الذين تبلغ ثروتهم الصافية 30 مليون دولار على الأقل- بنسبة 6.1٪ إلى 13263 في عام 2023 مقارنة بالعام السابق.
ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 50.1% بحلول عام 2028 مما يمثل أسرع نمو في عدد كبار الأثرياء حول العالم، وفقًا لشركة نايت فرانك.

أسباب زيادة عدد الأثرياء في الهند

تساهم عدة عوامل في هذا النمو الكبير في عدد الأثرياء الجدد في الهند، بما في ذلك الابتكار وريادة الأعمال، لأن ازدهار قطاع التكنولوجيا والشركات الناشئة في الهند أدى إلى خلق فرص عديدة لتحقيق الثروات.
كما أن الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة الهندية ساعدت على تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية.
ويضاف إلى ذلك ارتفاع الأسواق المالية، فأداء أسواق الأسهم الهندية القوي سمح للأثرياء الجدد بتحقيق مكاسب كبيرة من استثماراتهم.

تفوق مومباي بين المراكز المالية العالمية

وفي وقت سابق من هذا العام، تفوقت مدينة مومباي (المركز المالي للهند) على بكين لتصبح المركز الأول للمليارديرات في آسيا. وعلى مستوى العالم، تحتل المدينة المرتبة الثالثة من حيث عدد المليارديرات بعد نيويورك ولندن.
وقال ألوك سيجال رئيس شركة إدارة الثروات “نوفاما برايفت” :”إن نحو 30% من استثمارات أصحاب الثروات الضخمة في الهند تذهب إلى العقارات الفاخرة بما في ذلك المشاريع الخارجية”.
وأضاف سيجال :”أن الناس ابتعدوا عن الاستثمار في الأراضي لأنها أقل سيولة وتم تخصيص المزيد من الثروة للعقارات السكنية منذ الوباء”.
وفي المتوسط، يمتلك الهندي ذو الثروة الفائقة أكثر من منزلين ويخطط حوالي 12% من أثرياء الهند فائقي الثراء لشراء منزل جديد في عام 2024، حسبما أظهرت بيانات تقرير الثروة الذي أعدته الشركة نايت فرانك.

الهنود والاستثمارات الخارجية

أصبحت الاستثمارات الخارجية موضوعًا مهمًا ووثيق الصلة بالهنود اليوم لذا فإن الناس يتطلعون إلى نقل جزء من أصولهم إلى الخارج أو السعي إلى للتداوال والاستثمار العالمي.
كما قال تشيثان شينوي المدير التنفيذي لشركة إدارة الثروات “أناند راثي ويلث” :”إن أثرياء الهند يشترون أيضاً عقارات باهظة الثمن في الخارج.
وقال الخبيران إن هذه العقارات السكنية الفاخرة تميل إلى أن تكون منازل لقضاء العطلات للأثرياء أو يتم تأجيرها وقد يتم أيضًا بيعها وتداولها.

إغراءات الشركات الناشئة

كما قال مديرو الثروات :” إن الاستثمار في الشركات الناشئة أصبح يحظى بشعبية متزايدة وخاصة بين الجيل الأصغر من الهنود الأثرياء.
وعلى مدى السنوات الخمس عشرة إلى العشرين الماضية درس الكثير من الشباب الهنود في الخارج ووسعوا نطاق تعاملهم مع الخارج وبنوا شبكاتهم ثم عادوا لإدارة أعمالهم الخاصة أو الاستثمار في الشركات الناشئة.

الاستثمار المبكر يفرز أثرياء جدد

وقال نيتين تشنجابا المدير الإداري في بنك “ستاندرد تشارترد” :”إن الاستثمار في الشركات في المراحل المبكرة هو أيضًا وسيلة أخرى لتنويع محافظهم الاستثمارية، ويظهر من خلاله أثرياء جدد”.
اقرأ أيضاً: عراب أوهايو.. كيف تحول وارن بافيت من بائع صحف إلى واحد من أغني أثرياء العالم؟
وذكر تشنجابا إن أصحاب الثروات الضخمة في الهند يتجهون بشكل عام إلى الاستثمارات في الشركات الناشئة باعتبارها “استراتيجية ديناميكية لتعظيم الثروة” ويضعون أنفسهم في وضع يسمح لهم بالحصول على عوائد كبيرة في القطاعات ذات النمو المرتفع مثل التكنولوجيا المالية والرعاية الصحية والتكنولوجيا.
بينما قال شينوي من “أناند راثي ويلث” :”إن الشركات الناشئة في مجال السلع الاستهلاكية أصبحت مفضلة حيث يتطلع هؤلاء المستثمرون بشكل متزايد إلى الحصول على شريحة من فطيرة الاستهلاك المزدهرة في الهند.

توسع الأسواق الهندية

من المتوقع أن تصبح سوق البضائع الاستهلاكية في الهند ثالث أكبر سوق في العالم بحلول عام 2027، وفقًا لتقديرات شركة “بي إم آي” التابعة لشركة “فيتش سلوشنز”.
كما يُتوقع أن تضيف الهند 180 ألف شركة ناشئة بحلول عام 2030 إلى جانب 280 شركة ناشئة ناشئة،وفقًا لتقديرات مزود معلومات الشركات الناشئة “إنس 42”.
وبحلول نهاية عام 2023 كان لدى الهند 117254 شركة ناشئة وهي زيادة هائلة عن 350 شركة في عام 2014 .

تأثيرات تفوق الهند على الاقتصاد العالمي

تعتبر الهند من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، وزيادة عدد الأثرياء الجدد فيها تعكس قوة الاقتصاد الهندي وتأثيره المتزايد على الاقتصاد العالمي. إن هذه الزيادة تعزز من مكانة الهند كمركز جذب للاستثمار والتجارة الدولية.
يقول كريشنا باتيل، المحلل في “جيه بي مورجان”: “الهند تبرز كقوة اقتصادية عالمية متنامية، وزيادة عدد الأثرياء الجدد تعكس الثقة الكبيرة في الاقتصاد الهندي. هذا النجاح يعزز من دور الهند كمركز عالمي للاستثمار والنمو.”

الهند.. وجهة للاستثمار والنمو

مع استمرار النمو الاقتصادي والابتكار في الهند، من المتوقع أن تستمر البلاد في تقديم أعداد كبيرة من الأثرياء الجدد في المستقبل القريب. تشير التوقعات إلى أن الهند ستظل وجهة رئيسية للاستثمار والنمو، مما يفتح آفاقاً جديدة في الاقتصاد العالمي.
كما أن نجاح الهند في زيادة عدد الأثرياء الجدد يعكس قوتها الاقتصادية المتنامية وقدرتها على جذب الاستثمارات العالمية. ومع استمرار هذا الاتجاه، ستظل الهند في صدارة الدول التي تدفع نمو الاقتصاد العالمي، مما يعزز من مكانتها كمركز رئيسي للاستثمار والابتكار.

Exit mobile version