- يصبح الخرف أكثر شيوعًا ولا يوجد له علاج.
- يهتم الباحثون بالعوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بضعف الإدراك والعوامل التي قد تكون وقائية.
- توصلت إحدى الدراسات إلى أن أعراض انقطاع الطمث الأكثر شدة كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بضعف الإدراك الخفيف.
- وعلى النقيض من ذلك، ارتبطت عوامل أخرى، مثل استخدام العلاج الهرموني في مرحلة انقطاع الطمث، بانخفاض المخاطر.
الخرف هو حالة مثيرة للقلق بشكل كبير، حيث تؤثر على أكثر من 55 مليون الناس في جميع أنحاء العالم. ويجري البحث حاليًا حول كيفية التعامل مع الخرف وعوامل الخطر التي ينبغي أن تكون محورًا للوقاية.
دراسة نشرت مؤخرا في مجلة سن اليأس توصلت دراسة حديثة إلى أن أعراض انقطاع الطمث الأكثر شدة كانت مرتبطة بضعف الإدراك الخفيف في تحليل شمل 1287 امرأة في أمريكا اللاتينية بعد انقطاع الطمث.
وتشير النتائج إلى الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول كيفية تأثير انقطاع الطمث على خطر الإصابة بالخرف وما هو الإجراء الوقائي الذي قد يكون الأكثر فعالية.
سن اليأس يحدث انقطاع الطمث عندما تتوقف الدورة الشهرية لمدة عام كامل. يحدث الانتقال إلى انقطاع الطمث غالبًا على مدار عدة سنوات وقد يتضمن أعراضًا غير سارة مثل الهبات الساخنة.
أراد الباحثون الذين أجروا الدراسة الحالية النظر إلى العلاقة بين أعراض انقطاع الطمث والضعف الإدراكي الخفيف، الذي يزيد من خطر إصابة الشخص بالخرف.
وأشاروا إلى أن بعض أعراض انقطاع الطمث تشمل مشاكل النوم، وآلام العضلات والعظام، وصعوبات الإدراك، وتقلبات المزاج، والتعرق الليلي، والهبات الساخنة. وأشاروا أيضًا إلى أن هذه الأعراض “مرتبطة بنقص هرمون الاستروجين”.
كان هذا البحث عبارة عن تحليل فرعي لدراسة رصدية مقطعية شملت نساء من تسع دول في أمريكا اللاتينية. استخدم الباحثون استطلاعات الرأي لجمع البيانات حول أعراض انقطاع الطمث والوظائف الإدراكية.
وقد شمل الباحثون 1287 امرأة في تحليلهم. وكان جميع المشاركات في الدراسة في سن السبعين أو أقل وفي مرحلة ما بعد انقطاع الطمث. وكان من بينهن نساء عانين من انقطاع الطمث الطبيعي والجراحي.
لقد استبعدوا المشاركين الذين تم تشخيص إصابتهم بالخرف مما منعهم من فهم الاستبيانات، كما استبعدوا النساء اللاتي تلقين في السابق العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.
قام الباحثون بجمع البيانات حول العديد من العوامل، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم، وعدد الأطفال، والنشاط الجنسي، ومستويات النشاط البدني، والأمراض المصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
كما لاحظوا عمر بداية انقطاع الطمث، وتاريخ إزالة المبيض، واستخدام العلاج الهرموني لانقطاع الطمث. واستخدموا مقياس تصنيف انقطاع الطمث لجمع البيانات حول شدة أعراض انقطاع الطمث.
تشير النتيجة التي تبلغ 14 نقطة أو أكثر إلى أعراض انقطاع الطمث الشديدة. ثم قاموا بتقييم ضعف الإدراك الخفيف.
ووجدت الدراسة أن 15.3% من المشاركات يعانين من ضعف إدراكي خفيف، وأن النساء اللاتي يعانين من ضعف إدراكي خفيف أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض انقطاع الطمث الأكثر شدة.
كما لاحظ الباحثون أن إنجاب المزيد من الأطفال كان مرتبطًا أيضًا بضعف الإدراك. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط انخفاض مؤشر كتلة الجسم، والنشاط الجنسي، وأسلوب الحياة النشط، واستخدام العلاج الهرموني في سن اليأس، والتعليم العالي بانخفاض خطر الإصابة بضعف الإدراك الخفيف.
وأوضح مؤلف الدراسة الدكتور خوان إي. بلوميل، من كلية الطب بجامعة تشيلي في سانتياغو دي تشيلي، الأخبار الطبية اليوم الذي – التي:
“نظرًا لأن الدراسة استكشافية، فمن المرجح أن تقدم النتائج رؤى أولية تتطلب مزيدًا من التحقيق. ومع ذلك، فإن تحديد الارتباط المحتمل بين أعراض انقطاع الطمث الشديدة والتدهور المعرفي قد يمهد الطريق لأبحاث جديدة وعلاجات محتملة. إذا كانت أعراض انقطاع الطمث الشديدة تساهم بالفعل في التدهور المعرفي، فقد يؤدي ذلك إلى نهج أكثر شمولاً لعلاج النساء أثناء انقطاع الطمث، ومعالجة ليس فقط الأعراض الجسدية ولكن أيضًا الجوانب المعرفية والعاطفية.”
إن هذا البحث له حدود، بما في ذلك بعض الحدود المتعلقة بطبيعة الدراسة. أولاً، لا تستطيع الدراسة إثبات أن عوامل الخطر هذه تسبب أو تمنع ضعف الإدراك الخفيف.
علاوة على ذلك، ركز البحث على النساء في بلدان أمريكا اللاتينية اللاتي كان لديهن إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الخاصة، وبالتالي فإن النتائج قد لا تنطبق على فئات سكانية أخرى.
كما ضم الباحثون نساء من مؤسسات رعاية أمراض النساء، مثل أولئك اللاتي يعانين من انقطاع الطمث المبكر، وهو ما لا يعكس عامة السكان. ويعترف الباحثون بوجود خطر التحيز في الاختيار بسبب محدودية الوصول إلى الفحوصات الصحية الوقائية في أمريكا اللاتينية.
علاوة على ذلك، لم يشمل البحث النساء فوق سن السبعين، وهو ما قد يشكل فئة ديموغرافية إضافية يتعين استكشافها. واعتمدت البيانات على تقارير المشاركين، وهو ما لا يضمن الدقة دائمًا. كما أن معايير الاستبعاد، مثل استبعاد المشاركين الصم والمكفوفين، ربما أثرت أيضًا على نتائج الدراسة.
كان هناك فرق طفيف بين التقييم البرتغالي والإسباني فيما يتعلق بالضعف الإدراكي الخفيف، وتم قياس تقييم الضعف الإدراكي الخفيف مرة واحدة فقط.
بالإضافة إلى ذلك، اختلفت أسباب انقطاع الطمث، حيث عانت أقل من 60% من المشاركات من انقطاع الطمث الطبيعي، في حين عانت أخريات من إزالة المبيض جراحيًا.
ويبدو أن الباحثين قد أدرجوا أيضًا قصور المبيض الأولي باعتبارها فئة من فئات انقطاع الطمث، وهي حالة مختلفة قليلاً. ويمكن لمزيد من البحث أن يركز على فئات فرعية أخرى لمعرفة مدى تأثيرها على النتائج.
وقد يركز البحث أيضًا على العوامل المحددة التي قد تحمي من ضعف الإدراك، وخاصة العلاج بالهرمونات البديلة، وعلى جمع المزيد من البيانات طويلة الأمد.
“وقال لنا بلوميل: “ينبغي أن تسعى دراسات أخرى إلى تكرار هذه النتائج في عينات أكبر وأكثر تنوعًا واستكشاف الآليات الأساسية التي قد تفسر هذه العلاقة. وقد يشمل هذا البحث في دور الهرمونات ونوعية النوم والإجهاد وعوامل أخرى تتقلب أثناء انقطاع الطمث”.
تقدم هذه الدراسة المزيد من الأدلة والتفاصيل حول عوامل الخطر والحماية المحتملة المرتبطة بالضعف الإدراكي الخفيف. وفي حين أن الأمر يتطلب المزيد من البحث، فإن البيانات تسلط الضوء على الحاجة المحتملة إلى فحص مكونات معينة مثل أعراض انقطاع الطمث عن كثب وكيفية ارتباطها بخطر الإصابة بالخرف.
أدلت الدكتورة كارين ميلر، أخصائية علم النفس العصبي وعلم نفس الشيخوخة، والمديرة الأولى لبرامج صحة الدماغ ونمط الحياة في معهد المحيط الهادئ لعلوم الأعصاب في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، والتي لم تشارك في هذا البحث، بالتعليقات التالية حول خطر إصابة النساء بشكل خاص بالخرف:
“إن معدلات الخرف أعلى قليلاً لدى النساء. ويُعتقد أن هذا مرتبط ربما بواحد أو أكثر من الأسباب. أولاً، تعيش النساء لفترة أطول، وأكبر عامل خطر للإصابة بالخرف هو التقدم في السن (…) ثانيًا، هناك بعض الجدل حول هذا المفهوم، ولكن انقطاع الطمث يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف حيث يحدث انخفاض كبير في هرمون الاستروجين لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وهناك وفرة من مستقبلات هرمون الاستروجين في الحُصين (مركز الذاكرة). ومع انخفاض هرمون الاستروجين، قد يزداد خطر الإصابة بالخرف لدى النساء مع تقدمهن في السن. أخيرًا، بالنسبة لجميع الأشخاص، يمكن اعتبار تاريخ الاكتئاب أيضًا عامل خطر لزيادة الخرف في وقت لاحق من الحياة، ويعاني عدد أكبر من النساء من الاكتئاب أو يتم تشخيصهن به مقارنة بالرجال.”
ينبغي للأشخاص الذين يشعرون بالقلق إزاء خطر الإصابة بالخرف أن يعملوا مع أطبائهم لمعالجة عوامل الخطر وفحص الاستراتيجيات الوقائية التي يمكن أن تكون الأكثر فائدة، مثل طلب العلاج من الاكتئاب، والإقلاع عن التدخين، وزيادة النشاط البدني.