Site icon السعودية برس

الصراع الضريبي في صناديق الاستثمار الخاصة يحتاج إلى الواقعية، وليس النقاء الفكري

احصل على ملخص المحرر مجانًا

ان الحكومة البريطانية ورؤساء شركات الاستثمار الخاص منخرطون في صراع مألوف. ففي خضم الحديث عن “ثقب اسود” في المالية العامة، استهدفت وزارة الخزانة تعويضاتهم، والتي تم هيكلتها جزئيا على انها مكاسب رأسمالية خاضعة لضرائب اقل بدلا من الدخل. وكما كان متوقعا، تصدر الصناعة ضجيجا حول الانتقال الى ولايات قضائية اكثر ملاءمة. ولكن لا يوجد لدى اي من الجانبين حجة قوية هنا. من الافضل وضع الايديولوجية جانبا لصالح حل عملي.

الواقع أن السياق يساعد في هذا السياق. فكلا الطرفين لديه ما هو أقل أهمية مما يبدو. وتستهدف وزارة الخزانة 565 مليون جنيه إسترليني من خلال الضغط على الصناعة ــ وهو ما لا يشكل سوى قطرة في دلو متسرب. وفي الوقت نفسه، تطبق العديد من البلدان أنظمة مواتية لتعويضات الأسهم الخاصة. ورغم أن زيادة الضرائب قد تدفع بعض البارونات الأثرياء إلى الانتقال إلى أماكن أخرى، فمن الصعب أن نرى الشركات تهاجر بالجملة.

وعلى المستوى المفاهيمي أيضاً، فإن الخط الفاصل بين الدخل ومكاسب رأس المال غير واضح. ولا شك أن المستشارة البريطانية راشيل ريفز محقة في هذا. فمن الصعب التمييز بين ما يسمى بالفائدة المحمولة، وهي البنية التي تستخدمها صناديق الاستثمار الخاصة، وبين المكافآت المرتبطة بالأداء على سبيل المثال. ومع ذلك فإن الأولى تفرض ضريبة على مكاسب رأس المال بمعدل مخصص يبلغ 28%، في حين تفرض الثانية ضريبة دخل هامشية بمعدل 45%.

ولنتخيل أن صندوقاً استثمارياً خاصاً بقيمة مليار جنيه استرليني حقق عائداً سنوياً بنسبة 15% لمدة خمس سنوات قبل بيع أصوله. وبهذا فإن الفائدة المحمولة، التي يحصل بموجبها المديرون عادة على 20% من الأرباح بعد أن يحصل المستثمرون على أموالهم بالإضافة إلى عائد بنسبة 8%، سوف تبلغ 200 مليون جنيه استرليني. وإذا ما تم فرض ضريبة على أرباح رأس المال، فإن هذا يعني صافي 144 مليون جنيه استرليني. أما المكافأة المماثلة الحجم فكانت لتدر صافي 110 ملايين جنيه استرليني.

قد يبدو هذا غير عادل. ولكن النقاء الفكري يشكل مورداً نادراً في السياسة المالية. ومن الممكن تماماً أن نطلق على شيء ما اسم الدخل ثم نفرض عليه ضرائب بمعدلات مواتية، كما تفعل ألمانيا وأسبانيا.

إن هذا يشكل خدعة محتملة هنا. بطبيعة الحال، يمكننا أن نربط شروطاً بتأمين هذه المعدلات ــ على سبيل المثال، إلزام الرؤساء بـ”شراء” حقوقهم في حمل الأسهم من خلال استثمار المزيد من أموالهم الخاصة في الصندوق. ولكن عند المستويات المطلوبة في بلدان أخرى ــ 1% في إيطاليا على سبيل المثال ــ من غير الصادق أن نتظاهر بأن هذا من شأنه أن يجعلهم على نفس مستوى مكاسب رأس المال التي يحققها مستثمرون آخرون. بل إن هذا ببساطة لن يكون أكثر من تذكرة للمشاركة في مجموعة كبيرة من المكافآت.

في واقع الأمر، قد يرحب الساسة وشركات الاستثمار الخاصة بترك المناقشة الثقيلة حول ما إذا كان حمل الأموال يشكل دخلاً حقيقياً أم مكاسب رأسمالية. وبدلاً من ذلك، فإن السؤال هو على أي مستوى ينبغي فرض الضرائب عليه وما هي الشروط المطلوبة لكسب هذه الفائدة. وهناك مجال لجمع المزيد من الإيرادات دون المخاطرة باندفاع جماعي.

كاميلا بالادينو@ft.com

Exit mobile version