سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على تزايد مخاوف الولايات المتحدة من عرقلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كما حازت حالة الانقسام في الشارع الإسرائيلي حيال حدوث حرب أهلية في إسرائيل باهتمام إعلامي، إلى جانب آثار الحرب بشكل خاص على قطاع الإنشاءات الإسرائيلي.
وقالت نيريا كراوس، مراسلة القناة 13 في الولايات المتحدة، إن بيان البيت الأبيض الاستثنائي المشترك مع قطر ومصر يعكس القلق من مساعي نتنياهو لوضع شروط تعرقل الصفقة، مما يعزز احتمالية تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خصوصا مع الترقب لهجوم محتمل على إيران.
وكانت قطر ومصر والولايات المتحدة قد دعت، في بيان مشترك الخميس، حركة حماس وإسرائيل إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يوم الخميس المقبل في الدوحة أو القاهرة.
محاولة أخيرة
ويرى روعي كايس، رئيس قسم الشؤون العربية في قناة كان 11، أن هذا البيان يمثل محاولة أخيرة للتوصل إلى صفقة وقف إطلاق النار في غزة، متوقعا أن تدفع هذه الجهود حزب الله وإيران إلى تخفيف ردودهم، في ظل عدم رغبتهم في مواجهة شاملة.
من جهتها، لفتت غيلي كوهين، مراسلة الشؤون السياسية في القناة ذاتها، إلى أن إسرائيل تطالب بالسيطرة على ممر فيلادلفيا كشرط جديد في المفاوضات، والذي لم يكن مدرجا في الوثيقة التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.
وعلى صعيد آخر، أشار ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في قناة 13، إلى وجود شكوك حول ما إذا كان نتنياهو قد أبدى مرونة في تحفظاته، في ظل تعثر المفاوضات وعدم ثقته في فريق المفاوضات.
وفي السياق ذاته، أعرب السفير الأميركي في إسرائيل، جاك لو، في حديث للقناة 12، عن ضرورة إنهاء الحرب في غزة والعودة إلى مسار السلام، مؤكدا أن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشأن تجويع سكان غزة تشكل انتهاكا للقيم الإنسانية والقانون الدولي.
من ناحية أخرى، عبّر حاجاي إنغريست، والد أحد الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة، عن غضبه من محاولات بعض الوزراء في الحكومة إفشال الصفقة، معتبرا أنهم يسعون لإرضاء مصالحهم السياسية على حساب حياة الجنود، ويرى أن نتنياهو يشاركهم في هذه المساعي.
حرب أهلية
وفي سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة 13 أن نصف الإسرائيليين تقريبا يخشون اندلاع حرب أهلية، حيث كشف داني كوشمارو، مقدم برامج سياسية في القناة، أن 46% من الإسرائيليين يشعرون بالقلق من هذا الاحتمال، وسط تفاقم الانقسامات السياسية والاجتماعية في البلاد.
وعلى صعيد الاقتصاد، عبّر أمنون أبراموفيتش، محلل الشؤون السياسية في قناة 12، عن قلقه من التدهور الاقتصادي في إسرائيل، حيث يشهد قطاع التكنولوجيا هروبا لرؤوس الأموال، في وقت يعاني فيه اقتصاد البلاد من تداعيات الأزمة السياسية.
وفي السياق ذاته، حذّر دافيد يهلومي، مدير عام صندوق تأمين تطوير قطاع البناء، من أزمة حادة تعصف بقطاع البناء نتيجة نقص العمالة الفلسطينية ورحيل العمال الأجانب، مما يؤثر سلبا على الاقتصاد ويهدد بتأخير مشاريع البناء وتسليم الشقق في مواعيدها.
كما أعرب أهارون جليلي، وهو مالك شركة بناء، عن استيائه من تدهور قطاع البناء، مشيرا إلى أن التزامات الشركات تجاه عملائها أصبحت مهددة بسبب نقص العمالة، مع غياب أي تدخل حكومي لحل الأزمة، التي يرى أنها ستؤدي إلى مزيد من التدهور في الفترة المقبلة.