Site icon السعودية برس

التكتل الفائز بانتخابات ألمانيا يبدأ محادثات تشكيل الحكومة

يبدأ اليوم الاثنين زعيم تكتل المحافظين في ألمانيا فريدريش ميرتس الفائز بالانتخابات التشريعية -التي جرت أمس الأحد- مساعيَه لتشكيل حكومة ائتلافية بعد تصدر تكتله المعارض المحافظ الانتخابات العامة التي حصلت فيها أحزاب أقصى اليمين وأقصى اليسار على دعم من الناخبين الساخطين.

وحصد تكتل المعارضة الذي يضم حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي 28.6% من الأصوات وتلاه البديل من أجل ألمانيا الذي حصل على 20.8%.

ومن المتوقع أن يتقلد ميرتس، الذي ليست لديه خبرة سابقة في المنصب، المسؤولية في وقت يعاني فيه أكبر اقتصاد في أوروبا من مشكلات مع وجود انقسام داخل المجتمع الألماني بشأن الهجرة.

لا تحالف مع البديل

وبعد انهيار الائتلاف الحكومي بقيادة أولاف شولتس، يتجه ميرتس (69 عاما) نحو محادثات ائتلافية من المرجح أن تستغرق وقتا طويلا بعد تحقيق حزب البديل من أجل ألمانيا المنتمي إلى أقصى اليمين أفضل نتائجه على الإطلاق وحصوله على المركز الثاني.

وترفض جميع الأحزاب الرئيسية العمل مع حزب البديل من أجل ألمانيا الذي تراقبه أجهزة الأمن في البلاد وتدعمه حاليا شخصيات أميركية منها الملياردير إيلون ماسك.

ويعني ذلك أن ميرتس سيُضطر إلى التفاوض مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي المنتمي إلى يسار الوسط بقيادة أولاف شولتس لتشكيل ائتلاف في محادثات من المرجح أن تستغرق عدة أشهر.

وقال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، ينس شبان، في تصريحات لمحطة “إيه آر دي” العامة: “من وجهة نظرنا، يمكننا أن نبدأ قريبا جدا… يجب إجراء المحادثات الأولى في الأيام المقبلة، ونأمل أن تكون قبل نهاية هذا الأسبوع”.

وأشار شبان إلى التوترات العالمية والحرب في أوكرانيا، قائلا إن “هناك حاجة في أوروبا إلى قيادة ألمانية”.

وتعرض الحزب الاشتراكي الديمقراطي لهزيمة ساحقة وهبط إلى المركز الثالث بحصوله على 16.4%.

وإذا تعاون الاشتراكيون مع المحافظين، فإن الائتلاف الثنائي سيكون له أغلبية ضئيلة في البرلمان؛ أي ما مجموعه 328 مقعدا من أصل 630 مقعدا، وفقا للنتائج الأولية.

توجهات وأولويات

وفي مؤشر مبكر لتوجهاته السياسية انتقد ميرتس الولايات المتحدة بعد فوزه ووصف تعليقات صدرت من واشنطن خلال الحملة الانتخابية بأنها “مخزية” وشبهها بالتدخلات العدائية من روسيا.

وقال ميرتس “بالنسبة لي، ستكون الأولوية المطلقة تعزيز قوة أوروبا في أسرع وقت ممكن حتى نتمكن، خطوة خطوة، من تحقيق الاستقلال عن الولايات المتحدة” في المسائل الدفاعية.

وأضاف في مناظرة تلفزيونية مع مرشحين آخرين بارزين بعد الانتخابات “بعد تصريحات دونالد ترامب (الرئيس الأميركي) الأسبوع الماضي، من الواضح أن الأميركيين غير مبالين إلى حد كبير بمصير أوروبا”.

وأشار ميرتس زعيم تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي إلى أنه لا أوهام لديه على الإطلاق “بشأن ما سيأتي من أميركا”.

وتابع “أنا في غاية الفضول لمعرفة ما سيحدث مِن الآن وحتى موعد انعقاد قمة الناتو نهاية يونيو/حزيران” لكنه شكك في ما “إذا كنا سنظل نتحدث عن الحلف بشكله الحالي أو ما إذا كان علينا إنشاء قوة دفاعية أوروبية مستقلة بسرعة أكبر”.

وبشأن أوكرانيا، قال ميرتس “برأيي، لم نقدم الدعم الكافي حتى الآن، وإلا لما استمرّت هذه الحرب 3 سنوات”.

وأعرب عن عدم يقينه بشأن الموقف الذي ستتخذه الإدارة الأميركية تجاه الحرب في أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة.

واعتبر التقاربَ الروسي الأميركي دون إشراك أوروبا بأنه بالغ الخطورة، قائلا إنه “لهذا السبب، نحن بحاجة إلى حكومة في ألمانيا يمكنها التحرك بسرعة قدر الإمكان”.

Exit mobile version