انتعشت الأسهم الأميركية يوم الجمعة مع انتهاز المتداولين فرصة الشراء بعد ثلاثة أيام من الخسائر، على الرغم من الإشارات المتضاربة من أحدث البيانات الاقتصادية وعلامات التعب في قطاع التكنولوجيا.
أغلق مؤشر “إس آند بي 500” مرتفعاً بنسبة 0.6% في نيويورك، منهياً أطول موجة خسائر له منذ أكثر من شهر. وأغلق مؤشر “ناسداك 100″، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، مرتفعاً بنسبة 0.4%.
قال مارك هاكيت من “نيشن وايد” إن “ارتفاع الأسهم اليوم يتوافق مع التوجه السائد مؤخراً، حيث اعتُبرت أي علامة ضعف فرصة للشراء”. وأضاف: “مع ذلك، يبدو أن الوضع يتغير، حيث بدأت غريزة استخدام أسهم التكنولوجيا كوسيلة لشراء الأسهم عند الانخفاضات تتلاشى”.
وأشار هاكيت إلى أن تجارة التكنولوجيا كانت “متعبة بعض الشيء”، حيث وصل الأداء والتقييم النسبيان إلى مستوى مناسب مقارنةً ببقية السوق، حيث “تتطلب فترة من ديمقراطية العوائد”. وأضاف قائلاً: “هذا لا يعني أننا بحاجة إلى تصحيح كبير في قطاع التكنولوجيا، بل إلى تحول في القيادة”.
صفقات إنفاق على الذكاء الاصطناعي
شهد هذا الأسبوع عناوين رئيسية متنوعة تتعلق بالإنفاق على الذكاء الاصطناعي، بدءاً من إعلان شركة “إنفيديا” عن نيتها استثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في “أوبن إيه آي”، وصولًا إلى كشف مجموعة “علي بابا” عن خططها لزيادة الإنفاق على هذه التقنية متجاوزةً هدفها الأصلي الذي تجاوز 50 مليار دولار.
اقرأ التفاصيل: إنفيديا تخطط لاستثمار 100 مليار دولار في شركة “أوبن إيه آي”
في حين أن الحماس المتزايد للذكاء الاصطناعي قد خلق نوعاً جديداً من الحسابات الرياضية – حيث تؤدي خطط الإنفاق الضخم على التقنية إلى زيادات أكبر في القيمة السوقية للشركات التي تتولى إدارة هذه التقنية – إلا أن هناك بعض التحذيرات بشأن استدامتها.
حذّر ديفيد أينهورن، مدير صندوق تحوّط، من أن الإنفاق غير المسبوق على التقنية قد يُدمّر رؤوس أموال هائلة، حتى لو ثبت أنها تُحدث تحولاً جذرياً. في غضون ذلك، تُقدّر شركة “باين” (Bain) عجزاً في إيرادات شركات الذكاء الاصطناعي بقيمة 800 مليار دولار.
اقرأ أيضاً: صفقة “إنفيديا” مع “OpenAI” تثير مخاوف من فقاعة ذكاء اصطناعي
بيانات اقتصادية متضاربة
كان المتداولون يتابعون أيضاً البيانات الاقتصادية. حيث أظهر تقرير انخفاض ثقة المستهلك في سبتمبر إلى أدنى مستوى لها في أربعة أشهر بسبب تزايد المخاوف بشأن تأثير ارتفاع الأسعار على المالية الشخصية. في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، باستثناء الغذاء والطاقة، بنسبة 0.2% في أغسطس. مقارنةً بالعام الماضي، ظلّ المؤشر ثابتاً عند 2.9%.
أشارت ناتالي غالاغر، كبيرة الاقتصاديين في “بورد” إلى أن “مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي انخفض كما هو متوقع، ولكن كما هو الحال مع مؤشر أسعار المستهلك، فإن الضغوط واسعة النطاق تشمل السلع والخدمات، وليس فقط الفئات المتأثرة بالرسوم الجمركية”. وأضافت: “يُظهر هذا الاتساع أن التضخم لا يزال متأصلاً في الاقتصاد”.
اقرأ أيضاً: الاقتصاد الأميركي ينمو 3.8% في الربع الثاني بأقوى وتيرة منذ عامين
احتمال إغلاق الحكومة الأميركية
وكان احتمال إغلاق الحكومة أيضاً في أذهان المستثمرين، إذ قد يُؤخّر صدور بيانات اقتصادية مهمة، بما في ذلك تقرير الوظائف لشهر سبتمبر، المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل. وفي وقت سابق، تجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإغلاق الوشيك.
رأى غاري شلوسبرغ، الخبير الاستراتيجي العالمي في معهد “ويلز فارجو للاستثمار”، أن الإغلاق حدثٌ ذو احتمالية عالية، وقد يستمر طويلًا بما يكفي لتأخير صدور تقرير الوظائف، وإصدارات مؤشر أسعار المستهلك المقرر صدورها في 3 و15 أكتوبر على التوالي.
قال شلوسبرغ: “في حال حدوث إغلاق جزئي، سيكون الاضطراب في إصدار البيانات أوسع نطاقاً مما كان عليه خلال الإغلاق الجزئي في ديسمبر 2018 ويناير 2019، لأن المزيد من الوكالات ستتأثر بنقص مشاريع قوانين الاعتمادات التي أقرها الكونغرس هذه المرة”.
ومن بين الأسهم الفردية، ارتفعت أسهم شركة “إلكترونيك آرتس”، حيث قيل إن شركة ألعاب الفيديو تجري محادثات لشراء أسهمها من قبل تحالف بقيادة شركة “سيلفر ليك مانجمنت” و”صندوق الاستثمارات العامة” السعودي.
اقرأ التفاصيل: “إلكترونيك آرتس” بصدد التحول لشركة خاصة في صفقة ضخمة
وتقدمت أسهم شركات الأدوية، بما في ذلك “إيلي ليلي” و”ميرك”، حيث تضمنت خطة الرئيس ترمب لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات الأدوية ذات العلامات التجارية والحاصلة على براءات اختراع إعفاءات للشركات التي تصنع في الولايات المتحدة.
وانخفضت أسهم شركة “كوستكو” للبيع بالجملة، حيث أعلنت الشركة عن نتائج متباينة للربع الرابع.