Site icon السعودية برس

أنقاض ورماد.. حرائق الغابات تحيل لوس أنجلوس لما يشبه منطقة حرب

بعد أربعة أيام من حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق من مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأميركية، بدت المدينة المشهورة عالميًا بصناعة السينما، أمس الجمعة وكأنها منطقة حرب.

وفي مساحات شاسعة من منطقة لوس أنجلوس الكبرى، لم يتبق سوى الأنقاض حيث كانت تقف المنازل والمباني والهياكل الأخرى سابقًا. صفوف السيارات احترقت بالكامل لدرجة أنها تحولت إلى لون الرماد، ونوافذها اختفت تمامًا.

وتُظهر صور جوية لبعض الأحياء ومنها باسيفيك باليساديس وألتادينا منازل محترقة بالكامل. وعبر بعض الناجين عن سعادتهم بعد أن نجوا من هذا الدمار، لكن كثيرين آخرين يذرفون الدموع على فقدان منازلهم وسط مخاوف بشأن مستقبل مليء بالشكوك.

  صور جوية لبعض الأحياء ومنها باسيفيك باليساديس وألتادينا تُظهر منازل محترقة بالكامل (رويترز)

وكان معظم السكان يرتدون الأقنعة، في إشارة إلى حقيقة الدخان الكثيف والمخاطر الناجمة عن استنشاقه، بينما استمرت النيران في الاشتعال بمناطق أخرى من المدينة.

مشاهد النيران كانت في كل مكان، حيث استمرت العديد من المناطق في الاحتراق دون هوادة تقريبًا.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض الجمعة إن المشهد “أشبه بساحة حرب وعمليات قصف”.

على الرغم من تراجع قوة الرياح الجمعة يتواصل انتشار النيران في لوس أنجلوس التي غطى دخان كثيف سماءها.

وقال خبير الأرصاد الجوية مايك وافورد  “نشهد حاليا تراجعا طفيفا لقوة الرياح، لكن هذا الأمر سنشهده خصوصا بعد الظهر”. وأشار إلى أن الرياح ستنحسر بشكل كبير السبت حتى المساء.

مع ذلك، فإن الظروف، مع الجفاف الشديد والرياح التي من المتوقع أن تعود لتشتد، لا تزال تثير القلق.

                                  السلطات الأميركية فرضت حظر تجوال في مناطق لوس أنجلوس لحماية الممتلكات (الفرنسية)

حظر تجول

وفرضت السلطات الأميركية الجمعة حظر تجوال في مناطق لوس أنجلوس لحماية الممتلكات التي تم إخلاؤها بسبب الحرائق.

وأعلن قائد شرطة لوس أنجلوس روبرت لونا في مؤتمر صحفي  أن حظر التجوال ينطبق على المناطق التي تم إخلاؤها والتي تأثرت بحريق باليساديس وحريق إيتون، ومن المقرر أن يكون ساري المفعول من الساعة 6 من مساء أمس الجمعة حتى الساعة 6 من صباح غد السبت بالتوقيت المحلى (0200 بتوقيت غرينتش إلى 1400 بتوقيت غرينتش اليوم السبت).

وقال لونا “لا يمكنك التواجد في هذه المناطق المتضررة. إذا كنت هناك، فأنت عرضة للاعتقال”.

وذكر أن حظر التجوال يسمح للشرطة باتخاذ إجراءات ضد اللصوص الذين يعملون في أجزاء من المدينة تم إخلاؤها. وأضاف “نحن نفعل ذلك لحماية للمنشآت والمنازل التي غادرها السكان لأننا
أمرناهم بالمغادرة”.

قبل هذا القرار كان مواطنون قد عمدوا لتسيير دوريات لحماية ما تبقى من أحيائهم.

خسائر بشرية ومادية

وقالت السلطات الأميركية إن حرائق الغابات، وهي واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب كاليفورنيا على مر تاريخها، أودت بحياة 10 أشخاص على الأقل منذ صباح الجمعة وألحقت أضرارا كلية أو جزئية بأكثر من 10 آلاف مبنى.

وقد تكون كلفة هذه الحرائق، الأعلى المسجلة حتى الآن. وقدرت شركة “أكيو ويذر” لخدمات الأرصاد والتنبؤات الجوية الأضرار والخسائر بما بين 135 و150 مليار دولار.

وتؤثر الحرائق في النشاط السينمائي في هوليوود. فقد توقف تصوير أفلام ومسلسلات عدة فيما أغلق متنزه “يونيفرسال ستوديوز” الترفيهي في هوليوود.

وأرجئ إعلان الترشيحات لجوائز الأوسكار إلى 19 يناير/ كانون الثاني بدلا من 17 منه فضلا عن مراسم توزيع جوائز النقاد التي كان يفترض أن تقام الأحد.

كما تم إرجاء أحداث رياضية لا سيما مباراة كرة سلة لفريق لوس أنجلوس ليكرز.

والرياح التي تهب راهنا معروفة باسم “سانتا آنا” وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، على ما أفاد خبراء الأرصاد الجوية.

وتشكل هذه الرياح كابوسا للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جدا أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس الآن بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة.

ويشير العلماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.

Exit mobile version