5/5/2025–|آخر تحديث: 5/5/202511:39 م (توقيت مكة)
أعلن رئيس وزراء رومانيا مارسيل تشيولاكو، اليوم الاثنين، استقالته من منصبه، غداة فوز زعيم اليمين المتطرف جورج سيميون في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، واستبعاد مرشح الحكومة المدعوم من الائتلاف الحاكم.
وقال تشيولاكو، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة بوخارست، إن الائتلاف الذي يضم حزبه إلى جانب الحزب الوطني الليبرالي وحزب الأقلية المجرية “لم يعد يتمتع بأي شرعية”، مؤكدا أن “الرئيس القادم كان سيقوم باستبدالي على أي حال”.
وأضاف أن حزبه سيقترح الانسحاب من الحكومة، ما يعني فعليا انهيار الائتلاف الحاكم، مؤكدا في الوقت نفسه أن الوزراء سيواصلون عملهم بالوكالة لتجنب حدوث فراغ سياسي إلى حين تشكيل حكومة جديدة بعد الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 18 مايو/أيار.
وشهدت الجولة الأولى من الانتخابات، أمس الأحد، فوزا ساحقا لجورج سيميون، زعيم حزب “التحالف من أجل وحدة الرومانيين” اليميني المتطرف، بنسبة 40.9% من الأصوات، متقدما على رئيس بلدية بوخارست نيكوسور دان (20.9%)، في حين جاء مرشح الائتلاف الحاكم كرين أنتونيسكو في المركز الثالث.
وأكد تشيولاكو رفضه القاطع لأي تعاون سياسي مستقبلي مع سيميون، قائلا: “طالما أنني رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فلن تكون هناك حكومة تضم الحزب وتحالف جورج سيميون”.
ورغم أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية، إلا أن القوى اليمينية المتطرفة، بما فيها حزب سيميون وتشكيلات أخرى تتبنى مواقف مؤيدة لروسيا، باتت تتمتع بنحو ثلث الأصوات في البرلمان، ما يجعلها قوة سياسية صاعدة.
وتأتي هذه التطورات في ظل اضطرابات سياسية متصاعدة تشهدها البلاد، لا سيما بعد إلغاء المحكمة الدستورية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نتائج انتخابات رئاسية سابقة أسفرت عن فوز مفاجئ لمرشح يميني متطرف آخر، هو كالين جورجيسكو، وسط شكوك حول تدخل روسي وحملات تضليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويمكن أن يمهد انهيار الائتلاف الحاكم لسيميون السيطرة على الحكومة في حال فاز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 مايو/أيار.
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير السياسي رادو ماغدين أن قرار تشيولاكو بالاستقالة جاء في “أسوأ وقت ممكن”، نظرا إلى الانقسام الشديد داخل البرلمان، وهو ما قد يسمح للمعسكر القومي “بالاستفادة من الفوضى السياسية المستمرة”.
وأضاف ماغدين أن “أي احتمال سيكون ممكنا” بعد الجولة الثانية، مشيرا إلى أن سيميون لمح إلى إمكانية تعيين جورجيسكو رئيسا للوزراء في حال فوزه.
وتعاني رومانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، من أزمة اقتصادية حادة، حيث سجلت أسوأ عجز مالي في التكتل الأوروبي بنسبة 9.3% من الناتج المحلي الإجمالي، وسط تصاعد التوترات السياسية منذ إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة.