Site icon السعودية برس

القصة الكاملة عن اختفاء صحفي أميركي في سوريا منذ 13 عاما وحتى الآن

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” تفاصيل جديدة، عن الصحفي الأميركي أوستن تايس، المفقود في سوريا منذ العام 2012، بعد إجراء مقابلات مع 70 شخصا عرفوا تايس أو التقوه، خلال 13 سنة من اختفائه.

واختفى تايس، الذي كان يبلغ من العمر 31 عاما، عند اعتقاله منتصف أغسطس/آب 2012 قرب العاصمة السورية، أثناء تغطيته أحداث الثورة السورية.

وفي تقرير مطوّل، بينت الصحيفة أن تايس احتُجز في زنزانة تخضع لسيطرة أحد كبار المسؤولين الأمنيين السوريين في عهد نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، في العاصمة السورية دمشق، قبل أن يتمكن من الهروب.

ووفقا لمسؤولين أميركيين وسوريين، لم يدم هروب تايس طويلا، إذ تمكن خاطفوه من إعادة القبض عليه بسرعة، وآنذاك اختفى في أحد أكثر الأنظمة سرية وقمعا في العالم، وفق وصف الصحيفة.

وخلصت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من الجهود المكثفة طوال 13 عاما لتأمين إطلاق سراح الصحفي الأميركي أو تأكيد وضعه، لا تزال الحقيقة عن مصيره غامضة، وسط المعلومات المتضاربة وما وصفته بعناد بشار الأسد، مما يجعل قضيته واحدة من أصعب القضايا التي واجهها المسؤولون الأميركيون على الإطلاق.

ولدى انهيار نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، رأت عائلة تايس الذي يوصف بأنه صحفي شجاع وكان جنديا سابقا في مشاة البحرية الأميركية، وسبق له القتال في العراق وأفغانستان، فرصة في إيجاده، غير أنه وبعد فتح السجون، لم يكن هناك أي أثر لتايس، حيا أم ميتا.

ويكشف تقرير واشنطن بوست، الذي يتضمن اتصالات سرية لم يتم الإبلاغ عنها بين مسؤولين أميركيين وسوريين، كيف عرقلت سلطات الأسد سنوات من الجهود للعثور على تايس، حيث نفى نظام الأسد معرفته بمصيره، وفبرك مقطع فيديو، نُشر في سبتمبر/أيلول 2012، ليبدو كما لو أن مسلحين إسلاميين قد أسروه، بحسب “واشنطن بوست”. ويقول مسؤولون أميركيون، إن ذلك الفيديو كان آخر دليل مرئي على أنه على قيد الحياة.

ديبرا والدة تايس تتحدث عن مأساة ابنها في فعالية بنادي الصحافة الأميركي في واشنطن أمس الخميس (الفرنسية)

وفي أبريل/نيسان الماضي، دخل المسؤول الأمني السوري الذي كان يحتجز تايس، ويدعى بسام الحسن، إلى السفارة الأميركية في بيروت، وروى قصة مروعة، وفق الصحيفة، مفادها أن تايس قُتل في عام 2013 بأمر من الأسد، لكنّ شهورا مرت، ولا يزال المسؤولون الأميركيون والسوريون يقولون، إن روايته لا أساس لها من الصحة.

بداية الرحلة إلى دمشق

كان لدى تايس خيال مجنون، وعبّر لأحد أصدقائه، بأنه يرغب في السفر إلى دمشق في الوقت المناسب ليشهد الثوار يقتحمون القصر الرئاسي، وفعلا، تسلل تايس إلى سوريا من حدودها مع تركيا في الشمال، معتمدا على مساعدة السوريين المعارضين للنظام، وغامر بالتوجه جنوبا نحو دمشق أكثر من أي شخص آخر.

كان تايس يقول لأصدقائه إن توثيق الحرب في سوريا واجب أخلاقي وفرصة لإعادة اكتشاف ذاته، ووصف نفسه بأنه مدمن أخبار، وكان يحلم بأن يصبح صحفيا منذ طفولته التي قضاها في جنوب غربي هيوستن، حيث علمته والدته هو وإخوته الستة في المنزل.

