شهد العالم الأحد الماضي مشهد سماوي لافت، حين اكتسى القمر المكتمل باللون الأحمر نتيجة خسوف كلي، فيما يعرف بـ”القمر الدموي”.
لماذا يكون لونه أحمر؟
هذا اللون المميز ينتج عن مرور أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، حيث يتشتت الضوء الأزرق ويصل الضوء الأحمر فقط إلى سطح القمر.
ويظهر القمر بدراً عندما يكون على الجانب المقابل للأرض من الشمس، فيضيء سطحه كاملا، وهو مشهد ارتبط منذ آلاف السنين بالأساطير والطقوس الزراعية والدينية في مختلف الثقافات.
القمر عبر التاريخ
اعتمدت الحضارات القديمة على دورات القمر لقياس الزمن، ومن أبرز الأدلة على ذلك “عظم إيشانغو” المكتشف عام 1957 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي يعتقد أن عمره يتجاوز 20 ألف عام.
وقد فسر علماء الآثار النقوش المحفورة عليه باعتبارها تمثيلاً لمراحل القمر، مما يجعله أحد أقدم أشكال التقويم القمري.
ويعرف القمر الأقرب للاعتدال الخريفي باسم “قمر الحصاد”، وكان له أهمية خاصة لدى المزارعين قديكا، إذ ساعدهم على مواصلة العمل ليلاً في موسم جني المحاصيل، قبل ظهور الإضاءة الحديثة.
احتفالات حول العالم
لا يزال اكتمال القمر حتى اليوم جزءا من طقوس ومهرجانات كبرى في شتى أنحاء العالم.
ففي الصين يُحتفل بـ”مهرجان منتصف الخريف” أو “مهرجان القمر”، بينما تحتفل كوريا بمهرجان “تشوسوك” الذي يجمع العائلات حول حصاد الخريف وتكريم الأجداد.
وفي الهندوسية، تعتبر أيام “بورنيما” مناسبات دينية مهمة تترافق مع الصيام والصلوات، ويأتي “كارتك بورنيما” في نوفمبر كأحد أقدسها.
أما في سريلانكا، فيعد يوم اكتمال القمر عطلة رسمية تعرف باسم “بويا”، وفي بالي يحتفل بـ”بورناما” عبر طقوس وصلوات وزراعة أشجار الفاكهة.
كما يرتبط عيد الفصح المسيحي بأول اكتمال للقمر بعد الاعتدال الربيعي، بينما تحيي مجتمعات في المكسيك وأمريكا اللاتينية طقوساً تقليدية مثل رقصة القمر.
تأثيرات على حياتنا اليومية
لا يقتصر دور القمر المكتمل على الطقوس والاحتفالات، إذ يعتقد الكثير من المزارعين أن هذه الفترة مثالية للزراعة، باعتبارها تعزز خصوبة التربة.
وعلى الصعيد الصحي، تشير دراسات علمية إلى أن النوم يتأثر سلباً في فترات اكتمال القمر، حيث تقل فترات النوم العميق وتنخفض مستويات هرمون الميلاتونين.
كما رصدت دراسة في بريطانيا بين عامي 1997 و1999 زيادة في حوادث هجمات الحيوانات خلال هذه الفترات، ما يشير إلى تأثير محتمل للقمر حتى على سلوك الكائنات الحية.