Site icon السعودية برس

التصرف الشرعي الصحيح حال علمك بأن هذا الشخص اغتابك.. أمين الفتوى يوضح

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التصرف الأمثل تجاه من يغتاب الإنسان هو التزام الحلم والعفو، لا الدخول في مواجهة أو جدال قد يزيد الأمور توترًا، موضحًا أن الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب التي تزرع الكراهية وتقطع أواصر المودة بين الناس.

وخلال لقاء تلفزيوني ، أوضح الشيخ كمال أن الغيبة كما وصفها النبي ﷺ هي «ذكرك أخاك بما يكره»، سواء كان الكلام صحيحًا أو غير ذلك، أما النميمة فهي نقل الحديث بين الناس لإشعال الفتنة، وقد نهى الإسلام عنها نهيًا شديدًا بقوله ﷺ: «لا يدخل الجنة نمام» رواه مسلم.

وأضاف أن الحكمة تقتضي ألا يواجه الإنسان من اغتابه، لأن المواجهة في الغالب تُثير العداوة وتفتح باب الشيطان، مشيرًا إلى أن من تمام العقل والورع أن يعفو المؤمن ويعرض عن اللغو، مستدلًا بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾، مبينًا أن من ينقل الكلام يُعد داخلًا في دائرة النميمة المحرمة.

وبيّن الشيخ محمد كمال أن المواجهة لا تكون إلا إذا ترتب ضرر واضح من الغيبة أو النميمة، كالإضرار بالسمعة أو العمل أو الحياة الأسرية، وفي هذه الحالة يُستحب أن يكون الحوار هادئًا ومتزنًا، فيبدأ المسلم بالقول: «لو في حاجة مضايقاك مني، تعال نتفاهم»، دون أن يوجه اتهامًا مباشرًا، حتى لا تتحول النية الحسنة إلى خصومة.

كما أشار إلى أن من أراد التوبة من الغيبة فعليه أولًا أن يتوب إلى الله توبة صادقة، ثم يذكر من اغتابه بخير في نفس المجلس الذي أساء فيه، فيقول عنه كلامًا طيبًا يرد به اعتباره، شرط ألا يؤدي ذلك إلى فتنة أو ضرر.

وأكد الشيخ كمال أن العفو والتسامح هما قمة الإيمان، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾، وقول النبي ﷺ: «ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا»، داعيًا إلى نشر ثقافة الستر والإصلاح بين الناس، والابتعاد عن تتبع العيوب أو نقل الكلام.

 

Exit mobile version