قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن كمائن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في شمال غزة وشرقها تؤكد فعالية كثير من شبكة الأنفاق رغم القصف والدمار الكبيرين.
وأوضح الدويري -في تحليله المشهد العسكري بغزة- أن كمائن القسام وقعت ضمن أماكن قال عنها جيش الاحتلال إنها ضمن المنطقة الأمنية العازلة الممتدة على كامل السياج الشمالي والشرقي للقطاع وصولا إلى محور صلاح الدين (فيلادلفيا).
ولفت الخبير العسكري إلى أن مقاتلي القسام خرجوا في كميني حي التفاح (شرقي غزة) وبيت حانون (شمالي القطاع) من الأنفاق، مشيرا إلى أن طولها ما بين 400 و550 كيلومترا لا يزال فاعلا من أصل ما بين 550 و775 كيلومترا، وفق تقديرات إحدى مراكز دراسات الحرب.
وفي هذا الإطار، نفى إسحاق بريك -وهو قائد سابق للفيلق الجنوبي بجيش الاحتلال ورئيس الكليات العسكرية سابقا- مزاعم الجيش الإسرائيلي بالقضاء على مقاتلي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مؤكدا أن “الجيش دمر فعليا أقل من 10% من الأنفاق، خلافا لما قاله في السابق إنه دمر 50% منها”.
وأعرب الدويري عن قناعته بأن المقاتلين باتوا في الأنفاق، بعد تفعيل جيش الاحتلال نظام الذكاء الاصطناعي ومراقبته آلاف بصمات الصوت والعيون.
ووفق الخبير العسكري، فإن المقاومة لديها عيون مراقبة تستطلع الميدان وتمرر المعلومات وتعطي الإشارة لقائد المجموعة لإصدار أوامر بالتحرك، وبناء على ذلك تخرج في الوقت المناسب لاستهداف القوات والآليات الإسرائيلية.
وشدد الدويري على أن هذه المناطق دخلها جيش الاحتلال أكثر من مرة منذ بداية الحرب، ولم يفلح في بسط سيطرته عليها، رغم أنها مدمرة وغير مأهولة سكانيا بنسبة تصل إلى 90%.
ونبه إلى إعادة القسام تأهيل كتائبها وبناء قوتها شمالي قطاع غزة بعد نهاية المرحلة الأولى من الحرب، وذلك بدرجات جاهزية مختلفة، وكان من نصيب كتيبة بيت حانون نسبة التأهيل الأعلى.
وكانت القسام أعلنت تمكّن مقاتليها من تنفيذ كمين مركب ضد قوة إسرائيلية متوغلة في منطقة جبل الصوراني شرق حي التفاح، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
وكذلك، تبنت القسام -أمس الأحد- تفاصيل كمين مركب نفذته السبت ضد قوة إسرائيلية في بيت حانون، وأطلقت عليه اسم “كسر السيف”.
وأضافت أنها استهدفت بقذيفة مضادة للدروع عربة تابعة لقيادة كتيبة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي.
وتابعت أنه فور وصول قوة الإسناد التي هرعت للإنقاذ، تم استهدافها بعبوة مضادة للأفراد وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، في وقت أقر فيه جيش الاحتلال بمقتل جندي وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة في هذه العملية.