Site icon السعودية برس

الأسهم الآسيوية تتراجع وسط ضبابية بشأن خطوة الفيدرالي المقبلة

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في التداولات الآسيوية، بالتوازي مع تراجع الأسواق الآسيوية، بعدما أثّرت نتائج شركة “بالانتير تكنولوجيز” (Palantir Technologies Inc) وحالة الغموض حول توجهات الاحتياطي الفيدرالي، على معنويات المستثمرين.

تراجعت عقود مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.4%، بعدما حقق المؤشر الأساسي مكاسب طفيفة يوم الإثنين، رغم تراجع أكثر من 300 شركة من مكوناته.

كما هبطت عقود “ناسداك 100” بنسبة 0.6%، مع انخفاض سهم “بالانتير” بأكثر من 4% في تداولات ما بعد الإغلاق، نتيجة المخاوف من تقييمها المرتفع عقب موجة ارتفاع قياسية. أما الأسهم الآسيوية، فتراجعت بنسبة 0.4%، بينما خسر المؤشر الكوري الجنوبي أكثر من 2%.

قوة الدولار تستمر مع تضارب رسائل الفيدرالي

واصل مؤشر الدولار مكاسبه لليوم الخامس على التوالي بعد أن ارتفعت العملة الأميركية مقابل جميع عملات ، لتتداول عند مستويات شوهدت آخر مرة في أغسطس.

وجاء هذا الارتفاع وسط إشارات متباينة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بعد تحذير رئيس المجلس جيروم باول الأسبوع الماضي من أن خفض الفائدة في ديسمبر ليس أمراً مضموناً.

شهدت تصريحات مسؤولي البنوك المركزية تبايناً واضحاً في النظرة المستقبلية، إذ قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان غولسبي إنه أكثر قلقاً بشأن التضخم من سوق العمل.

ورغم أن النشاط الصناعي الأميركي انكمش للشهر الثامن على التوالي في أكتوبر، فإن الأسهم العالمية بقيت قرب مستوياتها القياسية مدفوعة بمكاسب شركات التكنولوجيا الكبرى، وسط دعوات إلى تصحيح أوسع في السوق.

وقالت آنا وو، محللة الإستراتيجيات في شركة “فان إيك” (Van Eck) إن “الفيدرالي مجدداً هو محور القلق. تصريحات التضخم فاجأت الأسواق وأثرت سلباً في المعنويات”.

الأسواق تعتمد على بيانات خاصة وسط الإغلاق الحكومي

يعتمد الاقتصاديون وصانعو السياسة بشكل متزايد على التقارير الخاصة مثل مؤشر “معهد إدارة التوريد” للحصول على إشارات حول الاقتصاد وسوق العمل، في ظل تعليق نشر البيانات الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي الأميركي، وهو ما قد يؤدي أيضاً إلى تأجيل تقرير الوظائف المقرر الجمعة.

اقرأ أيضاً: كيف أصبح إغلاق الحكومة الأميركية أمراً اعتيادياً؟

وأظهرت بيانات المعهد أن المؤشر الصناعي انخفض بمقدار 0.4 نقطة إلى 48.7 في أكتوبر، مشيراً إلى استمرار الانكماش، إذ إن القراءات دون مستوى 50 تدل على تراجع النشاط.

وقال بيلي ليونغ، استراتيجي الاستثمار في “غلوبال إكس مانجمنت” (Global X Management) إنه “مع تراجع البيانات الأميركية وتمسك مسؤولي الفيدرالي بخيار المرونة، يعيد المستثمرون تقييم مراكزهم بدلاً من ملاحقة المخاطر”.

هبوط الذهب واستقرار السندات وتراجع النفط

انخفض الذهب للجلسة الثالثة على التوالي، بينما استقرت سندات الخزانة الأميركية، وتراجع النفط مع تقييم الأسواق قرار “أوبك+” تجميد زيادات الإنتاج.

اقرأ أيضاً: النفط يتراجع مع تقييم الأسواق لقرار “أوبك+” تجميد زيادات الإنتاج

وفي السياق نفسه، قالت ليزا كوك، عضو مجلس محافظي الفيدرالي، إنها ترى أن مخاطر ضعف سوق العمل تفوق احتمال عودة التضخم للارتفاع، لكنها امتنعت عن تأييد خفض جديد لأسعار الفائدة الشهر المقبل.

وأضافت أن “السياسة النقدية ليست على مسار محدد مسبقاً. نحن في لحظة ترتفع فيها المخاطر على جانبي هدفنا المزدوج، وكل اجتماع، بما في ذلك اجتماع ديسمبر، يبقى اجتماعاً غير محدد مسبقاً”.

وتأتي تصريحاتها متماشية مع مواقف زملائها الذين لم يلتزموا بوضوح بما إذا كان على البنك المركزي تنفيذ خفض ثالث متتالٍ للفائدة عندما يجتمع في ديسمبر.

وقالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي إن على المسؤولين “إبقاء الباب مفتوحاً” أمام احتمال الخفض، بينما أشار المحافظ ستيفن ميران إلى أن السياسة لا تزال مقيدة.

في آسيا، تراجعت الأسهم في أستراليا قبيل قرار البنك المركزي المقرر صدوره يوم الثلاثاء، والمتوقع أن يُبقي أسعار الفائدة من دون تغيير.

تقييمات “بالانتير” المرتفعة تثير قلق المستثمرين

رفعت شركة “بالانتير تكنولوجيز” توقعاتها السنوية للإيرادات إلى 4.4 مليار دولار، متجاوزة تقديرات المحللين لمبيعات الربع الثالث.

ومع ذلك، فإن المستثمرين الذين دفعوا السهم للصعود بأكثر من 150% منذ بداية العام، ليغلق الإثنين عند مستوى قياسي بلغ 207.18 دولار، أبدوا قلقهم من التقييم المفرط، إذ بلغ مضاعف المبيعات للسهم 85 مرة، وهو الأعلى بين شركات مؤشر “إس آند بي 500”.

وقال مانديب سينغ، المحلل في “بلومبرغ إنتليجنس”: “يبدو أن المستثمرين أرادوا توجيهات أوضح للعام المقبل. الشركة قدمت توقعات للربع الحالي، لكن الجميع كان يريد تصوراً ما لعام 2026”.

Exit mobile version