وتزود تايس بكاميرا وهاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية، وكتب على تويتر أثناء صعوده الطائرة المتوجهة إلى تركيا في مايو/أيار 2012 “إما أن يكون هذا ناجحا للغاية أو كارثة كاملة، لا شيء يضمن النجاح”.

أعظم شيء فعلته في حياتي

وفي شمال سوريا، التقى تايس بديفيد إندرز، صحفي مستقل آخر يعمل لصالح مجموعة ماكلاتشي الإعلامية الأميركية، ويتحدث العربية، وحاول الأخير إقناعه بالعودة معه إلى إسطنبول، غير أن تايس صمم على التوجه جنوبا حتى دمشق.

وبحلول منتصف يوليو/تموز 2012، وصل تايس إلى مدينة التل، على بعد أميال شمال دمشق، وانطلق سيرا على الأقدام إلى العاصمة، وبلغ منتصف الطريق قبل أن يوقفه معارضون احتجزوه يومين حفاظا على سلامته.

وفي نهاية الشهر ذاته، نقله المعارضون إلى دمشق، ليتنقل تايس من ضاحية إلى أخرى، متنكرا في زي امرأة ترتدي حجابا، لكي يمر عبر نقاط التفتيش الحكومية، لكنه وفي إحدى المرات، لم تكن “العباية” كافية لإخفاء جسده الضخم، حيث أُطلق عليه الرصاص وكاد أن يُقبض عليه.

وكتب تايس الذي سئم من النصائح بتوخي الحذر، في منشور له على فيسبوك بذلك الشهر، أن مجيئه إلى سوريا كان “أعظم شيء فعلته في حياتي”.

وفي 10 أغسطس/آب 2012 كان تايس في مدينة داريا في ريف دمشق، وبدأ يفكر بكيفية الوصول إلى بيروت لقضاء إجازة طال انتظارها بعد نحو ثلاثة أشهر في سوريا، قبل يوم من عيد ميلاده الذي احتفل به مع مقاتلي الجيش السوري الحر، ووصفه تايس على تويتر بـ”أفضل عيد ميلاد على الإطلاق”.

وكان تايس قد أخبر رئيس تحرير “مكلاتشي” مارك سيبل، أنه أرسل تقريرا رابعا إلى صحيفة واشنطن بوست، على أن ينشر في الأيام المقبلة، لكن سيبل شعر بقلق عندما لم يرَ أي تقرير منشور في 15 أغسطس/آب 2012،  وتزامنا تلقى سيبل في اليوم ذاته مكالمة من والد تايس يقول فيها، إنه لم يتلق أي أخبار من ابنه.

DAMASCUS, SYRIA - JANUARY 20: Posters are displayed as Debra Tice attends a press conference highlighting the case of her son, missing U.S. journalist Austin Tice, on January 20, 2025 in Damascus, Syria. Austin Tice, who disappeared in Syria in 2012, was believed to be held by forces under the direction of the Assad regime, although the Syrian government never confirmed Tice was in its custody. At the time Assad was toppled by a rebel coalition last month, U.S. President Joe Biden said that he believed Tice was still alive. (Photo by Ali Haj Suleiman/Getty Images)
بعد انهيار نظام الأسد كثفت عائلة أوستن البحث عنه، ولكن لم تصل إلى ما يطمئنها على مصيره (غيتي)

وفي وقت لاحق، راجع سيبل سجلات شركة الهاتف الفضائي الذي كان يستخدمه تايس، والتي أظهرت أن آخر مرة تم فيها تشغيل الجهاز كانت في الساعة 11:37 من يوم الاثنين 13 أغسطس 2012، وبينما كان زملاؤه يحاولون جاهدين إعادة تتبع تحركاته، أخبرهم بعض الشهود أنهم رأوا تايس يستقل سيارة أجرة في داريا.

وجاء اختفاء تايس في وقت متوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، حيث أغلقت الولايات المتحدة آنذاك سفارتها في دمشق، ولذلك شرع الأميركيون بالبحث عنه من السفارة التشيكية، ووسطاء، وبعد أسبوعين من الاختفاء، قالت السفيرة التشيكية في سوريا، إيفا فيليبي، في مقابلة تلفزيونية، إن تايس على قيد الحياة و”تحتجزه قوات الأسد في ضواحي دمشق”.

وفي الشهر التالي، ظهر مقطع فيديو متذبذب وقصير يظهر تايس معصوب العينين وهو يتعثر على منحدر صخري، مدفوعا من رجال ملثمين يحملون بنادق ويهتفون “الله أكبر”.

أسير في سجون الأسد

تقول “واشنطن بوست” إن تايس ولدى مغادرته مدينة داريا في أغسطس/آب 2012، كان يأمل في العبور إلى لبنان، لكن سائق سيارة الأجرة كانت له خطط أخرى، إذ أبلغ السلطات، وأوقفت السيارة عند نقطة تفتيش.

وسُلّم تايس إلى بسام الحسن، الذي كُلف باستجواب الصحفي الأميركي، لمعرفة إذا كان صحفيا فعلا أم جاسوسا.

وفي مقابلة مع الصحيفة، قال صفوان بهلول، الذي عمل في الاستخبارات الخارجية السورية، إن تايس احتُجز في سجن مؤقت يقع في الشارع الذي يوجد فيه مكتب الحسن، لافتا إلى أنه كان شاهدا على جلسات الاستجواب، وأنه رأى ذات مرة ضباطا يعملون مع الحسن ويستعدون لتصوير ما وصفه بأنه مسرحية هزلية لـ”إخفاء مكان اعتقال تايس ومن اعتقله”، في إشارة إلى مقطع الفيديو الذي انتشر في سبتمبر/أيلول 2012 وظهر فيه تايس وسط آسريه.

لكنّ المحاولة فشلت وفق الصحيفة، فقد شكّ الصحفيون الذين يغطون الأحداث في سوريا على الفور في مقطع الفيديو الذي نُشر على يوتيوب، واعتبروه محاولة لإلصاق خطف تايس بالمسلحين الإسلاميين أو الثوار.

وتمكن تايس من الفرار من الاحتجاز، وفق تأكيد مسؤولين سوريين، في حين يعتقد مسؤولون أميركيون أن هروبه الجريء جاء بعد نشر الفيديو، في أواخر أكتوبر/تشرين أول 2012.

ثم لسوء الحظ طرق تايس أثناء فراره وبحثه عن المساعدة الباب الخطأ، إذ كان الحي الذي هرب إليه يضم كبار مسؤولي النظام، بمن فيهم رئيس المخابرات السورية علي مملوك، وفقا لمسؤول سوري رفيع المستوى، ولذلك سرعان ما أعيد القبض عليه.

أمل جديد.. لكن

وعلى الرغم من نفي دمشق، كان المسؤولون الأميركيون واثقين من أن السلطات السورية تحتجز تايس، قبل أن يولد أمل جديد في الأشهر الأولى من عام 2013، حين اتصل ريان كروكر، السفير الأميركي السابق في سوريا، بفيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري آنذاك، وأخبره الأخير أنه “تلقى تعليمات من أعلى المستويات ببذل كل ما في وسعه”، لكنه صمم على أن “الحكومة لا تعرف شيئا عن القضية”.

تواصل السفير الأميركي السابق في دمشق بمساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد (في الصورة) بشأن مصير تايس (الجزيرة)

تلقى كروكر رسالة بريد إلكتروني من غريف ويتي، وهو صحفي في “واشنطن بوست” ومكلف بالتنسيق للبحث على تايس، وجاء في الرسالة “يقول السوريون الآن إن الإفراج سيكون الأسبوع المقبل، لا يوجد تاريخ محدد”، ثم جاءت التأخيرات والأعذار، نقلها الوسطاء، لتمر الأيام والأشهر دون أن يتم إطلاق سراح تايس.

