Site icon السعودية برس

إسرائيل تشتري إعلانات جوجل لتشويه سمعة أكبر وكالة إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في غزة

وتقول كرونينفيلد إن تأثير الحملة الإسرائيلية من الصعب قياسه. فقد أنفقت مؤسستها غير الربحية عشرات الآلاف من الدولارات، بالإضافة إلى وقت الموظفين، في محاولة للتفوق على إسرائيل في المزايدة على مساحات الإعلانات في محرك بحث جوجل. ومع ذلك، تقول إن وكالة الأونروا في الولايات المتحدة جمعت أموالاً في النصف الأول من هذا العام تعادل ما جمعته في عام 2023 بأكمله. ويشكل عدد المتبرعين البالغ 78 ألفًا هذا العام رقماً قياسياً بالنسبة للمنظمة التي تأسست في عام 2005.

وتقول كرونينفيلد إن ما يقلقها حقا هو أن الأميركيين يتعرضون للدعاية الإسرائيلية في حين يحاولون فهم دور الأونروا في الأزمة المستمرة. فإلى جانب إعلانات البحث، بثت إسرائيل إعلانات فيديو في الولايات المتحدة من خلال جوجل تقول “إن الأونروا لا يمكن فصلها عن حماس” وأنها “تستمر في توظيف الإرهابيين”. وقد يؤدي سوء الفهم العام إلى تعريض الدعم من الحكومة الأميركية، التي كانت حتى الحرب أكبر مانح للأونروا، للخطر.

ويقول كروننفيلد: “هناك حملة قوية بشكل لا يصدق لتفكيك الأونروا. أريد أن يعرف الجمهور ما يحدث وطبيعته الخبيثة، وخاصة في وقت تتعرض فيه حياة المدنيين للهجوم في غزة”.

يقول المتحدث باسم جوجل، جاسيل بوث، لمجلة WIRED إن الحكومات يمكنها تشغيل إعلانات تلتزم بسياسات الشركة، وإن المستخدمين والموظفين مرحب بهم للإبلاغ عن الانتهاكات المزعومة. ويقول بوث عن القواعد: “نحن نطبقها باستمرار ودون تحيز. وإذا وجدنا إعلانات تنتهك هذه السياسات، فإننا نتخذ إجراءات سريعة”.

واعترفت وزارة الخارجية الإسرائيلية في نيويورك، لكنها لم تستجب لطلبات متعددة للتعليق على هذه القصة على مدى الأشهر الأربعة الماضية.

الأونروا تتخذ إجراءات

وباستخدام ما يقرب من 1.5 مليار دولار سنويا من الدعم من المانحين، توظف الأونروا حوالي 30 ألف شخص لتعليم وإطعام وتوفير الرعاية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزة والمناطق المجاورة. ويقول أنصار الأونروا إن إسرائيل لا تحب أن تحافظ الوكالة على وضع اللاجئين الفلسطينيين، والذي يمكن القول إنه يمنحهم فرصة أفضل لاستعادة الأراضي المحتلة يوما ما.

لقد اتهمت إسرائيل الأونروا على مدى عقود من الزمن بالوقوف في طريق السلام الدائم من خلال حماية حماس وتمكين المنظمة الإرهابية التي صنفتها الولايات المتحدة من تلقين جيل بعد جيل أيديولوجية الكراهية.

وقد تحركت الوكالة ردا على اتهامات إسرائيل. فقد طردت الأونروا هذا العام 13 موظفا، بما في ذلك تسعة موظفين قررت هيئة الرقابة أنهم ربما شاركوا في هجوم حماس العام الماضي استنادا إلى أدلة قدمتها إسرائيل. وقد أوقفت الولايات المتحدة تمويل الأونروا منذ يناير/كانون الثاني، في حين تعهدت دول أخرى قطعت المساعدات عن الوكالة هذا العام، بما في ذلك ألمانيا وسويسرا، بإعادة فتح الصنبور.

وقال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إن منظمته تلعب دورا محايدا وحيويا في المنطقة، وأنها تشارك في عمليات الفحص والتدريب لإبقاء المتعاطفين مع حماس خارج صفوفها.

وتقول كرونينفيلد، وهي يهودية، إن شفافية لازاريني وجهودها الصادقة جعلتها تشعر بالارتياح تجاه دورها. وانضمت إلى وكالة الأونروا في الولايات المتحدة في عام 2020 لأن جدها هرب من ألمانيا النازية وغرس فيها أنه لا ينبغي معامل أي شخص بوحشية مرة أخرى على أساس مكان ميلاده. ومن بين مبادراتها تكثيف الإعلانات عبر الإنترنت، بهدف جمع ما لا يقل عن 3.90 دولار مقابل كل دولار يتم إنفاقه.

Exit mobile version