الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ومستشار مفتي الجمهورية
-ثورة الذكاء الاصطناعي تفرض تحديات على الفتوى ونعمل على إعداد خارطة طريق لمواجهتها”
-نعمل على دعم دور الإفتاء في إفريقيا ونرسخ المدرسة الأزهرية لصالح القوة الناعمة المصرية
دمج علماء الشرع والتكنولوجيا لوضع حلول شرعية لتحديات الذكاء الاصطناعي
تفاوت بين دور الإفتاء في العالم ونعمل على دعم المؤسسات الإفريقية بالخبرات والتكنولوجيا
نرسخ المدرسة الأزهرية الإفتائية ونقدم الدعم الشرعي والإداري للدول الإفريقية
التكامل بين مؤسسات الفتوى يعزز من دور مصر كقوة ناعمة
دار الإفتاء المصرية بيت خبرة يسهم في تطوير الإفتاء عالميًا
المدرسة الأزهرية الإفتائية تعزز الريادة المصرية في العالم الإسلامي
الفتوى مسؤولية بشرية لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحملها
الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة.. لكنه لا يملك عقل المفتي
الفتوى تتغير بتغير الأشخاص والظروف.. ولا تصدر من آلة
المعلومات الدينية شيء.. والفتوى الشرعية شيء آخر
الذكاء الاصطناعي لا يملك ملكة الاجتهاد ولا يعي الفروق بين السائلين
ورسالة للشباب: استفيدوا من التكنولوجيا.. لكن لا تنسوا أدوات الاجتهاد
على هامش المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء ، والذي شهد مشاركة وفود من أكثر من 70 دولة، وناقش العديد من المحاور التي تتعلق بصناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي، وسبل تطوير الأدوات الإفتائية لمواكبة التحولات الرقمية، ومواجهة الفتاوى المتشددة، بالإضافة إلى تعزيز التواصل بين دور وهيئات الإفتاء حول العالم، ودعم دورها في نشر الوسطية والاعتدال.
التقى موقع “صدى البلد” بالدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ومستشار مفتي الجمهورية، ليؤكد أن هناك تفاوتًا واضحًا بين دور الإفتاء في مختلف دول العالم، مشيرًا إلى أن بعضها يؤدي دوره على أكمل وجه، بينما تعاني أخرى، خصوصًا في الدول الإفريقية، من نقص في الآليات والمساعدات.
وأوضح الدكتور نجم، أن دار الإفتاء المصرية، باعتبارها دار خبرة عريقة وضاربة في عمق التاريخ، تسعى جاهدًة خلال هذه الفترة إلى تحقيق التكامل بين مؤسسات الفتوى المختلفة، وتقديم الدعم الكامل لها سواء على المستوى الشرعي أو الإداري أو التكنولوجي.
وأضاف أن دار الإفتاء تعمل على ترسيخ المدرسة الأزهرية المصرية في مجال الإفتاء، وهي مدرسة تقوم على المنهج الوسطي والعلمي الرصين، معتبرًا أن هذا التوجه يصب في صالح الدولة المصرية ويعزز من قوتها الناعمة في العالمين العربي والإسلامي، لاسيما في القارة الإفريقية.
وأشار “نجم” الى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يحل محل المفتي أو يؤدي مهمة الإفتاء بمفرده، مشيرًا إلى أن الفتوى عملية إنسانية تعتمد على مهارات متعددة ومعقدة، لا يمكن اختزالها في برامج أو أدوات تقنية.
وأوضح الدكتور نجم أن هناك فرقًا كبيرًا بين تقديم معلومات دينية – مثل تواريخ أو أحداث ثابتة – وبين الفتوى الشرعية، التي تختلف باختلاف الأشخاص والبلدان والظروف. وقال: “ما يصلح كفتوى لشخص في أمريكا قد لا يكون مناسبًا لشخص في مصر، لأن الفتوى تتغير بتغير الأحوال والأزمنة والأماكن.”
وأضاف مستشار المفتي، أن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه كـ”أداة مساعدة” للمفتي، لكنه لا يمتلك ملكة الاجتهاد الفقهي أو القدرة على إدراك الواقع وتغيراته كما يفعل المفتي الإنسان المتعلم، الواعي، المدرك لفهم السياقات المجتمعية.
ووجه الدكتور نجم رسالة إلى الشباب في مجال الإفتاء، داعيًا إياهم إلى استثمار التقنيات الحديثة في تسهيل الوصول إلى المعلومة، مع الحفاظ على أن تكون الفتوى الشرعية نتاجًا للاجتهاد البشري الرشيد فقط.
وقال مستشار مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء المصرية تدرس سنويًا موضوع المؤتمر لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، موضحًا أن مؤتمر هذا العام جاء في ظل ما وصفه بـ”ثورة تكنولوجية ضخمة” تتمثل في أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تتطور ليس فقط شهريًا، بل كل ساعة.
وأكد أن الفتوى لا يمكن أن تواكب العصر إذا تجاهلت هذا المتغير التكنولوجي الكبير، مشددًا على أهمية أن يكون التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي علميًا وشرعيًا في آن واحد.
وأوضح أن الهدف من المؤتمر هذا العام هو الدمج بين الخبراء في علوم التكنولوجيا وعلماء الفتوى والشرع، من خلال ورش عمل وعصف ذهني ومناقشات معمقة لتحديد أبرز التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على مجال الفتوى.
وأشار إلى أن دار الإفتاء تسعى لوضع خارطة طريق عملية للتعامل مع هذه التحديات، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي ليس جيدًا أو سيئًا بذاته، بل هو أداة تُستخدم، إما بطريقة صحيحة فتعود بالنفع على البشرية، أو بطريقة خاطئة فتؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات والأوطان.
واختتم الدكتور نجم حديثه بالتأكيد على أهمية الخروج بمقترحات قابلة للتطبيق، ليتم تقييم ما تم إنجازه في المؤتمر القادم.