Site icon السعودية برس

إحراق قاعة الصداقة بالخرطوم.. من المسؤول؟

شهدت منصات التواصل الاجتماعي السودانية اتهامات متبادلة بين أنصار الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول الجهة المسؤولة عن إحراق قاعة الصداقة الشعبية في العاصمة الخرطوم.

إذ ذكرت تقارير أن ميليشيا مسلحة قامت بحرق قاعة الصداقة في الخرطوم يوم السبت، 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتُعتبر هذه القاعة من أبرز المنشآت التي تُستخدم لعقد المؤتمرات والفعاليات السياسية والثقافية في السودان، وقد شهدت عبر التاريخ عديدا من الأحداث المهمة.

وتداولت حسابات سودانية مقاطع فيديو تظهر تصاعد أعمدة الدخان من القاعة، ومع انتشار خبر احتراق القاعة بدأت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، إذ اتهم ناشطون قوات الدعم السريع بإحراقها.

وقال مغردون إنه بعد هزيمة قوات الدعم السريع وسط الخرطوم وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، قامت كعادتها بتنفيذ سياسة الأرض المحروقة وأشعلت النيران عمدا في قاعة الصداقة متعمدة إتلاف وتدمير البنى التحتية.

وأشار آخرون إلى أن قوات الدعم السريع تقوم بمسح أبرز المعالم في الخرطوم والسودان ككل، وعلق بعض المدونين على الحادثة بالقول “صحيح أن الجزء الأكبر من قاعة الصداقة تعرض للحريق والخراب اليوم، وهو أمر مؤسف ضمن سلسلة من الأحداث المؤسفة التي عاشتها البلاد”، معبرين عن حزنهم لما أصاب قاعة الصداقة، ولكنهم أكدوا أن الأرواح التي فُقدت خلال العامين الماضيين أغلى.

في المقابل، اتهم أنصار الدعم السريع الجيش السوداني بحرق قاعة الصداقة، قائلين إنه “في محاولة يائسة لعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة، قامت قوات البرهان بشن هجوم وحشي على قاعة الصداقة مما أدى إلى تدميرها بالكامل”، ووصفوا هذا العمل الوحشي بأنه يعكس مدى خوف الجيش السوداني من أي تغيير سياسي قد يهدد سيطرته على السلطة.

وتعد قاعة الصداقة مجمعًا متعدد الاستخدامات يضم قاعات للمؤتمرات والاجتماعات، وصالات معارض، ومسرحًا، وسينما، بالإضافة إلى مرافق أخرى. وهي من أبرز المعالم في العاصمة السودانية، حيث تستضيف عديدا من الفعاليات السياسية والثقافية المهمة، بما في ذلك مؤتمرات قمة دولية وإقليمية، واجتماعات وزارية، ومنتديات، وندوات، وأمسيات ثقافية وفنية.

وتقع قاعة الصداقة بالقرب من ملتقى نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض، مقابل جزيرة توتي التي تطل على النيل من الضفة الأخرى. وظلت قاعة الصداقة واحدة من أكثر المباني العصرية شهرةً في مدينة الخرطوم. تم إنشاء المبنى ضمن سلسلة من المشاريع التنموية التي نفذتها ومولتها دولة الصين خلال ازدهار العلاقة بين البلدين منذ سبعينيات القرن الماضي.

وبعد زيارة الرئيس جعفر النميري للصين، تم اقتراح بناء قاعة الصداقة استجابة لطلب من السودان لإنشاء قاعة مؤتمرات متعددة الأغراض في الخرطوم. تم تصميم المشروع من قِبل الصين وأُطلق عليه اسم “قاعة الصداقة” تعبيرًا عن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتم افتتاح المشروع عام 1976 بحضور الرئيس نميري برفقة وفد صيني. وتجدر الإشارة إلى أن هذه القاعة كانت الثالثة في سلسلة من القاعات التي شيدتها الصين لدول أخرى، وهما جمهورية غينيا ودولة سريلانكا.

Exit mobile version