يقول مارك، والد الصحفي تايس “كنا متفائلين للغاية”، لكن مع مرور الوقت، أدركوا أن “الأمل كان في غير محله”، على حد تعبيره.

وجاء اختطاف تايس في وقت تزايدت فيه عمليات اختطاف الصحفيين والنشطاء الإنسانيين الأميركيين والأوروبيين، ففي عام 2014، قُتل ثلاثة أميركيين محتجزين من تنظيم الدولة “داعش” منهم الصحفي جيمس فولي، ما دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مراجعة السياسات المتخذة في حالات اختطاف الرهائن.

أما بالنسبة لعائلة تايس، فقد قررت والدته، ديبرا، السفر إلى دمشق للبحث عنه، بتوزيع منشورات عن ابنها وحاولت مقابلة السلطات، لكن دون جدوى.

بحث واسع امتد عبر أربعة رؤساء أميركيين

وحاول ثلاثة رؤساء أميركيين إعادة تايس للوطن، أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن، وشملت المحاولات اجتماعات بين ضباط وكالة المخابرات المركزية ومسؤولين في المخابرات السورية في عمان ودمشق، كما شملت مساعيَ للتأثير على الأسد والمقربين منه بتقديم حوافز.

ويقول مسؤولون أميركيون لـ”واشنطن بوست” إنهم عرضوا مرارا على نظام الأسد ما اعتقدوا أنه مخرج “يحفظ ماء الوجه” بإطلاق سراح تايس دون طرح أي أسئلة، مع قبول تمرير الرواية التي اقترحها الأسد عن فيديو عام 2012، وهي أن تايس كان محتجزا لدى مسلحين إسلاميين.

في عامي 2015 و2016، تكررت المحاولة بلقاء جمع ضابطا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومحمد ديب زيتون، الذي كان حينها ثاني أعلى مسؤول مدني في الاستخبارات السورية في العاصمة العمانية مسقط، لكن السوريين أصروا على أنهم لا يعلمون شيئا عن مكان تايس.

وفي خريف عام 2017، سافر ضابط كبير آخر في وكالة المخابرات المركزية إلى دمشق، في أول زيارة لمسؤول أميركي إلى العاصمة السورية منذ أن أغلقت الولايات المتحدة سفارتها هناك في عام 2012، حيث التقى بزيتون وأثار القضية، غير أن إدارة ترامب لم تتابع هذه المسألة، بحسب مسؤولين أميركيين سابقين.

وخلال ولاية ترامب الأولى رئيسا، أبدى اهتماما كبيرا بمحنة الرهائن الأميركيين، في عام 2018، حيث أصبح روبرت أوبراين المبعوث الخاص لشؤون الرهائن واستخدم قنوات خلفية للتواصل مع النظام السوري، مثل التواصل مع السياسي اللبناني سليمان فرنجية، بحكم قربه من بشار الأسد، للتوسط، لكن الأسد رد بأنه لا يعرف مكان تايس، وأضاف “إذا أراد الأميركيون المساعدة في البحث عنه، فعليهم تقديم طلب علنا وليس سرا”، بحسب ما نقله فرنجية إلى “واشنطن بوست”.

وفي عام 2020، كان أوبراين قد تمت ترقيته إلى منصب مستشار الأمن القومي لترامب، وبدا أن الوقت قد حان لمحاولة جديدة للدبلوماسية رفيعة المستوى، وألمح أوبراين إلى أن الولايات المتحدة لديها عدة حوافز، يمكنها تقديمها للسوريين، إذ كان ترامب يفكر في سحب بعض القوات من سوريا، كما كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستكشاف سبل لمساعدة زوجة الأسد، أسماء، التي كانت تعاني من السرطان، بتسهيل حصولها على المعدات الطبية التي قد يكون من الصعب استيرادها نظرا للعقوبات.

عرضنا مرارا على نظام الأسد ما اعتقدنا أنه مخرج يحفظ ماء الوجه عبر إطلاق سراح تايس دون طرح أي أسئلة، وتمرير الرواية التي اقترحها الأسد أن تايس كان محتجزا لدى مسلحين إسلاميين.

