أكد أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، أن الأطباء يضعون مصلحة المرضى فوق كل الاعتبارات، فالشفاء من المرض هو الهدف الأساسي لكل مريض، كونها تتضمن استعادة الصحة والعافية.
وأضاف في تصريح لـ”اليوم”: ولكن يحدث أحيانًا أن يذهب المريض إلى طبيب آخر لاستشارته في أنواع العلاج التي وصفت له، مثل الهرمونات أو العلاجات التي يتخوف من أنها قد تسبب له بعض المضاعفات، وهنا يظن طبيب الرأي الثاني أن المريض جاء إليه لعدم قناعته بالعلاجات التي وصفها له الطبيب الأول، على الرغم من أنه “أي الطبيب الثاني” مقتنع تمامًا بما وُصف للمريض من أنوع العلاج، ولكن حتى لا يظهر للمريض جدوى وفائدة زيارته، يقدم على تغيير كل الأدوية دون أي اعتبار للطبيب الأول، أو وضع مصلحة المريض أولًا.
الرأي الثاني
وتابع البروفيسور الأغا: قد تكون هناك حالات تستوجب الرأي الثاني، فليس بالضرورة أن يتجه المريض للطبيب الثاني لأنه غير مقتنع بعلاج الطبيب الأول، بل لزيادة التأكيد وتعزيز ودعم الرأي الأول، وهذا يحدث كثيرًا في قرارات العمليات الجراحية، أو قد يكون المريض موجهًا لأخذ الرأي الثاني من قبل شركات التأمين الصحية أو الجهات التي تصرف له الأدوية.
وأشار إلى إن هناك نوعين من الأطباء، الأول يحترم الأطباء الآخرين ولا يقلل من شأنهم، فعندما يأتي له المريض لتعزيز الرأي في العلاج الذي وُصف له من قبل الطبيب الآخر، ولا سيما إذا كان ذلك الطبيب يتمتع بخبرة كبيرة والعلم ومشهود له بالكفاءة، فإن هذا الطبيب يحترم أخلاقيات مهنته، فلا يصف أي أدوية إضافية إلا بالرجوع والتنسيق مع الطبيب الأول، حتى تكون المنظومة العلاجية موحدة وتخدم مصلحة المريض.
وتابع: النوع الثاني من الأطباء هو الذي لا يضع أي اعتبار لزملاء المهنة ويجتهد في تغيير الخطة العلاجية للطبيب الأول، حتى يعكس أمام المريض أن العلاج السابق الذي وُصف له غير سليم، ودون أن يكلف نفسه استشارة الطبيب الأول، وكل ذلك قد ينعكس نفسيًا وجسديًا على المرضى.
مصلحة المريض أولًا
وخلص البروفيسور الأغا إلى القول إن مصلحة المريض أولًا، وهذا ما تنص عليه لائحة “أخلاقيات المهنة”، فلا بدّ من تقديم رعاية صحية شاملة ومتكاملة تصب في مصلحة المريض، ولا تضع للاعتبارات الشخصية للأطباء المجتهدين الأولوية في العلاج.