Site icon السعودية برس

الخارجية الألمانية تستدعي السفير الروسي لدى برلين

أعلنت الخارجية الألمانية استدعاء السفير الروسي لدى برلين احتجاجا على انتهاك مسيّرات روسية للمجال الجوي لبولندا.

وكان وزير الخارجية الفرنسي المستقيل صباح الجمعة أعلن أن بلاده  ستستدعي السفير الروسي في باريس على خلفية حادثة اختراق طائرات مسيرة روسية المجال الجوي لبولندا، العضو في حلف شمال الأطلنطي (الناتو).

ويأتي القرار الفرنسي في لحظة شديدة الحساسية، حيث يثير أي خرق لأجواء دولة عضو في الحلف مخاوف من توسيع نطاق الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 لتشمل دول الجوار.

وبحسب مصادر دبلوماسية أوروبية، فإن المسيرات الروسية التي دخلت الأجواء البولندية مساء الخميس تم رصدها من قبل أنظمة الدفاع الجوي التابعة للناتو، قبل أن تغادر بسرعة متجهة نحو الأراضي الأوكرانية. ولم تسجل إصابات بشرية أو أضرار مادية، إلا أن الحادث اعتبر بمثابة “تجربة خطيرة لمدى صبر الحلف”، على حد وصف مسؤول أوروبي بارز.

جاءت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي المستقيل لتؤكد أن باريس تنظر بجدية إلى الحادثة، رغم الظروف السياسية الداخلية التي تمر بها فرنسا بعد استقالته، مضيفاً أن استدعاء السفير الروسي “خطوة ضرورية لتوضيح الموقف ومطالبة موسكو بعدم تكرار مثل هذه الخروقات”.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء البولندي عن قلقه العميق، مؤكداً أن بلاده ستتشاور بشكل عاجل مع شركائها في الناتو لبحث الرد المناسب.

 وأضاف أن “أي انتهاك للسيادة البولندية هو انتهاك مباشر لأمن أوروبا بأكملها”.

تأتي الحادثة في سياق تصاعد التوتر بين روسيا والدول الأوروبية، خصوصاً أن موسكو كثفت خلال الأشهر الأخيرة من استخدام المسيرات في الحرب ضد أوكرانيا، ما أدى أحياناً إلى انحراف بعضها نحو أجواء دول مجاورة مثل رومانيا ومولدوفا. إلا أن دخولها أجواء بولندا، وهي دولة أساسية في الحلف الأطلنطي، يزيد من حساسية الموقف ويثير مخاوف من سيناريوهات مواجهة مباشرة بين موسكو والناتو.

ويرى مراقبون أن استدعاء السفير الروسي في باريس يمثل رسالة سياسية أكثر من كونه إجراءً عملياً، إذ تسعى فرنسا وشركاؤها الأوروبيون إلى توجيه تحذير واضح لموسكو بأن تكرار مثل هذه الحوادث قد يدفع الحلف إلى ردود أكثر صرامة، بما في ذلك تعزيز الدفاعات الجوية على حدود الناتو الشرقية.

في المقابل، لم يصدر عن موسكو تعليق رسمي بعد، غير أن مسؤولين روساً اعتادوا وصف مثل هذه الحوادث بـ”الأخطاء التقنية” أو “الادعاءات الغربية”، في محاولة لتفادي التصعيد المباشر مع الناتو.

Exit mobile version