تُخطط شركة “ميسترال” (Mistral AI)، أكبر شركة أوروبية ناشئة للذكاء الاصطناعي، لإنشاء فرع لها في المغرب لتوفير حلولها في المملكة والتوجه نحو باقي دول القارة الأفريقية، بحسب شخص مطلع في الشركة الفرنسية لـ”الشرق”.
الفرع سيتم تأسيسه “في أقرب فرصة” لتوفير حلول الذكاء الاصطناعي للقطاعات الحكومية والشركات المغربية، والتوجه في إطار شراكات نحو باقي دول القارة. تأتي الخطوة المرتقبة بعدما حل الرئيس التنفيذي لشركة “مسيترال” آرثر مينش في المغرب الأسبوع الماضي وقّع خلالها اتفاقية مع الحكومة المغربية، والتقى عدداً من مؤسسي الشركات الناشئة بمدينة الدار البيضاء.
تضع المنافسة الأوروبية في سباق الذكاء الاصطناعي ضمن خططها عقد شراكات عدة مع الحكومة والقطاع الخاص في المغرب، وفقاً للشخص المطلع على المفاوضات. مضيفاً: “الفرع المغربي سيكون مخصصاً لافريقيا بأكملها، وسيمثل أول دخول رسمي لشركة ذكاء اصطناعي كبيرة إلى المملكة”.
على المدى الطويل، تتطلع شركة الذكاء الاصطناعي الفرنسية لتشغيل مركز بيانات في البلاد في حال تقرر إنشاؤه من طرف الحكومة أو شركة كبيرة من القطاع الخاص، كما كشف الشخص المطلع. ولدى “ميسترال” اتفاق مع شركة “إنفيديا” الأميركية يُمكنها من الحصول على بطاقات معالجة الرسوميات (GPU) الضرورية لمراكز البيانات الضخمة.
تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي في المغرب
“ميسترال” أعلنت في بيان صحفي عقب توقيع اتفاقية شراكة مع وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة في المغرب، الأسبوع الماضي، أنها تهدف لتطوير منظومة الذكاء الاصطناعي في البلاد عبر التكوين والبحث التطبيقي وتبادل المعرفة، ودعم نمو المشاريع الصناعية من خلال حلول ذكاء اصطناعي مكيّفة مع احتياجات الشركات المغربية. كما أشارت إلى أنها تسعى “لتعزيز ريادة المغرب كمرجع إقليمي وأفريقي في مجال الذكاء الاصطناعي”.
تأسست الشركة مطلع عام 2023 من قِبل 3 باحثين سابقين في “جوجل” و”ميتا”، وتُقدّم نفسها كبديل لشركات وادي السيليكون الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل “أوبن إيه آي”. وتوفر عدة منتجات منها ربوتات الدردرشة وتوليد النصوص والترجمة والبرمجة، كما تستهدف منتجاتها القطاعات الصناعية بهدف تحسين العمليات والأتمتة والرقمنة.
جولة تمويل بقيمة 1.7 مليار يورو
في 9 سبتمبر الجاري، تلقت “ميسترال” تمويلاً بقيمة 1.7 مليار يورو من الشركة الهولندية “AMSL” لصناعة أشباه الموصلات، وهي جولة تمويل ضاعفت تقييم الشركة الفرنسية إلى 11.7 مليار لتصبح من أكثر الشركات الخاصة قيمةً في أوروبا.
اقرأ التفاصيل: “ASML” تضخ 1.3 مليار يورو في ميسترال الأوروبية للذكاء الاصطناعي
يُنظر إلى “ميسترال” كركيزة أساسية لحركة السيادة التكنولوجية في الاتحاد الأوروبي، التي تدعو لتقليل الاعتماد على أدوات “وادي السيليكون”، والتي ازدادت قوة في ظل السياسات الجمركية للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
تسعى الشركة الناشئة لتصبح لاعباً عالمياً جديداً في الذكاء الاصطناعي، ولديها اتفاقية مع “MGX” المدعومة من صندوق الثروة السيادي الإماراتي “مبادلة للاستثمار” و”إنفيديا” لبناء أكبر مجمع لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في أوروبا.