إضراب الأطباء المقيمين في المملكة المتحدة: الأسباب والتداعيات
أعلنت النقابة الطبية البريطانية (BMA) عن إضراب لآلاف الأطباء المقيمين، المعروفين سابقاً بالأطباء المبتدئين، لمدة خمسة أيام من 14 إلى 19 نوفمبر 2025. يهدف هذا الإضراب إلى تسليط الضوء على مطالب تحسين الأجور وظروف العمل في المستشفيات.
مطالب بزيادة الأجور
تطالب النقابة بزيادة الأجور بنسبة 29.2 لتعويض التآكل الذي حدث في الأجور منذ عام 2008، حيث ترى أن الزيادة المقترحة من الحكومة بنسبة 5.4 غير كافية. تشير النقابة إلى أن هذه الزيادة ضرورية لاستعادة القيمة الحقيقية للأجور التي تأثرت بالتضخم.
أوضح الدكتور جاك فليتشر، رئيس لجنة الأطباء المقيمين في النقابة، أن العديد من الأطباء يواجهون صعوبات في إيجاد وظائف مناسبة، مما يؤدي إلى إهدار مهاراتهم بينما ينتظر المرضى العلاج. ويشير إلى أن الإضراب جاء بعد مفاوضات فاشلة مع الحكومة حول زيادة تدريجية في الأجور وخلق وظائف جديدة.
رد الحكومة البريطانية
من جانبه، وصف وزير الصحة ويس ستريتينغ الإضراب بأنه “مبالغ فيه وغير ضروري”، مشيراً إلى أن الحكومة قدمت بالفعل زيادة بنسبة 28.9 للأطباء المقيمين. وأكد أن الحكومة لا تستطيع تقديم المزيد هذا العام، متهماً النقابة برفض عروض لتحسين ظروف العمل وخلق فرص تدريب تخصصية.
يشير الوزير إلى أن الإضراب قد يؤثر سلباً على المرضى ويزيد الضغط على الطواقم الطبية الأخرى. كما أشار إلى أن الحكومة تعتمد على مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الذي يظهر انخفاضاً أقل في الأجور مقارنة بمؤشر أسعار التجزئة (RPI) الذي تستخدمه النقابة.
التأثير على النظام الصحي والمرضى
يشكل الأطباء المقيمون نصف عدد الأطباء العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، برواتب تبدأ من 38,831 جنيهاً إسترلينياً وتصل إلى نحو 70,000 جنيه بعد ثماني سنوات من الخدمة. لذا فإن تأثير إضرابهم يمكن أن يكون كبيراً على النظام الصحي والمرضى الذين يعتمدون عليه.
وفقاً لاستطلاع YouGov، فإن الرأي العام البريطاني منقسم حول هذا الإضراب، حيث يعارضه 48 من البريطانيين بينما يدعمه 39. هذه النسب تعكس تعقيد الموقف وتأثيره على المجتمع ككل.
نصائح للتعامل مع الوضع الحالي
إذا كنت مريضاً أو تحتاج إلى رعاية طبية خلال فترة الإضراب، يُنصح بالتواصل مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك مسبقاً لمعرفة التغييرات المحتملة في المواعيد والخدمات. كما يمكن البحث عن بدائل للرعاية غير الطارئة مثل الاستشارات عبر الهاتف أو الإنترنت إذا كانت متاحة.
من المهم أيضاً متابعة الأخبار المحلية للحصول على تحديثات حول الوضع الصحي والإجراءات المتخذة لضمان استمرارية الرعاية الصحية خلال فترة الإضراب. تذكر دائماً أن الحفاظ على الهدوء والتواصل الفعال يمكن أن يساعدك في التعامل مع أي تحديات قد تواجهها خلال هذه الفترة.

