Site icon السعودية برس

اغتيال عمدة مدينة أوروابان يفاقم أزمة عنف في المكسيك وسط تصاعد نفوذ العصابات

أعلنت السلطات المكسيكية، اليوم الأحد، مقتل عمدة مدينة أوروابان، كارلوس مانزو، إثر هجوم مسلح وقع أثناء مشاركته في فعالية عامة بولاية ميتشواكان الواقعة غربي البلاد، وهي إحدى أكثر الولايات المكسيكية تضررًا من عنف العصابات المنظمة.

وذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن مدينة أوروابان، التي يقطنها نحو 350 ألف نسمة، تُعد مركزًا زراعيًا مهمًا في المكسيك، إذ تشتهر بزراعة وتصدير الأفوكادو والليمون إلى الولايات المتحدة. 

وأوضحت الصحيفة أن مقتل العمدة يمثل تصعيدًا خطيرًا في موجة العنف التي تضرب المنطقة منذ سنوات نتيجة الصراع بين العصابات المتنافسة على النفوذ الاقتصادي والسيطرة على موارد الزراعة والتجارة.

وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الأمن العام المكسيكية أن قوات الأمن تمكنت من القبض على شخصين يُشتبه في تورطهما في الهجوم، بينما قُتل أحد المهاجمين خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في موقع الجريمة. 

وأضاف البيان أن السلطات المحلية فتحت تحقيقًا واسعًا لتحديد دوافع الجريمة والجهة التي تقف وراءها، وسط ترجيحات بأن يكون الحادث مرتبطًا بعمليات ابتزاز العصابات المسلحة ضد المسؤولين المحليين.

ويُعد اغتيال مانزو أحدث حلقة في سلسلة استهدافات لمسؤولين سياسيين ورجال أعمال في ولاية ميتشواكان، التي تُعد معقلاً لعدة تنظيمات إجرامية تتنازع السيطرة على تجارة المخدرات وتهريب المنتجات الزراعية. 

ويأتي الحادث بعد أيام قليلة من مقتل برناردو برافو، أحد أبرز منتجي الليمون في الولاية، الذي لقي مصرعه رمياً بالرصاص بعدما اشتكى مرارًا من ابتزاز العصابات التي تفرض إتاوات على المزارعين وشركات التوزيع.

وتشير تقارير أمنية مكسيكية إلى أن العصابات باتت تتغلغل في القطاعات الاقتصادية الحيوية، خصوصًا الزراعة، وتستخدم العنف كوسيلة لترهيب المسؤولين والمستثمرين. 

وحذّر خبراء من أن استمرار هذا النمط من الجرائم يهدد استقرار المنطقة ويقوّض ثقة المواطنين في المؤسسات الحكومية، لاسيما في ظل ضعف التنسيق بين الأجهزة الفيدرالية والمحلية لمكافحة الجريمة المنظمة.

في المقابل، وعدت الحكومة الفيدرالية في مكسيكو سيتي بتعزيز الوجود الأمني في الولاية، ونشر وحدات من الحرس الوطني لتأمين المدن الزراعية الكبرى وملاحقة العصابات المسلحة. 

كما دعا الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلى تحقيق شامل وشفاف في مقتل العمدة، مشددًا على أن الدولة “لن تسمح بتحول ميتشواكان إلى رهينة في أيدي الجريمة المنظمة”.

ويرى مراقبون أن حادث اغتيال مانزو يعكس عمق الأزمة الأمنية والسياسية التي تعانيها المكسيك، حيث تزايدت خلال العام الجاري عمليات القتل التي تستهدف المسؤولين المحليين.

Exit mobile version