سجلت الأسهم اليابانية ارتفاعات حادة بقيادة شركات السيارات، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن اتفاق تجاري مع اليابان يفرض رسوماً جمركية بنسبة 15% فقط على الواردات اليابانية، وهو مستوى أقل من المخاوف السابقة التي توقعت 25%.
وقفز مؤشرا “نيكاي 225″ و”توبكس” بأكثر من 3%، بدعم من أنباء عن تثبيت الرسوم على السيارات عند 15%، ثم تسارع الصعود بعد تقارير أفادت بأن رئيس الوزراء شينغرو إيشيبا سيستقيل بحلول نهاية أغسطس. وسجلت “تويوتا موتور” مكاسب تفوق 10%.
اقترب مؤشر “توبكس” من أعلى مستوى له على الإطلاق المسجل في يوليو الماضي، في وقت تراجعت فيه الأسهم الكورية الجنوبية التي لا تزال تنتظر التوصل إلى صفقة مع إدارة ترمب.
في سوق العملات، بقيت تحركات الين محدودة رغم ارتفاعه هذا الأسبوع، حيث تراجع بنسبة 0.2% ليسجل 146.92 مقابل الدولار بحلول الساعة 11:40 صباحاً في طوكيو.
وقال راجيف دي ميلو، مدير المحافظ في “غاما أسيت مانجمنت” (GAMA Asset Management)، إنه “بعد أسابيع من الغموض، سيحصل المستثمرون أخيراً على قدر أكبر من اليقين. نسبة 15% أقل من التوقعات، وهذا جيد لثقة الأسواق”.
احتمال رفع الفائدة في اليابان يتزايد
في المقابل، شهدت السندات الحكومية اليابانية انخفاضاً حاداً بعد إعلان الصفقة، ما دفع العوائد إلى الارتفاع عبر مختلف الآجال، وخاصة على السندات قصيرة الأجل، التي تتأثر بشكل أكبر بتوقعات السياسة النقدية.
وقال كاتسوتوشي إنادومي، كبير الاستراتيجيين في “سوميتومو ميتسوي تراست” (Sumitomo Mitsui Trust) إن “الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة قد يكون عاملاً مساعداً لبنك اليابان لرفع أسعار الفائدة”.
وبحسب عقود المقايضة المؤشرات لليلة واحدة، ارتفعت احتمالات رفع الفائدة بنهاية العام، من 59% في اليوم السابق للاتفاق إلى 88%. وارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 9.5 نقطة أساس إلى 1.595%، مقتربة من أعلى مستوى لها منذ 2008.
النتيجة أفضل من المتوقع
قال أندرو جاكسون، استراتيجي الأسهم اليابانية لدى “أورتوس أدفايزورز” (Ortus Advisors): “كثير من المستثمرين كانوا يترقبون رسوماً بنسبة 20% على الأقل، لذلك النتيجة جاءت أفضل من التوقعات، وهذا ما انعكس في أداء أسهم السيارات”.
اقرأ أيضاً: ترمب: اتفاق وشيك مع اليابان لتصدير الغاز المسال من ألاسكا
وأضاف أن قطاع السيارات كان يتعرض لضغوط بيعية مكثفة بسبب مخاوف الرسوم، ما يجعل أخبار اليوم بمثابة رياح داعمة قوية للأسعار. وارتفعت “مازدا موتور”، التي تعتمد على أميركا الشمالية في نحو 50% من إيراداتها، بنسبة وصلت إلى 18%.
المخاوف المالية تضغط على الارتفاعات
رغم التفاؤل الفوري، حذر بعض المحللين من أن هذا الارتفاع قد لا يدوم، خصوصاً في ظل المخاوف المالية المحلية بعد خسارة حكومة إيشيبا للأغلبية في انتخابات مجلس الشيوخ.
وقالت كارول كونغ، الاستراتيجية في “بنك الكومنولث الأسترالي” إن “الأسواق قد تعود سريعاً للتركيز على الوضع المالي لليابان، مما يزيد احتمالات ضعف الين والسندات مجدداً”.
من جانبه، رأى هيروشي واتانابي، رئيس أبحاث الأسواق في “سوني فاينانشيال غروب” (Sony Financial Group)، أن تعهد اليابان باستثمار 550 مليار دولار في الولايات المتحدة قد يكون سلبياً للين مستقبلاً، مضيفاً: “هذا يعكس خروجاً ضخماً لرأس المال من البلاد، وقد يؤثر سلباً على الاقتصاد الياباني على المدى الطويل”.