Site icon السعودية برس

أمين الفتوى: الحرب على القيم والأخلاق من أخطر التحديات في المجتمع المصري

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن السوشيال ميديا يجب أن تتحول إلى مساحة آمنة لا مساحة مرعبة، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ علّمنا عدم نقل أخبار تسيء إلى الآخرين، بقوله: “لا تُحدثوني عن أصحابي”، في دعوة واضحة لإخماد نيران الشائعات والفتن والكلام السلبي عبر الفضاء الرقمي.

إصدار قوانين للرقابة الرقمية

وقال “الورداني” في تصريح له: إن الدولة المصرية تبذل جهدًا كبيرًا في إصدار قوانين للرقابة الرقمية وحماية المجتمع من المحتوى الضار، لكن هذا وحده لا يكفي، فالمواجهة الحقيقية تبدأ ببناء الوعي.

وأوضح أن الوعي ليس عبئًا على الدولة، بل هو منتج وطني يجب أن يشارك فيه الجميع: الأسرة، المدرسة، المسجد، الإعلام، والمجتمع المدني.

الحرب الثقافية

وأشار إلى أن “الحرب على الأخلاق والقيم” باتت من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع المصري، مؤكدًا أن هناك ثلاث حروب رئيسية لا تقل خطرًا عن الحروب التقليدية: الحرب الثقافية، والحرب الأخلاقية، وحرب هدم الذات. وأردف: “لازم نتحالف من أجل الوعي، ونجعل شعارنا ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾”.

الصمود المجتمعي

وشدد الدكتور الورداني على أن الصمود المجتمعي يبدأ بالوعي، فكلما زاد وعي الناس، زادت قدرتهم على الصمود ومواجهة الضغوط والمخاطر الفكرية والنفسية. وأضاف: “السوشيال ميديا ليست عدوًا، لكنها مرآة.. إن كان فيك نور ستنشر النور، وإن كان فيك فراغ ستضيع فيه”.

وتابع: “الوعي هو طريق العافية النفسية والمجتمعية، وهو الذي يعيد الإنسان إلى ذاته، ويربي أولاده على الفهم الصحيح، ويُخرجنا من الإدمان الرقمي إلى السكينة والإنسانية”.

خطورة الشائعات

وحذّر الدكتور عمرو الورداني، من خطورة الشائعات التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن نشر الشائعة في صورة “خبر” يعد من الكبائر التي تُهدد استقرار المجتمعات وتُغضب الله عز وجل.

الشائعة “اختراع شيطاني” 

وواصل: إن الشائعة “اختراع شيطاني” وهي من أوسع أبواب الكذب، مشيرًا إلى الحديث الشريف: “إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً، يهوي بها في النار سبعين خريفاً”، مشدداً على أن من أخطر صور هذا الكلام هي الشائعات التي تُطلق دون تحقق أو وعي.

وأكمل: “بعض الشائعات تنطبق عليها تماماً مقولة النبي ﷺ: ‘إن الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً’، والكذب من أمهات الكبائر”، لافتًا إلى أن الحديث عن الشأن العام في صورة شائعة يُضاعف الوزر والمسؤولية، لما له من أثر كبير في زعزعة الثقة العامة ونشر الفوضى.
 

Exit mobile version