Site icon السعودية برس

المؤسسات الخيرية الغربية تحشد التمويل لمكافحة المناخ قبل اجتماعات الأمم المتحدة

ابق على اطلاع بالتحديثات المجانية

تعهدت مؤسسات خيرية غربية بتخصيص 10 ملايين دولار من الأموال الجديدة لمساعدة البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي في تسريع الاستثمار في الطاقة الخضراء في أفريقيا، مع بدء تحديد المواقف قبل محادثات تمويل المناخ على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.

وقالت مؤسسة روكفلر، إلى جانب التحالف العالمي من أجل الناس والكوكب، الذي يضم مؤسسة إيكيا وصندوق بيزوس للأرض كأعضاء، إنهما ستوفران الأموال لتسريع 15 مشروعًا في دول بما في ذلك بوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا.

وقال راج شاه، رئيس مؤسسة روكفلر، إن الشراكة بين القطاعين العام والخاص من شأنها أن تساعد في معالجة “التحدي الكلي” المتمثل في المستويات المرتفعة من ضائقة الديون وتدفقات رأس المال الصافية من المنطقة والتي تعوق التحول في مجال الطاقة في القارة.

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تظهر فيه أحدث البيانات أن الإقراض الأخضر الصيني في أفريقيا قد انتعش في العام الماضي، مع الموافقة على حوالي 500 مليون دولار من القروض من الشركات المملوكة للدولة لثلاثة مشاريع للطاقة المتجددة. وتشمل هذه المشاريع مشروعًا للطاقة الشمسية بقيمة 50 مليون دولار في بوركينا فاسو، و240 مليون دولار لمحطة للطاقة الكهرومائية في مدغشقر، و200 مليون دولار أخرى في مجال الكهرباء في أوغندا، وفقًا لتتبع جامعة بوسطن.

وكانت قضية التعاون في مجال المناخ أيضًا محور التركيز في منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي قاده الرئيس شي جين بينج هذا الشهر، عندما اجتمع العشرات من الزعماء في بكين.

وفي إطار عملية مفاوضات المناخ التابعة للأمم المتحدة، وافقت البلدان الأفريقية على التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، لكن العديد منها يزعم أن استغلال ثرواتها من النفط والغاز أمر بالغ الأهمية لتنميتها الاقتصادية.

وفي نهاية المطاف، اتفقت البلدان في قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (COP28) التي عقدت في دبي العام الماضي على العمل على زيادة مصادر جديدة لتمويل المناخ، والاتفاق على هدف مالي جديد كجزء من محادثات الأمم المتحدة (COP29) في وقت لاحق من هذا العام.

وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن نحو 600 مليون أفريقي، أو أكثر من ثلث سكان القارة، يفتقرون إلى القدرة على الوصول إلى الكهرباء. وسوف يتطلب توفير الكهرباء لنصف هذا العدد فقط إنفاق 90 مليار دولار.

ووفقا لتحليل أجرته مؤسسة وان، فإن الحكومات الأفريقية ستدفع مجتمعة ما يقرب من 90 مليار دولار لخدمة الديون في عام 2024. ونحو ثلثي البلدان المؤهلة للاقتراض من صندوق البنك الدولي للبلدان المنخفضة الدخل، والمعروف باسم مؤسسة التنمية الدولية، تعاني بالفعل من ضائقة الديون أو معرضة لخطر ضائقة الديون.

وفي وقت سابق من هذا العام، صرح مسؤولون في البنك الدولي لصحيفة فاينانشال تايمز بأن المؤسسة الدولية للتنمية في حاجة إلى “أكبر عملية تجديد على الإطلاق” للموارد المالية لمواصلة تقديم القروض الرخيصة والمنح للدول النامية. والمساهم الأكبر في البنك هو الولايات المتحدة، تليها اليابان والصين وألمانيا والمملكة المتحدة، وكل منها تواجه ضغوطاً مالية على اقتصاداتها.

وسوف يواصل المفاوضون من البلدان الخلاف حول مصادر التمويل كجزء من محادثات الأمم المتحدة بشأن الهدف المالي الجديد، بما في ذلك مناقشة البلدان التي ينبغي أن يُطلب منها تحمل عبء تمويل التحول في مجال الطاقة في البلدان الأقل ثراءً.

وتساهم أفريقيا حالياً بنحو 2 إلى 3% فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم من مصادر الطاقة والصناعة، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. ولكنها أيضاً معرضة بشكل خاص للفيضانات والتصحر.

وللوفاء بأهداف اتفاقية باريس بشأن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، تحتاج القارة الأفريقية إلى استثمار إضافي قدره 41.3 مليار دولار سنويا، وفقا لتحليل أجرته مبادرة السياسة المناخية والمركز العالمي للتكيف.

وتؤكد البلدان النامية أن العالم المتقدم، الذي تسبب تاريخيا في أكبر الانبعاثات، يجب أن يتحمل المسؤولية المالية عن الأضرار الناجمة عن تغير المناخ.

وتقول الدول الغربية الأكثر ثراءً إن الدول النامية ذات القدرات الأكبر، بما في ذلك الصين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند والبرازيل، يجب أن تساهم أيضاً في إنشاء صندوق عالمي لمعالجة تغير المناخ.

وقال شاه “أعتقد أن التعاون الحديث والعالمي يتطلب شراكة بين القطاعين العام والخاص، ومن الصعب على القطاع العام أو الأطراف المتعددة الأطراف القيام بالأمور بمفردها”.

Exit mobile version