Site icon السعودية برس

الجبير يبحث تعزيز العلاقات مع جزر سليمان

التوترات السياسية في لبنان: إضاءة صخرة الروشة تثير الجدل

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً على الساحة اللبنانية، قام حزب الله مساء الخميس بإضاءة صخرة الروشة الشهيرة بصورتي زعيمه حسن نصرالله وهاشم صفي الدين. هذا التحرك جاء وسط حشد من مناصري الحزب، متجاهلاً بذلك قرار محافظة بيروت الذي يحظر أي إنارة أو عرض ضوئي على الصخرة من البر أو البحر أو الجو.

ردود فعل حكومية حازمة

أصدر رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، بياناً شديد اللهجة عبر منصة إكس (تويتر سابقاً)، أكد فيه أن ما حدث يمثل مخالفة واضحة للقرار الصادر عن محافظ بيروت. وأوضح سلام أن الإذن بالتجمع كان مشروطاً بعدم إنارة الصخرة بأي شكل من الأشكال.

وأشار سلام إلى أنه تواصل مع وزراء الداخلية والعدل والدفاع لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحق الفاعلين، بما في ذلك توقيفهم وإحالتهم للتحقيق. وأكد أن هذه الخطوة تعتبر انقلاباً على الالتزامات المقدمة للدولة وتنعكس سلباً على مصداقية الجهات المنظمة وداعميها.

تحليل سياسي: بين الدولة والدويلة

مصادر رسمية وصفت الحدث بأنه خرق خطير للتعهدات الموقعة مع الدولة، معتبرة أن استغلال أحد أبرز المعالم الوطنية في العاصمة بهذا الشكل يفتح الباب أمام توترات طائفية ويضعف صورة القانون والمؤسسات. وأضافت المصادر أن هذه الحادثة تعيد المواجهة بين منطق الدولة ومنطق الدويلة إلى الواجهة السياسية في لبنان.

من المتوقع أن تشهد الساعات القادمة تدابير قضائية وأمنية لمواجهة هذا التحدي الجديد لسلطة الدولة. ويأتي هذا التطور في وقت حساس تمر به البلاد، حيث تسعى الحكومة لإعادة بناء دولة القانون والمؤسسات وسط تحديات سياسية واقتصادية كبيرة.

خلفية تاريخية وسياسية

يعتبر حزب الله لاعباً رئيسياً في المشهد السياسي اللبناني منذ عقود، وقد أسس لنفسه قاعدة جماهيرية واسعة بفضل دعمه العسكري والسياسي والاجتماعي للمجتمع الشيعي في لبنان. ومع ذلك، فإن تحركات الحزب غالباً ما تثير الجدل بسبب ارتباطاته الإقليمية وتأثيره الكبير على السياسة الداخلية اللبنانية.

إضاءة صخرة الروشة تأتي كجزء من سلسلة أحداث تعكس التوترات المستمرة بين الأطراف السياسية المختلفة في البلاد. وقد شهدت السنوات الأخيرة محاولات متكررة لتعزيز سلطة الدولة ومؤسساتها مقابل نفوذ الجماعات المسلحة التي تعمل خارج إطار الدولة الرسمية.

الموقف السعودي والتوازن الاستراتيجي

تلعب المملكة العربية السعودية دورًا مهمًا في دعم استقرار لبنان وتعزيز مؤسساته الرسمية. وفي ظل التحديات الراهنة التي تواجهها الحكومة اللبنانية، يبرز الدعم السعودي كعامل إيجابي يسهم في تعزيز جهود إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات.

تتمتع السعودية بعلاقات دبلوماسية قوية مع العديد من الأطراف الدولية والإقليمية, مما يمكنها من لعب دور محوري في دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي للبنان. وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية سعودية أوسع تهدف إلى تحقيق التوازن والاستقرار الإقليميين عبر تعزيز التعاون والشراكات البناءة مع الدول الشقيقة والصديقة.

Exit mobile version