Site icon السعودية برس

السودان ينفي تفشي المجاعة والجيش يعلن تقدمه بأم درمان

نفت مفوضية العون الإنساني في السودان وجود مجاعة في معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور غربي البلاد، وذلك بعد تقرير أممي تحدث عن تفشي المجاعة في المخيم.

وقالت المفوضية في بيان إن ما ورد مؤخرا في تقرير أنظمة الإنذار المبكر عن وجود مجاعة في عدد من المعسكرات بدارفور لا يمت للحقيقة بصلة، على حد تعبيرها.

وأضافت المفوضية أن نقص الغذاء الذي تعاني منه بعض المعسكرات سببه الحصار والقصف الذي تفرضه ما سمتها مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر وكذلك احتجازها شاحنات تحمل الغذاء على مشارف المدينة.

وشددت المفوضية على أن ما ورد من حديث عن المجاعة في تلك المناطق لا يتسق مع الشروط والعناصر التي يجب توفرها قبل الإعلان عن المجاعات.

المجاعة تطرق أبواب السودان من مخيم زمزم في الفاشر

مجاعة

وكانت لجنة من خبراء الأمن الغذائي قد قالت في تقرير أصدرته الخميس الماضي إن الحرب في السودان والقيود المفروضة على توصيل المساعدات للمحتاجين تسببت في تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين.

وتوصلت لجنة مراجعة المجاعة المدعومة من الأمم المتحدة في تقريرها إلى أن المجاعة -التي تتأكد عند استيفاء معايير تتعلق بسوء التغذية الحاد والوفيات- في مخيم زمزم القريب من مدينة الفاشر ستستمر على الأرجح هناك حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل على الأقل.

ويضم المخيم 500 ألف شخص، وزاد عدد النازحين في المنطقة جراء المعارك الدائرة في مدينة الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ولم تصل أي مساعدات إلى المخيم المترامي الأطراف منذ أشهر، بحسب وكالة رويترز.

كما أشار تقرير خبراء الأمن الغذائي إلى أن مطار الفاشر غير صالح لإيصال المساعدات الإنسانية بسبب انعدام الأمن، مشيرا إلى أن آخر شحنة من المساعدات الغذائية إلى مخيم زمزم كانت في أبريل/نيسان الماضي.

ضغوط أميركية

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة الأحداث السودانية عن المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، قوله أمس الأحد، إن بلاده تمارس مزيدا من الضغوط على الأطراف المتحاربة في السودان لوضع حد للاقتتال، مؤكدا أن بلاده تلعب دورا حياديا خلال تلك الجهود.

ورأى أن مليشيا الدعم السريع لا مستقبل لها في السودان، وقال في مقابلة صحفية “إننا نطلب من الجيش السماح بمرور المساعدات الإنسانية لأنه يمثل مؤسسة عسكرية معترفا بها، لكننا لا نتوقع المثل من قوات الدعم السريع”.

وبشأن موقف بلاده من مفاوضات السلام بين الأطراف السودانية في جدة، حث بيرييلو أطراف الصراع على الالتزام بما جاء في إعلان جدة، مشيرا إلى أنهما لم ينفذا ما ورد في الاتفاق.

وأوضح أن “الجيش لم يلتزم بحماية المدنيين والسماح بمرور المساعدات الإنسانية، في حين لم تلتزم قوات الدعم السريع بتعهداتها بالخروج من المنازل والمؤسسات المدنية”.

الجيش يسيطر على مناطق بأم درمان

من جهة أخرى، قال مصدران عسكريان مطلعان للجزيرة أمس الأحد إن الجيش السوداني سيطر على مناطق واسعة غربي مدينة أم درمان.

وسيطرت قوات الجيش السوداني على أحياء المنصورة وحمد النيل والنخيل وأجزاء من منطقة أبو سعد بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.

ووفقا للمصدرين، فقد تمكن الجيش السوداني من تكبيد الدعم خسائر في الأرواح والعتاد، كما اغتنم عتادا حربيا صالحا للاستخدام.

ولم تصدر قوات الدعم السريع أي تعقيب رسمي حتى الآن عن تطورات الأعمال العسكرية غربي أم درمان.

معارك بالفاشر

وكانت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، المساندة للجيش السوداني، قد ذكرت أن 23 مدنيا قتلوا وأصيب 60 آخرون، إثر قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على عدد من أحياء مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد السبت الماضي.

كما ذكرت حركة تحرير السودان المسلحة بدارفور أن القوات المشتركة -المساندة للجيش السوداني- ألحقت هزيمة بقوات الدعم السريع بالفاشر خلال معارك دارت بينهما في محاور مختلفة بالمدينة.

ويقترب القتال المحتدم في الفاشر بين الجيش والقوات المتحالفة معه من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى من شهره الخامس، وقد تسبب في سقوط آلاف القتلى والجرحى وفرار مئات الآلاف من المدينة.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، وتقدر مصادر أخرى القتلى بعشرات الآلاف.

Exit mobile version