بواسطة مسؤولون أميركيون

وهكذا تواصلت المحاولات على مدى الأعوام، دون التمكن من العثور على معلومات مؤكدة عن مصير تايس، فمنذ عام 2016 على الأقل، كانت أجهزة الاستخبارات الأميركية تقدر أن تايس على قيد الحياة، لكن بعد إطاحة الأسد في أواخر عام 2024، ومع مرور أسابيع دون أي تقدم -على الرغم من عرض الحكومة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات- غيرت وكالة الاستخبارات المركزية تقديرها، قائلة إن تايس ربما يكون ميتا.

رواية مروعة

وفي أبريل/نيسان الماضي، استجوب ضباط وكالة الاستخبارات المركزية وعملاء مكتب التحقيقات الفدرالي في بيروت بسام الحسن، الذي احتجز تايس، بعد وقت قصير من أسره، وقال الحسن، إن الأسد أمره بقتل تايس في عام 2013، وأنه حاول ثني الأسد عن ذلك، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أميركيين.

وقال الحسن إنه أمر أحد مرؤوسيه بقتل تايس، غير أنه وبعد وصول صحيفة واشنطن بوست إلى المرؤوس، الذي غادر سوريا بعد سقوط نظام الأسد، قال مشترطا عدم نشر اسمه ومكان وجوده، إنه لم يلتق أوستن تايس قط ولم يقتله.

لم يؤكد مسؤولون أميركيون رواية الحسن، كما شككت بها الحكومة السورية الجديدة، حيث أشار مسؤول أمني سوري رفيع المستوى إلى أن الحسن ذهب إلى إيران بعد سقوط نظام الأسد، وأن الحكومة الإيرانية سهلت سفره إلى لبنان، مما يثير احتمال أن تكون روايته معلومات مضللة.

وكان الحسن قد وصف للمسؤولين الأميركيين مكانا محتملا للعثور على رفات تايس، لكن بعد أشهر، لم يتم البحث في هذا الموقع، حيث تقول عائلة تايس، إن المسؤولين الأميركيين أخبروهم أنهم بحاجة إلى وقت لتحديد المعدات اللازمة للتنقيب بشكل صحيح، فضلا عن وجود مخاوف أمنية.

ورفض مكتب التحقيقات الفدرالي التعليق مكتفيا بالقول “إن التحقيق لا يزال جاريا، في حين لفت بعض المشاركين في البحث إلى أنه قد يتعذر وجود دليل قاطع على مصير تايس، مشبهينه بروبرت ليفنسون، العميل المتقاعد في مكتب التحقيقات الفدرالي الذي اختفى في إيران عام 2007، ولم تخلص الحكومة الأميركية إلى وفاته إلا بعد 13 عاما، بينما لا تزال عائلته تبحث عن رفاته، حتى اليوم.

وتعهد ترامب بمواصلة البحث عن تايس، وأكدت آنا كيلي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، الأمر ذاته هذا الأسبوع، مؤكدة أنه رغم عدم توفر التفاصيل، إلا أن القضية لن تنتهي حتى تحل قضيته.

وحاليا، تتعاون الحكومة السورية الجديدة، بقيادة رئيسها أحمد الشرع مع الجهود الأميركية للعثور على تايس، حيث قال مسؤول أمني سوري رفيع المستوى، إن المحققين يتابعون خيطا جديدا بناء على مقابلات أجريت أخيرا مع اثنين من مساعدي الحسن.

وفي أبريل/نيسان الماضي، سمحت إدارة ترامب لديبرا ومارك (والدي تايس) بالاطلاع على معلومات سرية جمعت خلال البحث عن ابنهما، لكن بالنسبة لعائلة تايس، أدى الوصول إلى هذه المعلومات إلى تعميق خيبة أملهم في جهود الولايات المتحدة، إذ قالت ديبرا تايس “لقد كانت مسرحية هزلية، لم تكن حكومتنا مدافعة جيدة عن أوستن”.

Exit mobile version