قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الهند عرضت خفض الرسوم الجمركية، في حين أشارت نيودلهي إلى استمرارها في التفاوض بشأن اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، في إشارة إلى أن البلدين ما زالا يتركان الباب مفتوحاً أمام إزالة التوتر.
أوضح ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الإثنين، أن الهند عرضت خفض الرسوم على السلع الأميركية إلى الصفر، دون أن يوضح توقيت تقديم هذا التنازل. وأضاف أن “الوقت يوشك أن ينفد” وكان ينبغي على الهند أن تقدم هذا العرض “قبل سنوات”.
نيودلهي: المفاوضات مستمرة بشأن الرسوم الجمركية
لم ترد الحكومة الهندية رسمياً على تصريحات ترمب، لكن وزير التجارة بيوش غويال قال خلال فعالية يوم الثلاثاء إن الجانبين ما زالا منخرطين في السعي للتوصل إلى اتفاق تجاري. قال غويال في نيودلهي: “نجري حواراً مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق تجاري ثنائي”.
لا تجري في الوقت الراهن أي مفاوضات رسمية بين الجانبين، بعدما ألغى وفد أميركي زيارته إلى الهند خلال أغسطس الماضي. وأفادت “بلومبرغ” الأسبوع الماضي بأن البلدين يبقيان قنوات التواصل غير الرسمية مفتوحة.
اقرأ أيضاً: بعد رسوم الـ50%.. الهند تجري محادثات غير رسمية مع أميركا دون انتقام فوري
محلل هندي: ترمب يخفف لهجته
قال أبهيجيت داس، المسؤول التجاري الهندي السابق والمتخصص في شؤون التجارة، إن منشور ترمب الأخير قد يكون إشارة إلى أن الولايات المتحدة ما زالت منفتحة على المحادثات التجارية. وأضاف: “إنها محاولة منه (ترمب) للتراجع عن موقفه المتشدد السابق تجاه الهند”.
وكان ترمب قد فرض رسوماً جمركية بنسبة 50% على صادرات الهند إلى الولايات المتحدة لمعاقبتها على قيودها التجارية وشرائها للنفط الروسي.
كانت الهند من أوائل الدول التي بدأت محادثات تجارية مع إدارة ترمب، حيث التزم الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء ناريندرا مودي بإبرام اتفاق ثنائي بحلول خريف هذا العام.
اقرأ المزيد: الرسوم الأميركية المضاعفة على الهند تدخل حيز التنفيذ
فشل المحادثات بين واشنطن ونيودلهي بعد 5 جولات
لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق بعد خمس جولات من المحادثات، مع تزايد إحباط واشنطن من تمسّك نيودلهي بمواقفها إزاء قضايا محورية، أبرزها فتح أسواق منتجات الألبان والزراعة.
وفي وقت لاحق بدأ ترمب يهدد الهند بفرض رسوم إضافية بسبب شرائها النفط الروسي، قائلاً إن ذلك يساعد في تمويل حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا.
وكانت الهند قدّمت عدة تنازلات في بداية المفاوضات، من بينها عرض خفض الرسوم الجمركية على السلع الصناعية مثل مكونات السيارات والأدوية إلى الصفر، إذا قامت الولايات المتحدة بخطوة مماثلة.