ارتفعت الأسهم الآسيوية إلى جانب العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية، مع تجاهل المستثمرين تهديد الرئيس دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات الرقائق إلى الولايات المتحدة. وقفزت أسهم شركات التكنولوجيا.
صعد مؤشر “إم إس سي آي” لأسهم آسيا بنسبة 0.9%، في حين صعدت العقود الآجلة لمؤشري “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” في التداولات الآسيوية بنسبة 0.3%.
وقال ترمب إنه سيفرض هذه الرسوم على واردات أشباه الموصلات، لكنه سيمنح إعفاءات للشركات التي تعيد إنتاجها إلى الولايات المتحدة. وارتفعت أسهم شركة “إنفيديا” في تداولات ما بعد الإغلاق، بينما صعدت أسهم “سامسونغ إلكترونيكس” بنسبة 2.6% في سيؤول، وقفزت أسهم شركة “تي إس إم سي” التايوانية بنحو 5%.
ارتفع النفط بشكل طفيف بعد تراجع استمر خمسة أيام، مع تجاهل المستثمرين للجهود الأميركية لمعاقبة مشتري النفط الروسي مثل الهند. كما صعدت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات نقطة أساس واحدة إلى 4.24%، فيما لم يشهد مؤشر الدولار تغيّراً يُذكر.
الإعفاءات تريح الأسواق
ورغم أن الأخبار المتعلقة بالرسوم أثارت بعض المخاوف، إلا أن المستثمرين وجدوا بعض الطمأنينة في الإعلانات التي تؤكد منح إعفاءات للشركات، بحسب محللين. كما ساهم تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وتفاؤل الأسواق بقدرة الشركات على مواجهة تأثير الرسوم، في رفع الأسهم إلى مستويات قياسية منذ تراجعها في أبريل.
وكتب محللو “مورغان ستانلي”، ومن بينهم جوزيف مور، في مذكرة: “إلى حد ما، يُعد هذا السيناريو مصدر ارتياح. نعم، الرسوم بنسبة 100% أمر غير محبّذ، لكن إذا تم منح الشركات وقتاً لإعادة الإنتاج، فإن الضريبة الحقيقية تتمثل فقط في ارتفاع تكلفة التصنيع داخل الولايات المتحدة”.
وقال ترمب في وقت متأخر من يوم الأربعاء في الولايات المتحدة: “سنتقاضى رسماً جمركياً يقارب 100% على الرقائق وأشباه الموصلات”. وأضاف: “لكن إذا كنت تُنتج داخل الولايات المتحدة، فلن يكون هناك أي رسوم”. وجاءت تعليقاته بينما كان الرئيس التنفيذي لشركة “أبل”، تيم كوك، يكشف عن خطة استثمارية بقيمة 100 مليار دولار في الولايات المتحدة، إلى جانب ترمب في المكتب البيضاوي.
حتى الآن، أعفى ترمب الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والشاشات، من الرسوم “المتبادلة” الخاصة بكل دولة، والتي من المقرر أن ترتفع على كثير من الشركاء التجاريين صباح الخميس. وأشار إلى أن هذه المنتجات ستخضع لاحقاً لإجراءات منفصلة تتعلق بالواردات التي تشمل الرقائق.
وقالت تايوان إن شركة “تي إس إم سي” مستثناة من الرسوم الأميركية. كما أعلنت كوريا الجنوبية أن الرقائق المنتجة من قبل “سامسونغ إلكترونيكس” و”إس كيه هاينيكس” لن تخضع لرسوم الـ100%.
قد يهمك أيضاً: الرسوم المتبادلة والمضادة.. ما الفرق بينهما وما أهميتهما؟
وقال بيلي ليونغ، استراتيجي الاستثمار في شركة “غلوبال إكس إي تي إف إس” ومقرها سيدني، إن خطوة ترمب “من غير المرجح أن تُعطّل سلاسل الإمداد الرئيسية”. وأوضح أن السياسة لم تدخل حيّز التنفيذ بعد، ولم يُنشر أي أمر تنفيذي أو آلية قانونية رسمية حتى الآن.
مفاوضات سلام محتملة مع روسيا وأوكرانيا
في الأثناء، قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي، إن صانعي السياسات سيحتاجون على الأرجح إلى تعديل أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، لمنع مزيد من الضعف في سوق العمل.
وأشارت بيانات نُشرت الأسبوع الماضي إلى تباطؤ حاد في سوق العمل خلال الأشهر القليلة الماضية.
من جانبه، قال نظيرها في الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري، إن التباطؤ الاقتصادي قد يجعل خفض الفائدة مناسباً في المدى القريب.
وكان صانعو السياسات قد أبقوا على أسعار الفائدة من دون تغيير في نهاية يوليو، ومن المقرر أن يعقدوا اجتماعهم التالي في سبتمبر. ويتبقى لهم اجتماعين آخرين خلال عام 2025.
وفي سياق منفصل، أشار ترمب إلى أنه سيرشح على الأرجح عضواً مؤقتاً في مجلس الاحتياطي الفيدرالي لملء المقعد الذي سيُصبح شاغراً قريباً في مجلس إدارة البنك المركزي، بدلاً من استخدام هذا المقعد للإعلان عن اختياره لخلافة جيروم باول في رئاسة المجلس.
وفي الشأن الجيوسياسي، قال ترمب لحلفائه الأوروبيين إنه يخطط للاجتماع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أقرب وقت خلال الأسبوع المقبل، في محاولة جديدة لإحلال السلام بين البلدين.
تصعيد تجاه الهند وسويسرا
في تطور آخر بشأن الرسوم، فرضت الولايات المتحدة رسوماً إضافية بنسبة 25% على السلع الهندية، ما يعني فعلياً مضاعفة النسبة التي أُعلنت قبل أيام، وذلك بسبب استمرار الهند في شراء الطاقة من روسيا.
وقالت آنا وو، الخبيرة الاستراتيجية في الأصول المتعددة في شركة “فان إيك” في سيدني: “الهند تبدو محصورة بين المطرقة والسندان على الأرجح”. وأضافت: “على المدى القريب، أرى أن كلاً من الأسهم والروبية تحت الضغط”.
كما غادرت رئيسة سويسرا العاصمة الأميركية من دون إعلان عن أي نجاح في خفض الرسوم الجمركية البالغة 39% التي فرضها ترمب على بلادها.
سيراقب المستثمرون أيضاً مزاد لسندات حكومية لأجل 30 عاماً يوم الخميس. ورغم أن المزاد السابق لهذه السندات في يوليو تم بسلاسة، فإن المتداولين يستعدون لنتيجة أكثر حذراً هذه المرة، مع تصاعد التكهنات بشأن احتمال استقالة رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا.