تخضع الهند لاختبار حقيقي بشأن تدفقاتها النفطية من روسيا، فيما يشهد الفحم ازدهاراً في الصين. أما صادرات القمح من كبار الموردين في العالم فآخذة في التباطؤ، في حين حققت الولايات المتحدة الأميركية انفراجة جزئية في سوق النحاس، رغم ارتفاع الطلب العالمي.
كل هذه التحركات السوقية وأكثر نستعرضها في تقرير مجمع من 5 رسوم بيانية عن أبرز تطورات أسواق السلع الأساسية العالمية مع انطلاق تداولات هذا الأسبوع، كالآتي:
النفط
يسعى المصنعون في الهند للعثور على إمدادات من النفط الخام، بعد أن استهدفتها الولايات المتحدة الأميركية بما يُعرف بـ”الرسوم الجمركية الثانوية” بسبب شرائها النفط والأسلحة من روسيا.
اقرأ أيضاً: الهند تواصل شراء النفط الروسي رغم انتقادات ترمب
أصبحت الهند مستورداً رئيسياً للنفط الروسي بعد غزو أوكرانيا، واشترت أكثر من ثلث احتياجاتها الإجمالية من الإمدادات من روسيا العام الجاري، وفق بيانات شركة “كبلر”( Kpler). كما هو الحال مع جميع الإعلانات المتعلقة بالرسوم الجمركية، لا يوجد ما هو محسوم حتى الآن. ومن المتوقع أن يزور مفاوضون تجاريون أميركيون العاصمة نيودلهي في وقت لاحق من الشهر الجاري لمواصلة المحادثات.
النحاس
تجنبت سوق النحاس الأميركية أسوأ ما كان يخشاه التجار من تأثيرات رسوم جمركية قد يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما خفف بعض الضغوط الواقعة على المصنعين.
اقرأ المزيد: صدمة رسوم النحاس تميط اللثام عن مخزونات مكدسة في الولايات المتحدة
غالباً ما يُنظر إلى النحاس باعتباره مؤشراً مبكراً على اتجاهات الاقتصاد، ويُعد عنصراً حيوياً في أنظمة التكنولوجيا والدفاع.
ويتوقع بعض المحللين أن يرتفع الطلب على النحاس بمقدار الثلث خلال العقد المقبل، لكن ما يزال من غير المؤكد ما إذا كان الإنتاج العالمي سيكفي لتلبية هذا الطلب. رغم ذلك، فإن الاحتياطات المتبقية في باطن الأرض ما تزال وافرة، وقد أبدى القطاع قدرته على الاستجابة للارتفاعات السابقة في الطلب.
الفحم
يوجد أكثر من 450 موقعاً مقترحاً لتطوير مناجم الفحم قيد التخطيط في الصين، ويجري تنفيذ نحو 40% منها أو اختبارها حالياً، وفقاً لمنظمة “غلوبال إنرجي مونيتور” (Global Energy Monitor)، وهي مؤسسة بحثية مقرها كاليفورنيا تُعنى بتشجيع استخدام الطاقة النظيفة.
اقرأ المزيد: سوق الفحم الصينية تتعافى تدريجياً مع تصاعد حرارة الصيف
تمثل الصين 60% من إجمالي السعة المُقدرة للمناجم حول العالم. وتحذر المنظمة من أن هذه المشاريع قد تؤدي إلى فائض في الإمدادات وتُقوض أهداف المناخ.
القمح
تشكل روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي معاً ما يقرب من نصف تجارة القمح العالمية، ما يجعل صادراتها محط أنظار الأسواق. غير أن هذه الدول بدأت العام الحالي بوتيرة بطيئة، إذ تسببت الأمطار الغزيرة وقيام المزارعين بتخزين المحاصيل في الحد من الصادرات.
كبار منتجي القمح بالعالم يبطئون وتيرة التصدير.. تفاصيل أكثر هنا
ساعد هذا التباطؤ على استقرار العقود المستقبلية للقمح في بورصة باريس، كما رفع أسعار البيع الفوري في موانئ البحر الأسود في رومانيا وبلغاريا بمعدل 8% خلال الشهر الماضي.
التكنولوجيا النظيفة
لو تم تطبيق الاتفاق التجاري الذي يفرض رسوماً جمركية موحدة بنسبة 15% على جميع صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة الأميركية؛ قد يوجه ذلك ضربة قوية لقطاع التكنولوجيا النظيفة في التكتل الموحد، لا سيما شركات تصنيع السيارات الكهربائية ومعدات شبكات الكهرباء، وفق “بلومبرغ إن إي إف”.
اقرأ أيضاً: حرب تجارية في التكنولوجيا النظيفة تظهر كيف تسقط الإمبراطوريات
شكلت السوق الأميركية ربع صادرات الاتحاد الأوروبي في قطاع التكنولوجيا النظيفة، والتي بلغت قيمتها نحو 84 مليار دولار خلال العام الماضي. إلا أن الاتفاق الجمركي ما زال غير مُلزم، وتبقى العديد من تفاصيله قيد التفاوض.