Site icon السعودية برس

الجيش السوداني يتصدى لأجندة الحكومة الموازية

التوتر السياسي في السودان: الجيش يواجه تحديات “الحكومة الموازية”

في خطوة تعكس تصاعد التوترات السياسية في السودان، أعلن الجيش السوداني عزمه على إحباط ما وصفه بـ”أجندة الحكومة الموازية” التي شكلتها قوات الدعم السريع. وأكد المتحدث باسم الجيش، نبيل عبدالله، أن هذه الحكومة تمثل محاولة لشرعنة مشروع إجرامي، مشددًا على أن الجيش سيعمل بالتعاون مع الشعب لإحباط هذه الأجندة ومن يدعمها.

خلفية تاريخية وسياسية

تعود جذور الأزمة الحالية إلى الصراعات المستمرة في السودان منذ عقود، والتي تفاقمت بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019. ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد محاولات متعددة لتحقيق الاستقرار السياسي والانتقال إلى حكومة مدنية ديمقراطية. ومع ذلك، فإن الانقسامات الداخلية والتحديات الأمنية حالت دون تحقيق هذا الهدف بشكل كامل.

إعلان “الحكومة الموازية”

في تطور جديد للأزمة، أعلن ائتلاف بقيادة قوات الدعم السريع عن تشكيل “حكومة موازية”، وهو ما قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويؤدي إلى مزيد من الانقسام. وقد تم الإعلان عن هذا القرار خلال مؤتمر صحفي في نيالا، حيث تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيسًا لـ”حكومة السلام والوحدة”.

كما كشف التحالف عن تشكيل مجلس رئاسي مكون من 15 عضوًا يرأسه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وينوبه عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية-شمال. ويضم المجلس شخصيات سياسية ومسؤولين سابقين وحكام محليين.

ردود الفعل المحلية والدولية

أثار إعلان تشكيل الحكومة الموازية ردود فعل متباينة على الصعيدين المحلي والدولي. ففي الداخل السوداني، يعكس هذا الإعلان استمرار الصراع على السلطة بين الفصائل المختلفة. وقد حذر مسؤولون أمميون من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تعميق الانقسام وزيادة التوترات في البلاد.

من جهة أخرى، تظل المملكة العربية السعودية داعمة للاستقرار والسلام في المنطقة وتسعى لتعزيز الحوار بين الأطراف السودانية المختلفة بما يضمن وحدة وسلامة الأراضي السودانية.

التحديات المستقبلية

يواجه السودان تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة تتمثل في ضرورة تحقيق توافق سياسي شامل يضمن مشاركة جميع الأطراف الفاعلة في العملية السياسية. كما يتعين على المجتمع الدولي دعم الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تعامل الأطراف السودانية مع الوضع الحالي وما إذا كانت ستتمكن من تجاوز الخلافات وتحقيق السلام والاستقرار المنشودين.

Exit mobile version